أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ضمن سلسلة “كتب المستقبل”، كتابًا جديدًا بعنوان “تحولات الاقتصاد العالمي.. تحديات وفرص التنمية المستدامة”، من تأليف الدكتور مدحت نافع، رئيس الشركة العربية للسبائك، وأستاذ الاقتصاد المهني بجامعة النيل، وعضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومعهد البحوث والدراسات العربية، جمهورية مصر العربية.
يأتي الكتاب في ضوء التحولات الكبرى التي يعيشها العالم، والتي من المتوقع أن ترسم وجهًا مختلفًا للكوكب خلال العقود وربما السنوات القليلة المقبلة. تلك التحولات الكبرى لن يتأتى مواجهتها إلا بانتقالات كبرى يتغير من خلالها الاقتصاد العالمي على نحو لم تعرفه الكرة الأرضية من قبل.
أما التحولات، فتتضمن: تغير المناخ، تفشي الجوائح، تفاقم الديون، التراجع عن العولمة، والتخلي عن الدولار أو “الدولرة العكسية”، وتحول صدمات الطلب إلى صدمات عرض. أما الانتقالات، فتشمل: انتقال الطاقة، وانتقال التكنولوجيا والعلوم، ومن أبرز تجلياته التحول الرقمي، والانتقال نحو نظام مالي دولي جديد، ومن تجلياته الإقليمية الجديدة والمبادرات الكبرى مثل “الحزام والطريق”.
ينقسم الكتاب إلى سبعة فصول، يستكشف الفصل الأول الارتداد عن طريق العولمة في ظل صعود دور التكتلات الإقليمية الجديدة والشركات الدولية متعددة الجنسيات. وينتقل الفصل الثاني إلى تجلٍ آخر للتحولات والانتقالات الكبرى، مُلقيًا الضوء على التغيرات المناخية والغليان العالمي ومتطلبات خفض الانبعاثات وانتقال الطاقة.
أما الفصل الثالث، فيتعرض لقضية سلاسل التوريد والانتقال من صدمات الطلب إلى صدمات العرض. ويأتي الفصل الرابع ليُسلط الضوء على مشكلة ارتفاع حجم الدين العام في جميع أنحاء العالم خلال العقود الماضية بوتيرة غير مسبوقة، وأسباب ذلك ومخاطره.
ويتناول الفصل الخامس موضوع التحول الرقمي في مجال الاقتصاد، في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، وما يتيحه من فرص وما يفرضه من تحديات، مع تسليط الضوء على المنصات الرقمية عالية القيمة ودورها المتزايد في عالم سريع التغير، وكذلك العملات الرقمية في نظام مالي عالمي جديد.
ثم يأتي الفصل السادس ليتناول قضية هامة، وهي سعي بعض الدول لإعادة تشكيل النظام المالي العالمي وكسر هيمنة الدولار الأمريكي عليه. ويحاول الفصل الإجابة على سؤال يتردد في المجال الاقتصادي العام حول: هل سيتم تأسيس نظام مدفوعات مالي موازٍ للسويفت؟
ويختتم الكتاب بالفصل السابع، الذي يبحث في التجارب التنموية الهامة وكيفية الاستفادة منها، وذلك من خلال تناول دروس من النموذج الصيني في التنمية، ثم الوقوف على عناصر واضحة لتنمية اقتصادية محفزة بالتصنيع في العالم العربي، مع تحليل التحديات الراهنة والمستقبلية التي قد تعترض هذه التنمية.