الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية فى حوار لــــــــــ«عالم المال»:
- زراعة ما يقرب من 150 ألف فدان فول صويا هذا العام.. مع زيادة مستقبلية تصل إلى نصف مليون فدان العام المقبل 2024
- للمرة الأولى منذ 17 عاما .. القطن يسترد عرشه بإجمالي نصف مليون فدان
- القيادة السياسية تتجه لسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك
- يجب زراعة نباتات الكانوال في مشروع مستقبل مصر الزراعي
- الدولة تستهدف تطوير 5 مصانع للزيوت بقيمة 5.5 مليار جنيه
تدشن الدولة المصرية العديد من الخطط الاستراتيجية لتخطي الأزمات وتطوير القطاعات المختلفة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها معظم دول العالم في الفترة الراهنة، إذ تسعى الدولة الدولة المصرية إلى زيادة المساحة المنزرعة من المحاصيل الزيتية والعلفية، لتوفير أعلاف الحيوانات وفي نفس الوقت إنتاج وصناعة الزيت اللازم للسوق المحلي، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، فضلًا عن تقليل واردات الزيوت، والاعتماد على البدائل المحلية، لتوفير العملة الأجنبية.
وفى هذا الصدد قال الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية كلية الزراعة جامعة الزقازيق، مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن القيادة السياسية تولى اهتماما كبيرا بقطاع الزراعة رغم كل المعوقات والصعوبات والأزمات الاقتصادية والتضخم العالمي وأزمة الغذاء العالمي، ومن قبل جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ونقص سلاسل الإمداد والتوريد وغيرها.
وأضاف محمد يوسف، أن الدولة أولت اهتماما كبيرا بزراعة المحاصيل الاستراتيجية بصفة عامة والمحاصيل الزيتية بصفة خاصة، ومنها فول الصويا والذرة الصفراء تلك المحاصيل التى لقت اهتماما بالغ الأهمية خلال الآونة الأخيرة، مع تقديم الدعم الفني والمادى للمزارعين فى مختلف محافظات الجمهورية، وتشجيع الفلاحين على زراعة محاصيل الزيت بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاستيراد من الخارج وتقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج الزيت.
وأوضح «يوسف»، أنه سيتم زراعة مايقرب من 150 ألف فدان فول صويا هذا العام 2023 مع زيادة مستقبلية تصل إلى نصف مليون فدان العام المقبل 2024، مشيرًا إلى زراعة مايقرب من 100 ألف فدان دوار الشمس هذا العام والتى تصل إلى مايقرب من 300 ألف فدان العام المقبل 2024، بهدف الإقتراب من نسب الاكتفاء الذاتي من الزيت.
القيادة السياسية تستهدف زيادة التوسع في زراعة محاصيل العلف
أشار خبير الزراعة، إلى أن القيادة السياسية تستهدف زيادة التوسع في زراعة محاصيل العلف للعام الحالي 2023، إلى 3 مليون و 400 ألف فدان بزيادة 200 ألف فدان منها 2 مليون و800 ألف فدان ذرة صفراء وبيضاء و450 ألف فدان ذرة رفيعة و150 ألف فدان فول صويا هدفا مشترك ما بين إنتاج وتوفير أعلاف الحيوانات وفي نفس الوقت إنتاج وصناعة الزيت اللازم للسوق المحلي، مضيفًا أن هناك العديد من المزايا الاقتصادية والغذائية والصناعية للقطن، كمحصول زراعي صناعي يُستخرج منه قطن الشعر المستخدم في صناعة النسيج والصباغة والملابس الجاهزة، مضيفًا أن بذرة القطن يستخرج منها الزيت والمعروف باسم زيت بذرة القطن، فضلًا عن أن مخلفات القطن تستخدم في تصنيع العلف للحيوانات.
ولفت مستشار الزراعة العضوية، إلى أن القطن يدخل في صناعة مستحضرات التجميل، ومن المتوقع طبقا لتوجيهات القيادة السياسية زراعة 5000 فدان قطن بمشروع مستقبل مصر الزراعي والدلتا الجديدة لهذا العام 2023 وتزداد المساحة لتصل الى 15 ألف الفدان عام 2024.
وأضاف الدكتور محمد يوسف، أنه تم إنتاج مايقرب من 38 إلى 40 الف طن زيت من بذور القطن وحوالي 190 إلى 200 ألف طن بذرة قطن لعام 2022، مضيفًا أن القطن المصري محصول اقتصادي سياسي في نفس الوقت وللأسف فقدنا المساحة التي وصلت لحوالي 2 مليون فدان في عام 1969 وبدايه السبعينات والثمانينات والتي كانت تنتج حوالي 10.5 مليون قنطار من تلك المساحة، و تقلصت المساحة لتصل إلى 250 الف فدان فأقل وانتاجيه اقل في العقود السابقة حيث تلك الفترة كان لدينا اكتفاء ذاتي من الزيت.
تحقيق أعلى معدل من الاكتفاء الذاتى من الزيت والأعلاف
وأشار يوسف أن زراعة القطن، تتم في مايقرب من 17 محافظة على مستوى الجمهورية ومن المتوقع وصول المساحات المنزرعة الفترة القادمة إلى (نصف مليون فدان) لأول مرة منذ 15 سنة وهذه المساحة تمثل نحو ضعف المساحة المنزرعة في المواسم السابقة بهدف تحقيق أعلى معدل من الاكتفاء الذاتى من الزيت والأعلاف، مضيفًا أن المستهدف كان 500 ألف فدان، العام الماضي 2022 لكن ما تم زراعته حوالى 350 ألف فدان والمقرر زراعة هذا العام 2023 مايقرب من 400 ألف فدان لتعظيم الاستفادة من هذه المحصول القومي وعودته للصادرة مرة أخرى سواء لإنتاج الزيت أو الأعلاف أو المنسوجات.
أكد «يوسف» أن القيادة السياسية تبذل جهودا حثيثة لتوفير الزيوت الخام محلياً، وأنه في ظل الأزمات العالمية الحالية وبالنظر إلى الكمية المستوردة من الزيوت التي نحتاجها والتى تصل إلى ما يقرب من 96%، فإن القيادة السياسية قد اتجهت إلى اتخاذ بعض الخطوات الهامة للعمل على سد هذه الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج وتقليل الاستيراد من الخارج، وذلك من خلال التوسع في منظومة الزراعة التعاقدية لتأمين وحماية المزارعين والفلاحين من جشع التجار من ناحية، ومن جهة أخرى الإهتمام بزراعة المحاصيل الاستراتيجية خاصة المحاصيل الزيتية.
ولفت خبير الزراعة، إلى أن التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج زيت الطعام والعمل على الحد من استيراده وذلك من خلال عدة آليات منها زراعة فول الصويا بطريقة التحميل على بعض المحاصيل الأخرى، مثل الذرة الصفراء بهدف إنتاج الزيت وصناعة الأعلاف حيث يحقق الفدان الواحد إنتاجية عالية المحصولي، موضحًا أنه يمكن تحميل الذرة الشامية مع فول الصويا فى الأرض الخصبة الجيدة الصرف والتهوية والخالية من الملوحة والتي يجود بها زراعة كل من الذرة الشامية وفول الصويا، مضيفًا أن القيادة السياسية تسعى منذ توليها مقاليد الحكم التوسع في زراعة مساحات كبيرة من القطن طويل ومتوسط وقصير التيلة وذلك من خلال استنباط أصناف عالية الإنتاجية.
محمد يوسف: الدولة قامت بإطلاق مبادرة قومية لزراعة محصول دوار الشمس على نطاق واسع
أشار يوسف إلى، أن الدولة قامت بإطلاق مبادرة قومية لزراعة محصول دوار الشمس على نطاق واسع، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية تسعى إلى التوسع في زراعة الذرة بنطاق المشروعات القومية الزراعية خاصة مشروع مستقبل مصر الزراعي والدلتا الجديدة وتوشكى وغيرها من المشروعات التى دشنتها الدولة الفترة الماضية، مضيفًا أنه تم إنشاء صوامع لتخزين ذات أحجام مختلفة على أعلى تكنولوجيا بهدف تخزين البذور الناتجة والتوسع في إنشاء تنكات ذات سعة مختلفة لتخزين الزيوت الناتجة من الاستخلاص والعصر بمصانع الإنتاج الموجودة.
أكد الخبير الزراعى، أنه يمكن الاستفادة من البذور بعد الاستخلاص في إنتاج العلف الحيواني خاصة بذور القطن وفول الصويا، مضيفًا من ضرورة دعم جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر لصغار المزارعين والفلاحين فى جميع المحافظات الأمر الذي يشجع الفلاحين على زراعة المحاصيل الزيتية بهدف الإقتراب من نسب الاكتفاء الذاتي من الزيت والاعلاف تحت نطاق الزراعات التعاقدية.
