قال الدكتور ماهر أبو جبل، مقرر لجنة الاستثمار باتحاد المهندسين العرب والخبير الزراعي، أن الارتفاع في أسعار السلع يؤثر على العالم بأسره وليس فقط علي مصر، وذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية بين روسيا وأوكرانيا والصراعات المتعددة التي تحدث في العديد من البلدان بالإضافة إلى الأحداث في السودان، حيث تأثرت مصادر الغذاء في العالم جميعًا بسبب هذه الأزمات، وتعرضت لصعوبات فيما يتعلق بوسائل النقل اللوجستية بين الدول.
وأضاف أبو جبل، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “أنا الوطن” على قناة الحدث اليوم، الذي يقدمه الإعلامي أيسر الحامدي، أن الأزمة التي تشهدها سوق السكر وارتفاع أسعاره ناجمة عن أزمة الاستهلاك، حيث تعتبر مصر واحدة من أكبر الدول المستهلكة للسكر، فقد ارتفع استهلاك مصر من السكر من حوالي 2.5 مليون طن سنويًا إلى 3 ملايين طن، على الرغم من أن مصر تنتج حوالي 2.9 مليون طن من السكر سنويًا، بزيادة قدرها 100 ألف طن عن العام السابق، مما يشير إلى زيادة في إنتاجية السكر في مصر وتحقيق طفرة به.
زيادة المساحة المنزرعة من البنجر ساهمت في زيادة معدلات الإنتاج
وأوضح الخبير الزراعي، أن استهلاك مصر الكبير للسكر أدى إلى حدوث أزمة، وبالتالي قامت الحكومة باتخاذ إجراءات احترازية، بمنع تصدير السكر، وتم اتخاذ بعض الإجراءات خلال الفترة الماضية، منها زراعة بنجر السكر بدلاً من قصب السكر وتغيير نمط الصناعة، حيث كانت مصر تزرع مساحة 275 ألف فدان من القصب، ولكن نتجية استهلاكه الكبير للمياه لانتاج وحدة السكر دفعت العلماء لاتخاذ مجموعة من الإجراءات، وزراعة البنجر بديلا للقصب، وقد زادت المساحة المزروعة ببنجر السكر إلى حوالي 235 ألف فدان، مما ساهم في زيادة معدلات الإنتاج من مليون ونصف طن إلى 2.9 مليون طن، ولكن زيادة معدلات الاستهلاك في الفترة الأخيرة أدت إلى تعليق تصدير السكر، وهذه إحدى الاجراءات الاحترازية التى قامت بها الدولة للحفاظ على الانتاج واسعار السوق المصرى.
وأشار أبو جبل إلى أن إنتاجية السكر ستزيد في المستقبل، حيث توجد في مصر واحدة من أكبر مصانع السكر في المنيا بطاقة انتاجية 900 ألف طن سنويا، بالتعاون مع إحدى الشركات الكبرى في الإمارات المتحدة العربية، والتي ستعمل على زيادة الإنتاج وتلبية الطلب المحلي المتزايد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج السكر، كما يؤدى إلى سد الفجوة الموجودة وفتح أسواق جديدة للتصدير لغزو الأسواق العالمية بالسكر المصرى.