ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مقتربة من المستوى القياسي الذي سجلته في الجلسة السابقة، مدفوعة بحالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي، خصوصًا فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية المقبلة والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط ، كما تعززت التوقعات بأن البنوك المركزية الكبرى، قد تتجه إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد العالمي المتباطئ.
بلغ سعر الذهب 2,749 دولار للأوقية، بزيادة قدرها 10.90 نقطة أو ما يعادل نسبة ارتفاع بلغت 0.40%. أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت بنسبة 0.58% لتصل إلى 2,735 دولار. هذا الأداء القوي للذهب يعكس استمراره كملاذ آمن في أوقات الغموض الجيوسياسي والتوقعات بتخفيف السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية، مما يزيد من جاذبية الذهب كأصل استثماري لا يدر عوائد مباشرة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملحوظة نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية المتقلبة. على سبيل المثال، ارتفع سعر الفضة بنسبة 1.19% ليصل إلى 34.485 دولار للأوقية. يُعزى هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد على المعادن الصناعية، حيث تستخدم الفضة بشكل واسع في الصناعة إلى جانب دورها الاستثماري كأصل آمن. حركة الفضة غالبًا ما تتبع حركة الذهب في أوقات الأزمات، نظرًا لأهمية كلا المعدنين كأصول تحوط ضد المخاطر.
البِلاتين هو الآخر شهد ارتفاعًا بنسبة 1.39% ليصل إلى 1,030 دولار للأوقية. يعتمد الطلب على البلاتين بشكل أساسي على صناعة السيارات، حيث يُستخدم في أنظمة التحكم في انبعاثات السيارات. وعلى الرغم من عدم بلوغه المستويات القياسية التي سجلها الذهب، إلا أن البلاتين يظهر قدرة على الاستقرار وسط التوترات الاقتصادية العالمية المتزايدة.
البلاديوم، وهو معدن يُستخدم أيضًا في صناعة السيارات، ارتفع بنسبة 1.94% ليصل إلى 1,076 دولار للأوقية. على الرغم من كونه أقل شهرة من الذهب أو الفضة، يظل البلاديوم سلعة مهمة، لا سيما في ظل الاهتمام المتزايد بالحد من انبعاثات الكربون في المركبات.
أداء المعادن الصناعية
بخلاف المعادن النفيسة، شهدت المعادن الصناعية الأخرى أداءً مختلطًا خلال تداولات اليوم. ارتفع سعر النحاس، وهو مؤشر رئيسي لصحة الاقتصاد العالمي نظرًا لاستخدامه الواسع في البناء والبنية التحتية، بنسبة 0.86% ليصل إلى 4.3970 دولار للرطل. هذا الارتفاع يعكس تزايد الطلب على النحاس في ظل تحسن النشاط الاقتصادي في بعض القطاعات.
الزنك سجل ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 2.05% ليصل إلى 3,131 دولار للأوقية. يعكس هذا النمو تحسنًا في الطلب الصناعي، حيث يُستخدم الزنك في مجموعة متنوعة من الصناعات التحويلية، لا سيما في معالجة المعادن الأخرى وحمايتها من التآكل.
أما النيكل، فقد شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.17% ليصل إلى 16,630 دولار للأوقية. يُستخدم النيكل في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ، وكذلك في البطاريات التي تُستخدم في السيارات الكهربائية، مما يجعله مادة رئيسية في التحول نحو الطاقة المتجددة. رغم تراجعه الطفيف اليوم، لا يزال النيكل عنصرًا مهمًا في الأسواق العالمية، حيث يتأثر الطلب عليه بالتوجه نحو اعتماد حلول مستدامة.