• logo ads 2

مصر تدخل العصر النووي.. فرصة ذهبية للطاقة النظيفة وحل أزمة الدولار

alx adv
استمع للمقال

مصر تدخل العصر النووي.. فرصة ذهبية للطاقة النظيفة وحل أزمة الدولار
علي الصعيدي: الضبعة لها عوائد اقتصادية ولا تتعرض لتقلبات أسعار الوقود
سيد بهي الدين: بديلة للوقود الأحفوري المستورد بالدولار

اعلان البريد 19نوفمبر

كتب شيرين نوار
يتصدر ملف الاستخدامات السلمية للطاقة النووية أجندة الحكومة حالياً عقب تدشين أعمال الصبة الخرسانية للوحدة النووية الرابعة بمشروع محطة الضبعة مؤخراً، حيث تعتبر الطاقة النووية من أهم مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة على مستوى العالم، في ظل التوجه نحو القضاء على الانبعاثات الكربونية الضارة الناتجة عن استخدام مصادر الطاقة التقليدية من الوقود الأحفوري، والتي أدت إلى التأثيرات المناخية الضارة التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة وعانى من ويلاتها.
وأكد خبراء أن قطاع الكهرباء يعتبر الرابح القوي من إنشاء محطة الضبعة النووية، نظراً لأن من أهم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية هو توليد الكهرباء دون الاعتماد على المصادر التقليدية والملوثة للبيئة.
وقال الدكتور على الصعيدي المدير الفني السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن مصر على وشك تحقيق حلم العصر النووي بعد أكثر من 60 عاماً على إطلاق الفكرة، وفي إطار استراتيجية الدولة لتنويع مصادر الطاقة، حيث اتجهت بقوة خلال السنوات الأخيرة نحو الطاقة النظيفة والمستدامة للأجيال القادمة، في ظل التوجه العالمي لمواجهة التغيرات المناخية الضارة.
وأكد الصعيدي أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية تعتبر النواة الحقيقية لمستقبل مصر نحو طاقة نظيفة ومستدامة، ولعل أهم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية هو توليد الكهرباء لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية التي تلوث البيئة وتكلف الدولة مبالغ باهظة جراء استيرادها من الخارج إلى جانب استخداماتها في مجال الأبحاث الزراعية والصناعية.
وأوضح أن محطة الضبعة ستكون لها عوائد اقتصادية قوية في مختلف القطاعات، حيث إن الطاقة النووية لا تتعرض لتقلبات أسعار الوقود مثل محطات توليد الكهرباء التي تعتمد على الغاز أو المشتقات البترولية المختلفة، مشيراً إلى أن العمر الافتراضي للمحطة النووية 60 عاماً، وهو ما يمثل أضعاف العمر الافتراضي للمحطات التقليدية الذي لا يتجاوز الـ20 عاماً، كما أن المحطات النووية نتيجة اعتمادها على مصادر نظيفة لا تخضع للتغيرات المناخية.
وقال الدكتور سيد بهي الدين، خبير بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والرئيس السابق لهيئة المحطات النووية، إن الطاقة النووية تعتبر البديل الأمثل للغاز والبترول ومن أهم مصادر الطاقة للإضاءة وتشغيل المصانع والكهرباء، في ظل توجه الدولة نحو تنويع مصادر الطاقة بدلاً من الاعتماد على المصادر التقليدية التي تتعرض للاندثار والانتهاء، مشيراً إلى أن العالم كله يتجه الآن إلى إنشاء المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية حيث تمد دول العالم بأكثر من 16% من الطاقة الكهربائية، إذ أن كمية الوقود النووي المستخدم لتوليد الكهرباء أقل بكثير من كمية الفحم والغاز المستخدم لتوليد نفس الكمية من الطاقة الكهربائية، وبالتالي خفض التكلفة وتوفير الوقود المستخدم من الفحم والبترول وتقليل نسبة الاستيراد، ومن ثم توفير الدولار والعملة الصعبة خاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار، في الوقت الحالي.
وأوضح بهي الدين أن المحطة النووية تعتبر صديقة للبيئة مقارنة بالمحطات التقليدية التي تتسبب في إنتاج كمية كبيرة من الغازات السامة التي تلوث البيئة كأكسيد الكربون وغيرها من الانبعاثات الضارة، والتي ألقت بظلالها السيئة على العالم كله خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب الحفاظ على موارد البيئة من الغاز والبترول وتوجيهه إلى صناعات أخرى في حاجة إليها، وتعظيم العائد الاقتصادي من استغلاله في أغراض أخرى، لافتاً إلى أن تطور الطاقة النووية يسهم في تطوير البحث العلمي في مختلف المجالات الاقتصادية الأخرى كالصناعة والزراعة وغيرها ونقل الخبرات الروسية إلى مصر في المجال النووي، حيث يعتبر مشروع محطة الضبعة استمراراً للتعاون بين مصر وروسيا منذ سنوات طويلة.
وأكد بهي الدين أن المحطات النووية تقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري والقضاء على التغيرات المناخية الضارة إلى جانب تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتعتبر مصيدة قلب المفاعل الخاصة بالوحدة النووية الأولى هي أول معدة طويلة الأجل تم تركيبها في مبنى المفاعل بالوحدة النووية الأولى، وهي أحد المعدات المميزة للمفاعلات الروسية من الجيل الثالث المتطور، وأحد عناصر الأمان للمحطة وتعكس أعلى معدلات الأمان النووية لضمان التشغيل الآمن والمستمر لمحطة الضبعة النووية، واستغرق تصنيع المعدة 14 شهراً بروسيا وهي عبارة عن نظام حماية فريد تم تركيبه أسفل قاع المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة المحطة، هذا وقد تم تدشين أعمال الصبة الخرسانية الأولى التي ستستخدم كأساس للوحدة النووية الرابعة من محطة الضبعة للطاقة النووية خلال يناير ٢٠٢٤ وهو ما يؤسس دخول مصر عصر الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ويعد هذا المشروع استمراراً للتعاون بين مصر وروسيا في مجالات متعددة وخاصة أن التعاون بين البلدين يعتبر تاريخي بدأ منذ زمن بعيد أثناء إنشاء السد العالي ويتجدد حالياً من خلال مشروع محطة الضبعة للاستخدام السلامة للطاقة النووية في توليد الكهرباء.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار