تكبدت إسرائيل خسائر مادية كبيرة، نتيجة الضربة الإيرانية التي حدثت ليل الأحد، حيث تكلفة صد القصف الجوي، نحو 6 مليارات شيكل، رغم ندرة الأضرار البشرية للكيان الصهيوني، بينما أيضاً، كانت الأضرار المادية محدودة للغاية.
في المقابل، ورغم هذه التكلفة الضخمة، فان تل أبيب حققت مكاسب إيجابية، متمثلة في تجربة منظومة القبة الحديدية بشكل فعال، في مواجهة أول هجوم جوي حقيقي، بعد التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية.
6 مليار شيكل تكلفة صافرات الإنذار في الليلة
ووصلت بعض الصواريخ الإيرانية لأهدافها في الكيان الصهيوني، وتم إطلاق صافرات الإنذار في 750 موقعا في اتجاهات مختلفة على كامل الأراضي الإسرائيلية.
وأظهرت اللقطات التلفزيونية، عشرات الطائرات المسيرة في السماء الإسرائيلية، ما يعني أن رواية الجانب الإسرائيلي بالقضاء على 99 بالمئة من المقذوفات الإيرانية خارج المجال الجوي الإسرائيلي غير صحيحة.
وعلى الصعيد العسكري، فإن الرواية الإيرانية بوصول 50 بالمئة من صواريخها وطائرتها إلى أهدافها، نبأ غير دقيق، حيث وحتى الآن، وبعد حصر الأهداف المدمرة على أراضي الاحتلال، يدل على عدم تحقيق الضربة الإيرانية خسائر مادية وبشرية لأهداف ذات قيمة، أو الإضرار بعدد كبير من الأهداف الحيوية للكيان الصهيوني.
سعر القبة الحديدية في الليلة الواحدة
ومن وجهة نظر عسكرية، فالضربة الإيرانية مجرد رد لحفظ ماء الوجه، أكثر من كونها عملية انتقامية، وذلك كون نتائجها لم تحقق النجاح الذي انتظره أنصار إيران، وأعداء الاحتلال.
وقد يبدو أن منظومات الإنذار المبكر الكبير جداً، لإسرائيل وحلفيتها الأمريكية بالإضافة إلى البريطانية، قد وفروا العمق الإنذاري المطلوب، والاستعداد للصد والاعتراض للضربة الإيرانية، التي كشف عنها قبل وصولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي، بأكثر من 4 ساعات.
يذكر ان المسيرات الإيرانية، لا تتجاوز سرعتها 185 كيلو متر بالساعة، وبالتالي منذ ظهور رد طهران في سمائها، علمت إسرائيل وحلفائها أن الضربة قد بدأت، فاستعدت لصد الهجوم، وخسرت الضربة الإيرانية عنصر المفاجأة، وهو المبدأ الأهم في الحروب، وهو ما يؤكد إخفاق واضح من حكومة طهران، والتي كان يجب عليها بدء الضربة باستخدام الصواريخ، وليس المسيرات بطيئة السرعة، وهو ما جعل الضربة الجوية بلا قيمة.
ويبدو ان الضربة كانت مجرد تنفيس احتقان إيراني، بعد استهدف إسرائيل للقنصليتها في العاصمة السورية دمشق، وأسفر عن تدمير مبنى السفارة ومقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط.
ما سعر تشغيل القبة الحديدية في الليلة الواحدة؟
وأنفقت إسرائيل ما قد يصل إلى 6 مليارات شيكل (نحو ما يزيد عن 1.5 مليار دولار) خلال ليلة واحدة من أجل التصدي للهجوم الذي أطلقته إيران باستخدام مئات المسيرات والصواريخ.
ووفقاً لبيان المستشار الاقتصادي لدى رئاسة الأركان الإسرائيلية إن الهجوم الجوي في الليلة الواحدة يكلف ما بين 4 و5 مليارات شيكل (بين 1.08 و1.35 مليار دولار)، وأوضح أن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ دون إدراج الخسائر الميدانية.
وأوضح المستشار الاقتصادي، أن كل صاروخ من “نظام آرو” يكلف نحو 3.5 ملايين دولار، بينما تدفع إسرائيل نحو مليون دولار لكل صاروخ في نظام “مقلاع داود” الخاص باعتراض صواريخ كروز، إضافة إلى تكاليف تشغيل الطائرات المكلفة باستهداف المسيرات.