قال الدكتور محمد عثمان، استشاري تطوير مزارع الحلاب، إن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة عالميًا تعد من أهم التحديات التي تواجه نشاط إنتاج الألبان، حيث يؤثر الإنتاج الحيواني بصفة عامة بنسبة ١٤٬٥٪ من هذه الغازات وتشارك الأبقار الحلاب بنحو 30% من هذه النسبة بما يستلزم استراتيجيات تغذية حديثة لأن معظم هذه الغازات ناتجة من الهضم في الأبقار، موضحًا أنه لابد من الاهتمام بالزراعة وتوفير المحاصيل ومدخلات الإنتاج الأخري، فإن التوسع بزراعة المحاصيل الأساسية مثل الذرة والصويا بات أساسيًا إلى جانب العديد من الخامات والبدائل المحلية، فضلًا عن تطبيق معايير الاستدامة محليًا وعدم الاعتماد على الاستيراد، بجانب التوسع في سلالات التسمين، المخصصة لانتاج اللحم وزيادة الاستيراد منها.
وأشار في تصريحات لموقع عالم المال، إلى زيادة تكاليف المنتج النهائى على المربي والمزارع بشقيه الحلاب والتسمين وبالتالي ارتفعت أسعار المنتج النهائي للمستهلك، وقد نجد بعض المزارع تتجه لوقف النشاط لتعرضها لخسائر بما ينتج عنه أزمة جديدة مستقبلًا في ندرة وقلة المنتج النهائي، حيث ارتفعت أسعار الذرة الصفراء إلى 13 ألف جنيها ، والصويا 33 ألف جنيها، ومازال هذه السعر ينعكس على سعر القائم مسجلًا 140 جنيها للكيلو، الذى يزن 400 كيلو، وعند التوجه لتقليل استهلاك الأعلاف ينعكس على السعر النهائي، لذا لابد من الحفاظ على المهددت الرئاسية من الأمراض المعدية والتعداد من النفوق، ورفع كفاءة التحويل الخاصة بالتسمين.
وأفاد بأنه يجب الاهتمام بمشاريع الانتاج الحيواني ويجب أن تتمتع بمقاومة الاستدامة الرئاسية، وتوفير مدخلات الانتاج المحلية، لأن عند الاعتماد بشكل رئيسي على الاستيراد من الخارج سيوثر على الانتاج، في ظل مشكلة سعر الصرف وارتفاعه مما يؤثر على المنتج النهائي «اللحم»، فضلًا عن التوسع في الزراعات المحلية خاصة منطقة غرب المنيا لأنها من المناطق الواعدة، متابعًا أنه يجب الاهتمام بالمنتج المحلي، لأن معظم خامات الأدوية واللقاحات يتم استيرادها من الخارج، بالرغم من ان المنتج المستورد بكفاءة المنتج المحلي، إلى جانب الاهتمام بجودة تصنيع اللقاحات والأدوية المحلية.
إجمالي إنتاج مصر من منتجات الألبان حوالي خمسة ملايين ونصف طن
أكد “عثمان” أننا بحاجة إلى زيادة إنتاجنا من منتجات الألبان، وفقًا للأرقام المعلنة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أحدث إصداراته، يبلغ إجمالي إنتاج مصر من منتجات الألبان حوالي خمسة ملايين ونصف طن، إذا أخذنا هذا الرقم بناءً على عدد السكان الحالي البالغ 105 ملايين نسمة، نجد أن استهلاك الفرد السنوي في مصر يبلغ حوالي 55 لترًا في العام، عند مقارنته بالمعدلات العالمية التي تصل إلى 90 لترًا في العام، نجد أن لدينا فجوة في توفير منتجات الألبان المطلوبة للمواطن المصري.
واوضح أن إذا نلقي نظرة مستقبلية على عام 2030، ستصل السكان إلى 120 مليون نسمة، وبناءً على هذا الاحتساب، يجب زيادة استهلاك الشخص الواحد للحليب إلى 10 لترات سنويًا، لمواكبة الزيادة السكانية، يجب علينا إنتاج 7.5 مليون طن من منتجات الألبان سنويًا، ما يعادل زيادة 2 مليون طن عن مستوى الإنتاج الحالي، خلال 6 سنوات القادمة، سنعمل على زيادة إنتاجنا في هذا القطاع، وسنتبع محاورين رئيسيين لتحقيق ذلك، وهما زيادة الإنتاجية وزيادة العدد، سنركز على زيادة الإنتاجية من الثروة الحيوانية المتاحة حاليًا، لأنها تمثل الحلول السريعة المتاحة لنا، في مصر، ينقسم إنتاج منتجات الألبان بين المزارع التقليدية والمربين، يحتاج المربون إلى دعمٍ فعال للتطوير، توجد العديد من المبادرات الحكومية لاستيراد الأبقار ودعم المربين والفلاحين في هذا الصدد، هذا هو المستقبل المتوقع.
رفع الكفاءة الوراثية من خلال التلقيح الاصطناعي واستخدام سلالات محسنة يعتبر ضروريًا
وأشار إلى أن زيادة الإنتاجية لها العديد من الجوانب تحتاج إلى النظر إليها من منظور قصير المدى ومنظور بعيد المدى، إذا تكلمنا عن المدى البعيد، فإن الاهتمام بالجوانب الوراثية ورفع الكفاءة الوراثية من خلال التلقيح الاصطناعي واستخدام سلالات محسنة يعتبر ضروريًا، ومع ذلك، فإن تلك الجوانب ستأخذ وقتًا طويلاً حتى تؤثر على زيادة الإنتاجية، بحيث يستغرق عامين لظهور تأثيرها، أما المردود الحالي والسريع الذي نهتم به، فهو تحسين تغذية الحيوانات واعتماد أساليب التغذية المثالي التي تؤدي بشكل سريع إلى زيادة إنتاج الحليب، وبالطبع يجب علينا أن نهتم بطرق الحلب الجيدة وتخزين الحليب وإنشاء مراكز التجميع، كل هذه الخطوات ستكون لها تأثير سريع.
وتابع الدكتور محمد عثمان ولكن قبل ذلك، يجب تشجيع المربين لجعل النشاط مربحًا بالنسبة لهم، يجب دعم المربين من الناحية الفنية لتحسين التغذية والحفاظ على الثروة الحيوانية من الأمراض من خلال التطعيمات السليمة وبرامج التحصين الصحيحة، بعد ذلك، يمكننا رفع الكفاءة الإنتاجية من الحيوانات والعمل على تحسين الجوانب الوراثية، يجب أن تعمل هذه الجوانب معًا لتحقيق زيادة قدرها 2 مليون طن خلال الخمس سنوات القادمة.