زيادة الأراضي الزراعية بما يعادل مساحة الهند
الاقتصاد العالمي يخسر 1.5 تريليون دولار
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة كامبريدج أن استمرار أزمة تغير المناخ يهدد صناعة الأخشاب والورق، والتي تعتمد بشكل أساسي في إنتاجها على الغابات الممتدة في نصف الكرة الشمالي، وتدخل في الكثير من الصناعات مثل الورق والكرتون والأثاث والمباني.
وأوضحت الدراسة أنه من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في أن تصبح المناطق الاستوائية شديدة الحرارة غير صالحة لزراعة الغذاء، وجعل مناطق كبيرة من جنوب أوروبا أقل ملاءمة لإنتاج الغذاء والخشب.
وكشف الباحثون أن معظم الغابات الصالحة لإنتاج الأخشاب حاليًا تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في الولايات المتحدة وكندا والصين وروسيا، إلا أنه مع تفاقم تغير المناخ واضطرار الزراعة إلى التوسع شمالاً، سيكون هناك ضغط متزايد على هذه الغابات ومن ثم إنتاج الأخشاب.
وأضاف الباحثون أن المنافسة المتزايدة بين الأراضي لإنتاج الأخشاب وإنتاج الغذاء بسبب تغير المناخ كانت حتى الآن غير محط اهتمام – ولكنها من المقرر أن تصبح قضية ناشئة مع استمرار زيادة الطلب على كليهما، إذ يسهم إنتاج الأخشاب بأكثر من 1.5 تريليون دولار أمريكي سنويًا في الاقتصادات الوطنية على مستوى العالم.
إضافة 320 مليون هكتار للأراضي الزراعية
ووجدت الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Climate Change، أن أكثر من ربع أراضي الغابات الحالية – حوالي 320 مليون هكتار، أي ما يعادل حجم الهند – ستصبح أكثر ملاءمة للزراعة بحلول نهاية القرن.
ويقول الدكتور أوسكار مورتون، الباحث في قسم علوم النبات بجامعة كامبريدج والذي شارك في قيادة الدراسة، إن “هناك مساحة محدودة من الأراضي المناسبة على الكوكب لإنتاج الغذاء والخشب – وهما موردان أساسيان للمجتمع – ومع تفاقم تغير المناخ واضطرار الزراعة إلى التوسع شمالاً، سيكون هناك ضغط متزايد على إنتاج الأخشاب”.
وأوضحت الدراسة أنه من المتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على الغذاء بحلول عام 2050 مع نمو السكان وزيادة ثرواتهم، في الوقت الذي يتضاعف فيه الطلب العالمي على الخشب في نفس الإطار الزمني، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه بديل منخفض الكربون للخرسانة والصلب للبناء.
تحرك عاجل خلال 50 عامًا.. هل ينقذ الموقف؟
بينما قال الدكتور كريس بوسفيلد، الباحث في قسم علوم النبات بجامعة كامبريدج والمشارك في قيادة الدراسة: “يتعين علينا أن نفكر في خمسين عامًا قادمة لأنه إذا أردنا الأخشاب في المستقبل، فنحن بحاجة إلى زراعتها الآن، الأشجار التي سيتم قطعها بحلول نهاية هذا القرن موجودة بالفعل في الأرض – فهي في دورات أبطأ بكثير من المحاصيل الغذائية”.
وأكد الباحثون أن نقل إنتاج الأخشاب إلى مناطق أعمق في الغابات الشمالية أو الاستوائية، خيار غير قابل للتطبيق، لأن الأشجار في تلك المناطق ظلت دون مساس لآلاف السنين وقطعها من شأنه أن يطلق كميات هائلة من الكربون ويهدد التنوع البيولوجي.
ورأى ديفيد إدواردز، أستاذ علم البيئة النباتية في قسم علوم النبات بجامعة كامبريدج والمؤلف الرئيسي للدراسة، “أن أحد المخاطر البيئية الرئيسية الناجمة عن زيادة المنافسة على الأراضي بين الزراعة والغابات هو أن إنتاج الأخشاب ينتقل إلى المناطق المتبقية من الغابات الأولية داخل المناطق الاستوائية أو الشمالية، هذه هي مراكز البرية العالمية المتبقية والغابات الاستوائية البكر هي الأماكن الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، إن منع المزيد من التوسع أمر بالغ الأهمية”.