يتأهب صانعو السيارات الأوروبيون لمواجهة موجة اضطرابات محتملة، بعد قرار الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات مؤقتة لمكافحة الدعم على السيارات الكهربائية الصينية، والتي قد تدفع بكين للرد.
وقد أثارت الرسوم الجمركية، التي تصل إلى 48%، مخاوف من انتقام الصين، مما قد يؤثر على العديد من القطاعات في جميع أنحاء أوروبا، وفقًا لتقرير مجلة “فوربس”.
وتشمل الرسوم التي فرضها الاتحاد الأوروبي، تعريفة بنسبة 37.6% على شركة “سايك” بالإضافة إلى 10% الحالية، بينما تواجه “جيلي” و”بي واي دي” رسومًا متزايدة بنسبة 19.9% و17.4% على التوالي، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.
وأشارت الوكالة إلى أن المصنعين الذين يتعاونون مع تحقيقات الاتحاد الأوروبي يواجهون رسومًا جمركية متوسطة تبلغ 20.8%، في حين يواجه غير المتعاونين رسومًا إضافية بنسبة 37.6% وستصبح هذه التعريفات نهائية في نوفمبر في انتظار المفاوضات التي قد تغير القرار.
الجمعية الصينية لمصنعي السيارات ترد
من جانبها، أعربت الجمعية الصينية لمصنعي السيارات (CAAM) عن استيائها الشديد من قرار الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن التحقيق تجاهل الحقائق واعتمد على نتائج مختارة مسبقًا، وقالت الرابطة في بيان لها: “نأسف بشدة لهذا الأمر ونعدّه غير مقبول على الإطلاق”.
تأتي خطوة الاتحاد الأوروبي في سياق أوسع من التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث ألزم الاتحاد الأوروبي شركات صناعة السيارات ببيع السيارات الكهربائية الجديدة فقط بحلول عام 2035، مع حصص إضافية تبدأ بما يزيد قليلاً على 20% هذا العام وتتصاعد إلى نحو 80% بحلول عام 2030، وفقًا لمجلة “فوربس”.
ورغم ذلك، استقرت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا عند نحو مليوني وحدة هذا العام، بحسب بيانات اطلعت عليها “رويترز”، وتشير التوقعات إلى أن العدد لن يصل إلا إلى ما بين 7 و8 ملايين بحلول عام 2030، وهو أقل بكثير من النسبة المطلوبة البالغة 80%.
الرد الصيني قد يحمل خسائر لأوروبا
وقال البروفيسور مانموهان سودهي، من كلية بايز للأعمال في بريطانيا، لمجلة “فوربس”: “لقد وجهت صناعة السيارات الألمانية نداء يائسًا أخيرًا إلى الاتحاد الأوروبي لعدم فرض هذه الرسوم الجمركية”. وتُعد ألمانيا، على وجه الخصوص، عرضة للانتقام الصيني، إذ تصدر إلى الصين ثلاثة أضعاف عدد السيارات التي تستوردها وأربعة أضعاف قطع الغيار.
ووصفت مجلة “فوربس” رد الصين الأولي على قرار الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات على السيارات الكهربائية الصينية بالمعتدل نسبياً، مع تلميحات إلى إمكانية استهداف سيارات السيدان وسيارات الدفع الرباعي الألمانية الفاخرة التي تعمل بالبنزين. ومع ذلك، يحذر الخبراء من احتمال حدوث رد فعل أكثر حدة، وفقًا لتقرير وكالة “رويترز”.
وكانت الصين تأمل أن يفهم الاتحاد الأوروبي الرسالة دون اللجوء إلى حرب تعريفات تجارية. وقال البروفيسور مانموهان سودهي، في تصريح لمجلة “فوربس”: “كما هو الحال مع أي حرب تعريفات، سيضطر الصينيون الآن إلى الرد بقوة على الرغم من أن هذه الخطوة لا تصب في مصلحتهم الاقتصادية”.
ويتوقع توم غروت، الرئيس التنفيذي لشركة “إلكتريك كار سكيم”، في حديثه مع “رويترز”، أن تكون استجابة الصين سريعة، وقد تتضمن تصريحات قوية وإجراءات ملموسة إذا فشلت المفاوضات التي تجري خلف الكواليس.
وأوضح غروت قائلاً: “أتوقع أن ترد الصين سريعاً، أولاً بكلمات قوية، وربما لاحقاً بأفعال إذا لم تُحل المناقشات الوضع”.
توقعات طويلة المدى
على الرغم من فرض التعريفات الجمركية، يعتقد محللون مثل سامي تشان من “غلوبال داتا” في حديثه لـ”فوربس”، أن مبيعات السيارات الكهربائية الأرخص في الصين ستستمر في النمو بفضل مزايا التكلفة. وقال تشان: “على الرغم من التعريفات الجمركية، نتوقع أن نرى مزيدًا من نمو العلامات التجارية الصينية في هذا القطاع”، مشيرًا إلى أن العلامات التجارية الأوروبية تفتقر حالياً إلى الكفاءات وهياكل التكلفة المنخفضة التي تتمتع بها شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية.
مع استمرار التحقيق في مكافحة الدعم من قبل الاتحاد الأوروبي لما يقرب من أربعة أشهر، من المتوقع أن تُجرى محادثات مكثفة بين الجانبين خلال هذه الفترة.