أكد الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، أن بعد الإعلان عن ظهور جنون البقر في البرازيل، تم انعقاد لجنة علمية بالوزارة، لمتابعة هذا الأمر بشكل كبير، لافتًا إلى أن الهدف من استيراد اللحوم البرازيلية والدواجن جاء لوضع حد لمغالاة التجار في الأسعار.
وأوضح «القرش» أن معظم دول العالم تستورد اللحوم من دولة البرازيل، مضيفًا أن عمليات التشخيص فى البرازيل اكتشف أن حالات جنون البقر غير نمطية، وما هي إلا عبارة عن تغير فسيولوجي طبيعي يحدث للماشية بسبب كبر سنها، وليس فيها أي خطورة على البشر، ولا يوجد أي خطورة على اللحوم التي يتم استيرادها من البرازيل، حيث نقوم بعمليات فحص ومتابعة دقيقة للمصانع التي نتعامل معها في البرازيل للتأكد من خلو الأبقار من أي أمراض قبل وصولها إلى مصر.
واتجهت الحكومة إلى استيراد اللحوم من البرازيل عقب ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي تأثرت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وركود الاقتصاد العالمى وتحرك سعر الدولار.
وفى هذا السياق قال الدكتور محمد عثمان، رئيس شركة لافاش جروب، إن جنون البقر هو مرض يصيب الجهاز العصبي للماشية، وله فترة حضانة طويلة تتراوح بين سنتين وثماني سنوات، وأحيانًا أطول، لافتًا إلى أنه تم اكتشاف الشكل الكلاسيكي لأول مرة في عام ١٩۸٦، بالماشية البريطانية بعد إطعامها مواد ملوثة ((ما يسمى البريون))، وهو نوع غير عادي من العوامل المعدية الناتجة عن خراف نافقة كان المزارعون قد قاموا بفرم لحومها الميتة وخلطها بعلف الماشية.
ما هي أهم أعراض هذا المرض
وأضاف محمد عثمان، أن هذه الأعراض العصبية ظهر على الماشية المصابة بشكل تغيرات في السلوك، وحركات لا إرادية ونقص في التناسق العصبي الحركي ثم ينتهي المرض بالنفوق، ومنذ ذلك الحين تم تحديد مرض جنون البقر التقليدي تهديدًا كبيرًا، ومن المعروف الأن وجود نمطين للمرض أولهما الشكل التقليدي (الكلاسيكي) والذي يحدث في الماشية بعد تناول علف ملوث بالبريون، وشكل غير نمطي يحدث تلقائيًا في جميع قطعان الماشية.
وأكد رئيس شركة لافاش جروب، انه لا يوجد علاج أو لقاح ضد مرض جنون البقر حاليا، مضيفًا أن عام ١٩٩٦، تبين إصابة عشرة أشخاص في بريطانيا بصورة مختلفة من مرض كروتزفيلد جاكوب وهو مرض قاتل يصيب الجهاز العصبي المركزي والمسبب أيضا نوع من البريون، وهذا المرض يحدث حالة خبال تتزايد بسرعة، مع تشنجات عضلية وارتعاشات وتصلب، ولا يوجد له علاج معروف، وفي الغالب يكون قاتلاً في غضون عام واحد، حيث كثرت الدلائل على الربط بين مرض كروتزفيلد جاكوب في الإنسان ومرض جنون البقر في الماشية حيث إن أشخاص عديدون مصابون بذلك المرض جاءوا أصلاً من مزارع بها أبقار مريضة بجنون البقر.
تعليق الاستيراد مؤقتا لحين التأكد من التشخيص بشكل نهائي
وعن حالة القلق بعد ظهور المرض في البرازيل وتأثير ذلك على اللحوم المستوردة.. أشار الدكتور محمد عثمان، إلى أن وزارة الزراعة البرازيلية قالت أن إيران والأردن وتايلاند أوقفت مؤقتا استيراد لحوم الأبقار من البلاد بينما تحقق السلطات في حالة إصابة بجنون البقر من ولاية بارا، مؤكدًا أن روسيا أوقفت الواردات من ولاية بارا بعد اكتشاف حالة الإصابة بمرض جنون البقر هناك، وأري شخصيا أن يتم تعليق الاستيراد مؤقتا لحين التأكد من التشخيص بشكل نهائي.
مصر مستمرة في استيراد اللحوم البرازيلية.. وحالة جنون البقر ليست مقلقة
قال الدكتور إيهاب صابر رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إنّ حالة جنون البقر التي ظهرت في البرازيل ليست بالخطيرة، ولكنه خلل في دماغ الحيوان غير معدي للحيوان أو الإنسان، وبالتالي، فإن اللجنة العلمية قررت استمرار استيراد الحيوانات واللحوم وفقا للضوابط البيطرية الصحية الموضوعة والمتبعة، ولا داع للقلق، وبالتالي فإن مصر مستمرة في استيراد اللحوم البرازيلية.
وأضاف «صابر»، خلال مكالمة هاتفية ببرنامج «في المساء مع قصواء»، المذاع على قناة «CBC»، أن هيئة الخدمات البيطرية بها إدارتين تتابعان الموقف الصحي والوبائي العالمي، ولدينا لجان تفتيش على اللحوم في بلد المنشأ.
وتابع رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي: «يتم الكشف على الحيوانات والأوراق التي تم التعاقد عليها وفقا للاشتراطات العالمية، ويتم نقل الحيوان إلى الحجر البيطري قبل تواجده بالأسواق، ويجب أن يكون متوافقا مع الأسواق، ولدينا فترة كبيرة للفحوصات والتأكد من مطابقة الاشتراطات قبل وصول الحيوانات المتعاقد معها إلى السوق، على أن نستبعد أي حيوان غير صالح، وبالتالي فإنه لا يتم شحن أي حيوانات من أي دولة على المراكب إلا بعد مراجعة دقيقة وبشروط معينة من اللجان العلمية، كما أن الحيوانات تخضع للكشف الطبي لمدة 40 يوما قبل شحنها إلى مصر».
وأكمل مساعد وزير الزراعة ورئيس هيئة الخدمات البيطرية، منذ 4 سنوات حدثت حالات جنون بقر في البرازيل وتم تعليق الاستيراد من الولاية التي ظهر بها جنون البقر آنذاك، مؤكدًا على عدم وجود أزمة في اللحوم في مصر، وسيتم اتخاذ الإجراء السليم المناسب في هذا الشأن.