تراجعت أسعار الذهب العالمية بشكل طفيف اليوم الثلاثاء، لكنها لا تزال تدور قرب أدنى مستوى لها خلال شهر، بينما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أمريكية وتعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من الوضوح حول مسار أسعار الفائدة.
وشهدت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء انخفاضاً طفيفاً، حيث سجل سعر الأوقية 2,606 دولارات، بانخفاض قدره 11.40 نقطة أو 0.44% مقارنة بجلسة التداول السابقة. وتأتي هذه الحركة وسط حالة من الترقب بين المستثمرين للبيانات الاقتصادية الأميركية المنتظر صدورها، والتي قد تسلط الضوء على مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
ورغم هذا التراجع، فقد شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 0.74% لتصل إلى 2,600 دولار للأوقية. ويعكس هذا التباين في حركة العقود الفورية والآجلة استمرار التقلبات في الأسواق بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بالبيانات الاقتصادية وتوقعات الفائدة. ويعتبر الذهب استثماراً آمناً في أوقات الاضطرابات، لكن ارتفاع الفائدة الأميركية يعزز الدولار ويجعل الذهب أقل جاذبية كأداة استثمارية خالية من العوائد.
تراجع في أسعار المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر التراجع اليوم على الذهب فقط؛ فقد انخفضت أسعار المعادن النفيسة الأخرى، متأثرةً بالأحداث الاقتصادية العالمية. تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.57% ليصل سعر الأوقية إلى 30.440 دولار، ويرى الخبراء أن هذا الانخفاض جاء نتيجة تراجع الطلب على الأصول الآمنة، وسط ترقب المستثمرين لبيانات تؤثر على التوجهات الاقتصادية.
كذلك، شهد معدن البلاتين، الذي يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة السيارات للتحكم في الانبعاثات، تراجعاً بنسبة 1.22% ليصل سعر الأوقية إلى 957.70 دولار ، ورغم التراجع، إلا أن البلاتين يحافظ على استقرار نسبي بفضل التوجه نحو تقنيات خفض الانبعاثات الضارة.
وفي الوقت ذاته، تراجع البلاديوم، الذي يُعتبر معدنًا مهماً لصناعة السيارات أيضاً، بنسبة 2.09% ليصل إلى961.78 دولار للأوقية. وعلى الرغم من انخفاض البلاديوم، إلا أن الاهتمام العالمي المتزايد بتخفيض الانبعاثات الكربونية يدعم الطلب عليه في الأسواق العالمية.
أداء متباين للمعادن الصناعية
على صعيد المعادن الصناعية، أظهرت الأسواق أداءً متبايناً اليوم. تراجع **النحاس**، الذي يُعتبر مؤشراً رئيسياً لصحة الاقتصاد العالمي لاستخدامه الواسع في قطاعات البنية التحتية، بنسبة 1.47%ليصل إلى 4.1665 دولار للرطل ، ويعكس هذا التراجع القلق حيال النمو الاقتصادي العالمي.
من جهة أخرى، انخفض النيكل، المستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية، بنسبة 0.22% ليبلغ 16,047 دولارا للأوقية. ويستمر الطلب على النيكل بفضل الاهتمام المتزايد بالطاقة النظيفة والتحول نحو السيارات الكهربائية، إلا أن الضغوط الاقتصادية تؤثر مؤقتاً على سعره.
في المقابل، حقق الزنك ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق، حيث صعد سعره إلى 2,942 دولار للطن، مسجلاً زيادة قدرها 36.50 نقطة أو 1.23%.