– محمد يوسف: انتاجية الفدان تقدر بـ2,5 طن قش أرز.. يزيد من نسبة البروتين فى تغذية الحيوانات بنسبة 7%
– اليابان تستخدم 12 مليون طن قش أرز في انتاج الغاز الطبيعي الحيوي
– لابد من انشاء مصانع لانتاج العلف الحيواني والكومبوست بشرط دخول المزارعين بأسهم
– يجب أن تتعاقد وزارة البيئة مع الفلاحين والمستثمرين على شراء القش
تسعى الدولة لتعظيم الاستفادة من قش الأرز لحماية البيئة من الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية، بالاضافة إلى التصنيع الزراعى، بالرغم من العقوبات التى كانت تفرضها وزارة البيئة، الا أن المزارعين كانوا مستمرين فى حرقة لاعتقادهم انه لا يوجد بديل أخر للتخلص منه، ولوضع حلول من التلوث ولتحقيق منظومة التصنيع الزراعي والعمل على تحويل قش الأرز من أزمة إلى فرصة، تم تجميع أكثر من 1.6 مليون طن قش أرز منذ الحصاد حتى الأن، وذلك بهدف إعادة تدويره مره أخرى.
وفى هذا السياق قال الدكتور محمد يوسف استاذ المكافحة والزراعة الحيوية كلية الزراعة جامعة الزقازيق مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن قش الأرز يعتبر ثروة قومية مهدرة تقدر بملايين الجنيهات قد لا يعلمها المزارعين في كثير من قرى الريف المصري ويدخل قش الارز فى مجالات عديدة خاصة الزراعة والصناعة، مضيفًا أن القيادة السياسية تبذل مجهود كبير لتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية لتحقيق الهدف الرئيسي، وهو حماية البيئة من خطر الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وتحقيق منظومة التصنيع الزراعي والعمل على تحويل قش الأرز من أزمة إلى فرصة.
وأوضح أن عام 2009 كانت المساحة المنزرعة من الأرز 1,6 مليون فدان ينتج عن هذه المساحة 4,8 مليون طن قش أرز سنويا وهذا يعادل 25% من إجمالى المخلفات الزراعية فى مصر، حيث أن انتاجية الفدان من القش تقدر بـ2,5 طن قش أرز، مشيرًا إلى أنه تم تحديد المساحات المستهدف زراعتها بمحصول الأرز خلال الموسم الحالى 2024 بمساحة 724 ألفًا و200 فدان للرى بالغمر أو الرى التقليدى وتحديد مساحة لا تقل عن 200 ألف فدان من سلالات الأرز الموفرة للمياه مثل الأرز الجاف أو عرابى وسوبر.
وقف حرق قش الأرز وتعظيم الاستفادة
وأشار إلى جهود الدولة المتوالية لوقف حرق قش الأرز وتعظيم الاستفادة منه في صناعات عديدة فكانت البداية تدشين حملة تحت مسمى “البيئة رزق” بهدف تشجيع المزارعين على المشاركة في التقليل من خطر السحابة السوداء واستثمار قش الأرز في إنتاج الأسمدة العضوية والورق والأخشاب والأعلاف، مضيفًا أن ما تم كبسه من قش الأرز بمحافظات الشرقية والبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية والغربية والقليوبية حوالي مليون و 633 ألف طن وإجمالي ما تم فرمه حوالي 792 ألف طن وما تم تشوينه 671 ألف طن.
أضاف يوسف ونظرًا لأهمية قش الأرز فى حياتنا اليومية يمكن طرح بعض طرق الاستفادة منه، حيث يستخدم فى صناعة الأسمدة العضوية والكومبوست والفيرمكومبوست، صناعة الأعلاف، صناعة الورق ومواد البناء، انتاج الطاقة، انتاج السليكا جل اللازمة لصناعة الزجاج، صناعة الخشب البلاستيكي والحبيبي والمضغوط، يمكن زيادة القيمة الغذائية لقش الأرز عن طريق حقن البالات بالأمونيا وهذا يؤدي الي زيادة نسبة البروتين في قش الأرز 7% وزيادة معدل الهضم، يمكن خلط القش في حاشه البرسيم الاولي يحمي الحيوانات من الانتفاخ والأسهال، ويستخدم في انتاج الطاقة الحيوية، حيث أن اليابان تستخدم 12 مليون طن قش أرز في انتاج الغاز الطبيعي الحيوي، يستخدم كبيئة مناسبة لانتاج عش الغراب خلال 21 يوم.