توطين صناعة زيت الطعام بكل أنواعه
أضاف خبير الزراعة الحيوية، أن الزراعة التعاقدية يتم من خلال وضع نظام تسويقي مناسب يحقق للمزارعين والفلاحين عائد مجزي دون معوقات أو تحديات تعرقل عمليات الزراعة والإنتاج والتسويق، يجب الاهتمام والتوسع في إنشاء وحدات متخصصة على أعلى تكنولوجي لاستخلاص الزيوت من البذور دون أى فاقد بنطاق المشروعات القومية الزراعية الحديثة خاصة المشروعات القومية الزراعية خاصة مشروع الدلتا الجديدة ومشروع توشكى ومستقبل مصر الزراعي ومشروع المليون ونصف المليون فدان، مؤكدًا أن القيادة السياسية تسعى بكل جهد لتوطين صناعة زيت الطعام بكل أنواعه من زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية عالية الإنتاجية ذات المقننات المائية المنخفضة، بهدف ترشيد استخدام المياه في الزراعة وأصناف تتحمل الملوحة والتغيرات المناخية الحالية وايضا أصناف ذات دورة حياة قصيرة مقاومة للجفاف والأمراض النباتية والآفات الحشرية والحيوانية والاكاروسية المنتشرة في البيئة.
وأوضح «يوسف» أن هناك خمسة تحالفات محلية وأجنبية تقدمت بعروض بهدف إنشاء ثلاثة مجمعات صناعية كفرص استثمارية واعدة ضمن خطة القيادة السياسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من زيت الطعام وذلك باستثمارات مالية تقدر بحوالي 321 مليون دولار، مضيفًا أنه تم إنشاء مجمع صناعي في منطقة برج العرب على مساحة 137 ألف متر وقد تم تخصيص الأرض للشركة القابضة للصناعات الغذائية، وسيستخلص المجمع الزيوت بطاقة يومية تصل إلى 3000 طن بذور، بالإضافة إلى تكرير وتعبئة الزيوت بطاقة تصل إلى 800 طن يوميًا وإنتاج السمن النباتي بطاقة 5000 طن يوميًا.
أشار مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، أنه تم إقامة مجمع كبير على أعلى تكنولوجيا بمنطقة السادات لتكرير وتعبئة الزيوت النباتية بطاقة 800 طن يوميًا، مضيفًا أن القيادة السياسية أعطت إشارة البدء لإقامة مجمع بمحافظة سوهاج بهدف استخلاص الزيوت من البذور خاصة الذرة الصفراء بطاقة إنتاجية تصل إلى 2000 طن يوميًا، مضيفًا أن القيادة السياسية سعت تلك الفترة في التوسع في زراعة مساحات جديدة من المحاصيل الزيتية في مشروع مستقبل مصر الزراعي والدلتا الجديدة وتوشكى الخير مثل دوار الشمس فول الصويا الفول السوداني القطن الزيتون السمسم الكتان الكانولا، حيث المساحة المنزرعة في عام 2021 كانت 250 ألف فدان من المحاصيل الزيتية وهي لا تكفي لسد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج، لذلك أطلقت القيادة السياسية مبادرة لتوطين صناعة زيت الطعام لخفض الأسعار وتقليل الاستيراد من الخارج.
يجب زراعة نباتات الكانوال في مشروع مستقبل مصر الزراعي
أضاف خبير الزراعة الحيوية، من الضروري زراعة نباتات الكانولا كمصدر لإنتاج الزيت في مشروع مستقبل مصر الزراعي حيث تصل نسبة الزيت في بذور نباتات الكانولا تقريبا من 45 الى 55%، مؤكدًا أنه من الضرورى الاهتمام بزراعة نباتات السمسم كمصدر جيد لإنتاج الزيت، حيث تحتوى بذوره على ما يقرب من 55 إلى 60% من الزيت، مضيفًا أنه الدولة تستهدف تطوير 5 مصانع للزيوت على مستوى الجمهورية بقيمة 5.5 مليار جنيه لإنتاج الزيت الخام.
استطرد «يوسف» اهتمام القيادة السياسية بتطبيق منظومة الزراعات التعاقدية مع الفلاحين والمزارعين وتشجيعهم لزراعة المحاصيل الزيتية السابق ذكرها لتحقيق أعلى هامش ربح للفلاح، وكان هناك بادرة أمل من وزاره التموين والتجارة الداخلية على تشجيع المزارعين لزراعة المحاصيل الزيتية، حيث تم التعاقد على طن دوار الشمس من الفلاحين كزراعة تعاقديه بحوالي 11000 جنيه و طن فول الصويا بحوالي 10,000 جنيه.
أضاف الدكتور محمد يوسف، أن دعم مزارعي المحاصيل الزيتية من وزارة الزراعة والبنك الزراعي المصري والإرشاد الزراعي من توفير مستلزمات الإنتاج خاصة التقاوى المعتمدة والمقاومة للحشرات والأمراض النباتية والأصناف المقاومة للجفاف والتي تستهلك كميات مياه قليلة والاهتمام بزراعة القطن والسمسم والكانولا وفول الصويا والذرة الصفراء والكتان والزيتون والفول السوداني، فى المشروعات القومية الزراعية الجديدة الأمر الذي يجعلنا من منتجى ومصدرى الزيوت في ظل القيادة السياسية الرشيدة والجمهورية الجديدة وحياة كريمة.