• logo ads 2

كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.. أزمات عالمية أعادت تشكيل خريطة سلاسل الإمداد العالمية

alx adv

كتب – رشا يوسف باشا

عرفت الدكتورة منى صبحي نور الدين أستاذ الجغرافيا الاقتصادية والنقل ووكيل كلية الدراسات الإنسانية للدراسات العليا والبحوث بجامعة الأزهر، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية العربية للنقل، سلاسل الإمداد بأنها فن وعلم إدارة تدفق البضائع والخدمات، حيث تشمل إدارة حركة نقل وتخزين المواد الخام والسلع نصف المصنعة والسلع التامة الصنع والمخزون من نقطة البداية (نقطة المنشأ) إلى نقطة النهاية (المصدر) أي وصول المنتج أو الخدمة إلى المستهلك النهائي.
وتابعت من أهم الأزمات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي أثرت على خريطة سلاسل الإمداد العالمية ضرب مركز التجارة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، والأزمة المالية العالمية عام 2008، والتي أعقبها عولمة سريعة ومتلاحقة نتج عنها ضعف وهشاشة النظام الرأسمالي في مقابل توسع ونمو الاقتصاد الصيني وخاصة بعد انضمام كثير من الدول لمبادرة الحزام والطريق، وحدوث الثورات في المنطقة العربية وتأثيراتها على النمو الاقتصادي، ولعل أهم التحديات التي يتم التركيز عليها والتي أثرت على سلاسل الإمداد العالمية حدوث جائحة “كوفيد 19″، والأزمة الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على غزة، وأحداث مضيق باب المندب.
أولًا: أثر جائحة “كوفيد-19” على حركة سلاسل الإمداد والتجارة العالمية
تعَد جائحة “كوفيد-19” من الأزمات الاقتصادية العابرة للحدود والتي تركت أثرًا كبيرًا على اقتصاديات الدول والشعوب وساهمت في إعادة رسم خرائط حركة الطيران والهجرة والتجارة وحركة الإعانات والمساعدات الدولية وتتابعت خسائرها الاقتصادية وأثرت على العالم أجمع وخاصة بعد حالة الإغلاق الاقتصادي في الربع الثاني من عام 2020، ولا سيما مجال النقل الجوي وحركة الصادرات والواردات والتصنيع وإنتاج البترول والغاز الطبيعي، ونتج عنها أكبر حركة ركود اقتصادي عالمي لم تحدث منذ عام 1930.
ثانيًا: الحرب الروسية الأوكرانية
لقد بدأت الأزمة الروسية الأوكرانية في مقتبل عام 2022 وتحديدًا في 24 فبراير، وقد ألقت بظلالها وأوزارها على العالم أجمع وأثرت على الوضع الجغرافي والجيوبوليتيكي والاقتصادي لدول كثيرة، حيث تخطت الأزمة حيز الإقليمية إلى العالمية وظهرت تداعياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونتج عنها أزمتا الطاقة والغذاء، وبعد أن شهد العالم حالة من التحسن الاقتصادي عام 2021 تراجعت معدلات النمو بسبب الحرب، وهي تُعد من أبرز الصراعات في الألفية الثالثة وبمثابة إنذار عالمي بسقوط الرأسمالية الغربية وعودة المارد الروسي وظهور قوى دولية أخرى في الشرق.
وقد أبرزت الأزمة الروسية الأوكرانية الموقع المهم والحيوي لأوكرانيا؛ حيث يشكل هذا الموقع أهمية بسبب وجود البحر الأسود وهو المنفذ لكل من أوكرانيا وبعض دول الجوار الحبيسة نحو العالم الخارجي من خلال المنافذ التركية: البوسفور والدردنيل إلى البحر المتوسط عن طريق بحر مرمرة وبحر إيجة.
ثالثًا: أزمة جفاف قناة بنما والتغيرات المناخية
تعاني قناة بنما من عدة مشكلات أولها أن القناة تقع على مناسيب عالية عن المحيطين الأطلنطي والهادي وبالتالي فهي تحتاج دومًا إلى أهوسة للعمل لرفع منسوب المياه داخلها حتى توفر عمقًا كافيًا للسفن، وهي تُعد قناة عذبة تعتمد على كميات الأمطار الغزيرة المتساقطة سنويًّا، ولقد بدأت تعاني في السنوات الأخيرة من قلة المنسوب بسبب الجفاف؛ مما اضطر السفن الضخمة كبيرة الحجم إلى البحث عن طرق أخرى وتغيير مسارها إلى الالتفاف حول قارة أمريكا الجنوبية، وسوف يؤدي ذلك إلى زيادة المسافات وتكبد الآلاف من الأميال البحرية؛ مما يرفع من تكاليف النقل البحري، أو يؤدي إلى اتجاه جزء من سفن الحاويات إلى طريق البحر المتوسط وقناة السويس – البحر الأحمر، ولذا كانت تعد أزمة قناة بنما فرصة ذهبية لقناة السويس، وقد كان من المتوقع زيادة أعداد السفن بقناة السويس ومن ثم إيراداتها.
رابعًا: أزمة الملاحة في مضيق باب المندب
يُعد مضيق باب المندب هو البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ولقد زادت أهميته بعد حفر قناة السويس عام 1869؛ حيث كان يعد البحر الأحمر بحيرة عربية خالصة ويعرف باسم بحر القلزم وقد تم إغلاق المضيق واستخدامه كورقة ضغط سياسية في حرب 1973، وتتشاطأ على البحر الأحمر ثماني دول وهي: اليمن والمملكة العربية السعودية والأردن وفلسطين ومصر والسودان وإريتريا وجيبوتي، بينما تقع الصومال على مدخل البحر الأحمر وتشرف على مضيق باب المندب وخليج عدن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار