كشف الدكتور محمد عثمان استشاري مزارع الألبان والانتاج الحيوانى، السبب وراء ارتفاع أسعار الألبان في السوق المحلية، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقًا بين مزارع الألبان على آلية تسعير الألبان كل شهرين، وترتبط هذه الآلية ارتباطًا وثيقًا بأسعار المواد العلفية المؤثرة على عملية إنتاج الألبان، مثل أسعار الذرة والصويا والدريس.
وأضاف الدكتور عثمان خلال مداخلة هاتفية في برنامج “أنا الوطن” الذي يقدمه الإعلامي أيسر الحامدي على قناة الحدث اليوم، أن سعر شهر نوفمبر يعكس تطور أسعار المواد العلفية في الشهرين الماضيين، حيث شهدنا فترة انخفاض في الأسعار، وهذا ينعكس على سعر الحليب في المزارع، واليوم سعر الحليب الذي يشتريه المصنع من المزرعة يبلغ حوالي 17.30 جنيهًا، وهذا يعود أيضًا إلى الآلية التسعير التي تحتوي على نسبة تراجع في فصل الشتاء بسبب زيادة إنتاج الألبان، وعادةً ما تبيع المزارع اليوم حليبًا بأسعار غير مربحة لها نظرًا لارتفاع أسعار المواد الخام الحالية.
وأوضح الدكتور عثمان، أن آلية التسعير تعتمد على شهرين ماضيين في تحديد سعر الحليب، ولكن سعر البيع من المصنع إلى المستهلك يتأثر بعوامل متعددة، مثل عملية التجهيز والتعبئة والتغليف والتصنيع، وهذا يشمل أيضًا سعر صرف العملات الأجنبية، حيث إن معظم مواد التعبئة والتغليف مستوردة، وبالإضافة إلى ذلك، يتأثر سعر الحليب بسعر الصرف وأسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة الألبان.
إجمالي إنتاج مصر من منتجات الألبان حوالي خمسة ملايين ونصف طن
أكدت “عثمان” أننا بحاجة إلى زيادة إنتاجنا من منتجات الألبان، وفقًا للأرقام المعلنة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أحدث إصداراته، يبلغ إجمالي إنتاج مصر من منتجات الألبان حوالي خمسة ملايين ونصف طن، إذا أخذنا هذا الرقم بناءً على عدد السكان الحالي البالغ 105 ملايين نسمة، نجد أن استهلاك الفرد السنوي في مصر يبلغ حوالي 55 لترًا في العام، عند مقارنته بالمعدلات العالمية التي تصل إلى 90 لترًا في العام، نجد أن لدينا فجوة في توفير منتجات الألبان المطلوبة للمواطن المصري.
وتابع: إذا نلقي نظرة مستقبلية على عام 2030، ستصل السكان إلى 120 مليون نسمة، وبناءً على هذا الاحتساب، يجب زيادة استهلاك الشخص الواحد للحليب إلى 10 لترات سنويًا، لمواكبة الزيادة السكانية، يجب علينا إنتاج 7.5 مليون طن من منتجات الألبان سنويًا، ما يعادل زيادة 2 مليون طن عن مستوى الإنتاج الحالي، خلال 6 سنوات القادمة، سنعمل على زيادة إنتاجنا في هذا القطاع، وسنتبع محاورين رئيسيين لتحقيق ذلك، وهما زيادة الإنتاجية وزيادة العدد، سنركز على زيادة الإنتاجية من الثروة الحيوانية المتاحة حاليًا، لأنها تمثل الحلول السريعة المتاحة لنا، في مصر، ينقسم إنتاج منتجات الألبان بين المزارع التقليدية والمربين، يحتاج المربون إلى دعمٍ فعال للتطوير، توجد العديد من المبادرات الحكومية لاستيراد الأبقار ودعم المربين والفلاحين في هذا الصدد، هذا هو المستقبل المتوقع.
رفع الكفاءة الوراثية من خلال التلقيح الاصطناعي واستخدام سلالات محسنة يعتبر ضروريًا
وأشار استشاري مزارع الألبان، أن زيادة الإنتاجية لها العديد من الجوانب تحتاج إلى النظر إليها من منظور قصير المدى ومنظور بعيد المدى، إذا تكلمنا عن المدى البعيد، فإن الاهتمام بالجوانب الوراثية ورفع الكفاءة الوراثية من خلال التلقيح الاصطناعي واستخدام سلالات محسنة يعتبر ضروريًا، ومع ذلك، فإن تلك الجوانب ستأخذ وقتًا طويلاً حتى تؤثر على زيادة الإنتاجية، بحيث يستغرق عامين لظهور تأثيرها، أما المردود الحالي والسريع الذي نهتم به، فهو تحسين تغذية الحيوانات واعتماد أساليب التغذية المثالي التي تؤدي بشكل سريع إلى زيادة إنتاج الحليب، وبالطبع، يجب علينا أن نهتم بطرق الحلب الجيدة وتخزين الحليب وإنشاء مراكز التجميع، كل هذه الخطوات ستكون لها تأثير سريع.
وتابع: ولكن قبل ذلك، يجب تشجيع المربين لجعل النشاط مربحًا بالنسبة لهم، يجب دعم المربين من الناحية الفنية لتحسين التغذية والحفاظ على الثروة الحيوانية من الأمراض من خلال التطعيمات السليمة وبرامج التحصين الصحيحة، بعد ذلك، يمكننا رفع الكفاءة الإنتاجية من الحيوانات والعمل على تحسين الجوانب الوراثية، يجب أن تعمل هذه الجوانب معًا لتحقيق زيادة قدرها 2 مليون طن خلال الخمس سنوات القادمة.
توقعات أسعار منتجات الألبان
وبالنسبة لتوقعات أسعار منتجات الألبان في فصل الشتاء، أشار الدكتور محمد عثمان، إلى ارتباط سعر الألبان بأسعار العلف، حيث من المتوقع أن يكون هناك استقرار في سعر الذرة وارتفاع في أسعار الصويا على مستوى العالم، ومع ذلك، فإن هذا التأثير سيظهر على سعر الألبان بعد حوالي شهرين من الآن، حيث قد يكون السعر مستقرًا أو يشهد زيادة طفيفة عن السعر الحالي في ازدياد منتجات الألبان.