وتابع: يستخدم في علاج الأرض شديدة الملوحة والقلوية ويمكن زراعة الخضروات علي بالات القش في تلك الاراضي، صناعة الحبال وانتاج مواد البناء مثل عوازل الحوائط وفرومات الأسقف وطوب البناء، انتاج الطاقه الكهربائية، إنتاج إملاح السليكون المستخدمه في 21 صناعة، انتاج السكر من القش وكذلك الأدوية، انتاج السيلاج خاصه في الاصناف اللتي تتميز بنضج حبوبها وسيقانها وهي مازالت خضراء حيث يوضع القش في حفره بالارض ثم رشه بمحاليل سكرية مثل المولاس ثم يغطي بمشمع بلاستيك وطبقه من التراب حتي تتم عمليه التخمر اللاهوائي عبر البكتريا اللاهوائية ونتيجة التخمر تنتج بعض الاحماض العضوية مثل حمض اللاكتيك وبعدها تستخدم في التغذية، يستخدم في صناعه فحم الكوك، اضافه بعض الانزيمات لقش الارز ليتحول الي كحول ايثانول المستخدم كوقود للسيارات المستخدم في بعض الدول.
وأوضح أنه يمكن نثر وتوزيع قشر الأرز في الأرض بطريقة معينة ثم زراعة البرسيم دون حرث الأرض فنجد بعد رايتين تحوله لسماد عضوي مغذي للتربه وهذا يؤدي الي توفير كمية المياه المستخدمة في الري وتقل كثافه الحشائش وكذلك تقل كميه المبيدات، يمكن وضع طبقه من القش ثم طبقه من السماد العضوي ثم طبقه من القش ثم 200جم يوريا حتي تكتمل الكومة لتصل الي 4 طن ويتم رشها بالمياه وتترك 3 شهور وتقلب باللودر كل أسبوع بهدف انتاج السماد العضوي.
تعذية الحيوانات
وأشار إلى صناعة العلف الحيواني من قش الأرز، وذلك لحقن بالات قش الأرز بالامونيا وتغطي تلك البالات بعد الحقن لمده 21 يوم وبعدها تستخدم لتغذية الحيوانات، كمان يستخدم فى بناء منزل اقتصادي صديق للبيئة تصنع حوائطه وأساسه من بالات القش والتي تتميز بقدرتها العالية في العزل الحراري مما يجعلها اكثر ملائمة في المناطق الصحرواية او الظهير الصحراوي علي سبيل المثال منزل كامل التشطيب علي مساحه 100 مترمربع يتكلف 50 الف جنيه.
أشار يوسف إلى مجهودات الأستاذ الدكتور عبدالمنعم نصر الاستاذ بمركز البحوث الزراعية فى قيامه بفصل مكونات قش الارز، حيث تم فصل 6 مكونات من قش الارز هي: الدهون والشموع التى تدخل فى صناعة الأدوية والتجميل، و”الهولوسليلوز” التى يتم الحصول منه على مادة الايثانول، ومادة “السليلوز” يصنع منه الورق والمواد التى تسنخدم فى صناعة السيراميك والصباغة والطباعة، كما يمكن تحلية وتنقيط مياه البحر من هذه المادة، استخراج ماده النيتروسليلوز والتي تستخدم في طلاء، فضلا عن استخراج مادة الهيميسليلوز، اللجنين، السليكا.
