• logo ads 2

تحقيق الأمن المائي وإنتاج الهيدروجين.. للطاقة النووية مآرب أخرى

alx adv
استمع للمقال

كتب/ شيرين نوار

اعلان البريد 19نوفمبر

 

يعتبر مشروع الطاقة النووية أحد أهم مراحل التحول نحو الطاقة النظيفة ومكافحة التأثيرات المناخية الضارة، حيث لا تنتج عنها أى انبعاثات كربونية ضارة كما تستخدم حالياً في إنتاج الكهرباء وهو ما أدى إلى اهتمام جميع دول العالم بتحقيق طفرات كبيرة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها، وبلغت قدرة الطاقة النووية 414 جيجا وات في عام 2022 على مستوى العالم بزيادة قدرها 0.3% على أساس سنوي، وشكلت اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية نحو 60% من القدرات النووية الجديدة.

 

وقال المهندس محمد جبران، خبير الطاقة، إن التوسع في مشروعات الطاقة النووية سيكون له مردود إيجابي خلال الفترة المقبلة، وخاصة في ظل أزمة الطاقة الحالية والتأثيرات المناخية الضارة، وتعتبر طاقتي الشمس والرياح أيضاً أحد أهم البدائل التقليدية للطاقة التي تلوث البيئة من الوقود الأحفوري، مشيراً إلى أن الطاقة النووية تعتبر ثاني أكبر مصدر للطاقة النظيفة بعد الشمس والرياح، وقد حققت نجاحاً كبيراً في مجال إنتاج الكهرباء مع الحفاظ على البيئة من التلوث، حيث ساعدت في التخلص من 70 جيجا طن من الانبعاثات الكربونية الضارة على مدار سنوات طويلة، وبالتالي ترشيد استهلاك الفحم والغاز والنفط، والحد من عمليات استيرادها والتي تكلف الدولة أموالاً باهظة نظراً لارتفاع سعر الدولار وارتفاع اسعار الطاقة عالمياً بل وتحقيق فائض من الغاز الطبيعي يمكن تصديره أيضاً لجلب العملة الصعبة.

 

وأوضح جبران أن هناك استخدامات متعددة للطاقة النووية لا تقتصر على إنتاج الكهرباء فقط، بل تستخدم أيضاً في تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين وأغراض التدفئة، وفي مجالات الزراعة للقضاء على الحشرات الضارة التي تهدد المحاصيل الزراعية، وكذلك في الأغراض الطبية لمكافحة الأمراض الخبيثة كالسرطانات، مشيراً إلى أن العديد من دول العالم اتخذت خطوات جادة للتوسع في محطات الطاقة النووية ومنها بلجيكا، كندا، الصين، فنلندا، فرنسا، اليابان، كوريا الجنوبية، بولندا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، منطقة الشرق الأوسط.

 

وعلى مستوى الدول العربية هناك أيضاً بعض الدول أعلنت بدء برنامجها النووي ومنها السعودية وقطر والكويت والعراق واليمن سوريا والأردن ومصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب والسودان.

 

وقال الدكتور أحمد حجازي، باحث في هيئة الطاقة الذرية، إن العالم كله اتجه للتوسع فى استخدامات الطاقة النووية نظرا لأهميتها في توليد الطاقة الكهربائية، علاوة على استخداماتها المتنوعة في مختلف المجالات الصناعية والغذائية والطبية والحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن مصر من أوائل الدول العربية التي أعلنت اهتمامها بالمشروع النووي، والذي بدأ يظهر جلياً في عام 2015 عندما صدر قرار بإنشاء أول محطة نووية سلمية بالضبعة، ومع دخول المفاعلات الأربعة في محطة الضبعة للخدمة ستدخل مصر بذلك النادي النووي العالمي، لتصبح من أوائل الدول الأفريقية والعربية في امتلاك طاقة نووية للأغراض السلمية.

 

وتابع حجازي أن التوسع في استخدامات الطاقة النووية سيسهم في زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية ويفتح مجالا للتصدير، خاصةً في ظل التوجه المصرى نحو مشروع الربط الكهربائي مع دول أوروبا وأفريقيا وتحول مصر إلى مركز إقليمي لتصدير الكهرباء وتحقيق الأمن المائي من خلال التوسع في محطات تحلية مياه البحر خاصةً في ظل أزمة سد النهضة.

 

وتبلغ السعة الإجمالية للبرنامج المستهدف لتحلية المياه في مصر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2025 في المرحلة الأولى نحو 3.35 مليون متر مكعب يومياً على أن تصل إلى 8.85 مليون متر مكعب يومياً بحلول عام 2050 وذلك في ظل مساهمة الطاقة النووية في زيادة أمن الطاقة واستخدامها في تحلية المياه، لافتاً إلى أن القدرة المستهدفة من محطة الضبعة 4800 ميجا وات، بما يحقق الاستدامة طوال العام علاوة على توفير الغاز الذي يتم استهلاكه في توليد الكهرباء وتصديره للخارج.

 

ويتمثل التنفيذ الفعلي لمحطة الضبعة النووية في ثلاثة مراحل هي “الأولى” المرحلة التحضيرية والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 وتغطي الأنشطة التي تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية وتستمر لمدة عامين ونصف إلى أربعة أعوام، “المرحلة الثانية” وتبدأ بعد الحصول على إذن الإنشاء وتشمل كل الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل وتستمر لمدة خمسة أعوام ونصف، “المرحلة الثالثة” وتشمل الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل والتي تشمل إجراء اختبارات التشغيل والبدء الفعلي وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار تراخيص التشغيل وتصل مدة اختبارات ما قبل التشغيل إلى 11 شهرًا.

 

وعلى أرض الواقع تتم الإنجازات وفقًا للمخطط المعلن عنه حيث نجحت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في إتمام الأعمال الآتية، “إتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى في 20 يوليو 2022، وإتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية في 19 نوفمبر 2022، وإتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة في 3 مايو 2023، وإتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة والأخيرة في 23 يناير 2024، كما تم بعض أعمال التركيبات للمعدات الثقيلة وعلى رأسها بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل في الوحدة النووية الأولى من المحطة في أكتوبر 2023، ويسير تنفيذ الأعمال بالمحطة النووية بالضبعة وفق خطة زمنية محددة وطبقًا لأعلى معايير الأمن والأمان النووي .

 

كما أنه من المتوقع أن تفتح محطة الضبعة النووية مجالًا جديدًا لم يكن موجودًا في مصر من قبل بهذه التكنولوجيا الجديدة، وتمنح خبرات مختلفة للمهندسين والفنيين المصريين بما يعد مكسبًا حقيقيًا ومثالًا لنقل وتوطين التكنولوجيا النووية.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار