المستثمرون الأجانب يتسابقون إلى سوق المال.. والمصريون يتخارجون

محمد جاب الله: التعويم يسهل دخول وخروج الأموال الساخنة ويجذب المستثمرين الأجانب
أسامة زرعي: مؤشرات البورصة تتحرك بشكل متباين وعنيف منذ قرارات المركزي
وسام كامل: القطاعات المصدرة بالدولار مستفيدة من التعويم

قال خبراء سوق المال، إنه منذ تحرير سعر الصرف وبدأت مؤشرات البورصة المصرية، تتحرك بشكل متباين وعنيف، وبعد صفقة رأس الحكمة وقرارات البنك المركزي من تحرير سعر الصرف، ورفع أسعار الفائدة، حققت نتائجًا إيجابية من بينها توفير سيولة دولارية، وإنهاء عمليات المضاربة التي كانت سببًا رئيسيًا في وصول سعر الدولار إلى مستويات غير مسبوقة، متوقعين أن الأيام المقبلة سوف تشهد تراجعًا في سعر الدولار أمام العملة المحلية واتجاهه نحو الاستقرار وهو أمر سيعيد التوازن للاقتصاد ويتيح فرصة أمام الشركات لوضع خططها الاستثمارية والتوسعية.
وأشار الخبراء إلى أن من أكثر القطاعات المستفيدة من التعويم هي القطاعات التي تُصدر منتجات وتتحصل على دولار، ومن القطاعات المستفيدة من رفع الفائدة “قطاع البنوك وقطاع المدفوعات الإلكترونية”.
وقال أسامة زرعي، الخبير الاقتصادي، إن مؤشرات البورصة المصرية، بدأت تتحرك بشكل متباين وعنيف منذ تحرير صرف الجنيه، مشيرًا إلى صعود السوق خلال جلسة واحدة بنحو 1500 نقطة، ثم تخسرها في الجلسة التالية.

وأوضح زرعي أن ذلك يحصل في ظل عمليات تخارج عنيفة من السوق تقوم بها مؤسسات وهيئات استثمارية وصناديق كبرى، وهذا واضح على حركة المؤشرات وكذلك الأسهم.
وتابع: أنه يمكن أن نرجع الحركة المتذبذبة للسوق إلى حالة من الضبابية المسيطرة على المستثمرين في الآونة الأخيرة، فمن الواضح أن المستثمر غير قادر على حسم قراراته، وهل ما يجري هو جني أرباح أم عمليات تصحيح، ولفت إلى إن البورصة المصرية تفاعلت بشكل سلبي مع استقرار سوق الصرف والخسائر التي تطارد الدولار مقابل الجنيه المصري، وسيطر التباين على مؤشراتها خلال التعاملات الأسبوعية.
وأضاف “زرعي” أن تعاملات الأسبوع الماضي، تراجع فيها رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة بنسبة 2.7% لتخسر الأسهم المدرجة نحو 59 مليار جنيه، وذلك بعدما تراجع رأس المال السوقي من مستوى 2124 مليار جنيه في إغلاق تعاملات الأسبوع الماضي، إلى نحو 2065 مليار جنيه بنهاية تعاملات الأسبوع الحالي.
وعلى صعيد المؤشرات، قال زرعي: إن مؤشر “إيجي إكس 30” ارتفع بنسبة 0.05%، مضيفًا نحو 16 نقطة بعدما صعد من مستوى 31300 نقطة في إغلاق تعاملات الأسبوع الماضي، إلى مستوى 31316 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الحالي، فيما تراجع مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 1.5% فاقدًا نحو 586 نقطة بعدما انخفض من مستوى 38801 نقطة إلى مستوى 38215 نقطة.
وصعد مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي” بنسبة 0.02% رابحاً نحو 4 نقاط بعدما ارتفع من مستوى 13341 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، إلى نحو 13345 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الحالي، فيما انخفض مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان” بنسبة 4.7% فاقدًا نحو 339 نقطة متراجعًا من مستوى 7224 نقطة إلى نحو 6884 نقطة.
وانخفض مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان” بنسبة 4% خاسرًا نحو 408 نقطاط بعدما انخفض من مستوى 10281 نقطة إلى نحو 9873 نقطة.
وتراجع مؤشر “تميز” بنسبة 3.2% فاقدًا نحو 236 نقطة بعدما تراجع من مستوى 7224 نقطة إلى مستوى 7008 نقاط، فيما زاد مؤشر سندات الخزانة بنسبة 2.3% رابحًا نحو 34 نقطة بعدما صعد من مستوى 1469 نقطة إلى نحو 1503 نقاط.
وأكد “زرعي” على أن صفقة رأس الحكمة وقرارات البنك المركزي من تحرير سعر الصرف، ورفع أسعار الفائدة، حققت نتائج إيجابية في الأيام الأخيرة من بينها توفير سيولة دولارية، وإنهاء عمليات المضاربة التي كانت سبباً رئيسياً في وصول سعر الدولار الى مستويات غير مسبوقة
وتوقع أن الأيام المقبلة سوف تشهد تراجعًا في سعر الدولار أمام العملة المحلية واتجاهه نحو الاستقرار وهو أمر سيعيد التوازن للاقتصاد ويتيح فرصة أمام الشركات لوضع خططها الاستثمارية والتوسعية.

وقال محمد جاب الله، العضو المنتدب لشركة رؤية لتداول الأوراق المالية، إن البورصة تأثرت سلبًا بالتعويم الكامل بصورة مؤقتة على متناهي قصير الأجل، وذلك نظراً لتعديل الأسعار طبقاً لقيمة الدولار الجديدة، ولكن التأثير إيجابياً على متوسط وطويل الأجل، مشيراً إلى أن التعويم الكامل سوف يتيح سهولة دخول وخروج ما يعرف بالأموال الساخنة، بالإضافة إلى دخول مستثمرين أجانب إلى سوق المال المصرية، لافتاً إلى أن كثير من المستثمرين العرب والأجانب كانوا يعانون من جراء صعوبة تحويل الدولار، بالإضافة إلى سعره المتذبذب بشدة.
وأشار “جاب الله” إلى أن من أبرز القطاعات المستفيدة من التعويم هي قطاع البنوك والسياحة والقطاع العقاري والقطاعات التكميلية لهذه القطاعات مثل الموارد الأساسية والخدمات المالية.

 

وقال وسام كامل، خبير أسواق المال، إن تحرير سعر الصرف وتوحيده، له أثر إيجابي على دخول استثمارات جديدة، وضخ رؤوس أموال ضخمة، مشيرًا إلى أن سبب ذلك هو قدرة رجال الأعمال على وضع توحيد سعر الصرف على احتساب تكلفة المشروع وأرباحه بشكل دقيق، مما يهيئ المناخ الصحي لتدفقات الأموال السريعة وذلك يكون في البورصة والاستثمار المباشر، وارتفاع سعر الفائدة بشكل كبير، للحد من ارتفاع معدلات التضخم وامتصاص المعروض النقدي، مما يقلل من انخفاض الأسعار.
وأشار “وسام” إلى أن من أكثر القطاعات المستفيدة من التعويم هي القطاعات التي تُصدر منتجات وتتحصل على دولار، ومن القطاعات المستفيدة من رفع الفائدة “قطاع البنوك وقطاع المدفوعات الإلكترونية” مثل “فوري وإي فاينانس”، ومن القطاعات التي تأثرت سلباً هي القطاع العقاري لاعتماده بشكل كبير على التمويل من البنوك وارتفاع تكلفته لما لها من تأثير على نتائج أعماله وأرباحه، كما أن انتعاش السوق بسبب صفقة رأس الحكمة، وتتابع المزيد من الاستثمارات لها دور في تحريك النشاط الاقتصادي.