وأوضح أن حرق قش الارز ينتج عنه سنويا، تلوث بنسبه 42% من اجمالي تلوث الهواء، ينتج عن حرق قش الارز فى الأراضى الزراعية حوالى 11 ماده مسرطنه منها Dioxin، وتقل الماده الدوباليه والعضوية بالتربة الزراعية وبذلك تقل خصوبة التربة وتصبح التربة صماء ميته، ينتج ثاني اكسيد الكربون والذي يحدث اختناق وموت الكائنات الحية الدقيقة اسفل التربة نتيجة انخفاض نسبه الاكسجين فى التربة، واذا صادف وتساقطت الامطار فتتكون الامطار الحمضيه والتي تسبب تسمم للكائنات الحيه وتؤثر ايضا علي المباني وخاصه المباني الاثريه، السحابه السوداء تتسبب في زيادة امراض الحساسية بنسبه 15%.
انشاء مصانع لإنتاج العلف الحيواني والسماد الحيوي
وقال يوسف توجد بعض الاقتراحات لتقليل المشاكل الناتجة عن حرق قش الأرز، من خلال عمل بروتوكول بين وزاره البيئة مع شركات الأسمنت لاستخدام قش الأرز في صناعة مواد البناء، انشاء مصانع لإنتاج العلف الحيواني والسماد الحيوي او الكومبوست بشرط دخول المزارعين او الفلاحين بأسهم في هذه المصانع، يجب أيضا توفير اعداد مناسبة من الجرارات والمكابس والفرامات لتجميع وفرم قش الارز حتي لا يلجأ المزارع لحرقه، عمل بروتوكول مع إحدي الشركات الأجنبية المستثمرة في مصر مثل الشركة الصينية وبين محافظات الجمهوريه وبين وزاره البيئة لإنتاج الخشب الحبيبي والمضغوط والبلاستيكي من قش الأرز.
وأكد انه لابد أن تقوم وزارة البيئة بتعاقد مع الفلاحين والمستثمرين في شراء القش وبذلك للحافظ عليه دون حرقه، لانه سيصبح سلعة ذو قيمة سعرية، فضلًا عن الاهتمام بعمل مصانع لانتاج الخشب البلاستيكي من قش الارز حيث يتم خلط قش الارز بعد المعامله الميكانيكية والكيميائية وبعدها يشكل بالواح ومميزات هذا الخشب: رخيص الثمن، مقاوم للحراره، مقاوم للافات، حفيف الوزن، سهل تشكيله، جوده ممتازه، مقاوم للمياه والرطوبة، يجب علي كل محافظة تخصص قطعه ارض بالمرافق بالمستثمر وتوقع عقد ثلاثي بين المستثمر والمحافظه واحدي كليات الزراعه او مراكز البحوث، حيث ان الوحده عباره عن فدان ارض + 750 الف جنيه هذه الوحده تدور في الاسبوع 50 طن يعني 200 طن في الشهر وربح الطن من 300 الي 500 جنيه وتاخذ عدد من العماله 7 افراد دور المحافظه هو توفير قطعه ارض بمرافق كحق انتفاع للمستثمر25 سنه .
أشار يوسف إلى أحدى منتجات قش الارز، مادة السيليكا جيل، التى تستخدم كمادة مجففة وتمتص الغازات حيث تمتص 40 % من وزنها من الرطوبة ولهذا السبب توجد في معظم المُنتجات تقلل من الرطوبة فبالتالي تقلل من مستوى النمو للفطريات وتقلل أيضاً من التلف والتعفن.
استخدام قش الأرز في صناعة العلف الحيوانى
أشار خبير الزراعة الحيوية إلى استخدام قش الأرز في صناعة العلف الحيوانى وتحويل قش الأرز إلى مادة علف غذائية تصل نسبة البروتين فيها إلى 14% ما يساهم في حل مشكلة ارتفاع أسعار مواد العلف، إضافة إلى المساهمة في حل المشكلة البيئية المترتبة على تراكم قش الأرز وحرقه، ويؤدي العلف الناتج من قش الأرز إلى إنتاج ما يتراوح بين 25 و 35 % من الأعلاف المركزة، ويخفض نحو 40% من سعر العلف التقليدي ويزيد من ربحية المنتجين بنحو 350 جنيهاً لكل رأس ماشية، مضيفًا أن قش الأرز يوفر بيئة صناعية صالحة لزراعة عيش الغراب من خلال رص بالات قش الأرز إلى جانب بعضها ثم يتم رش بذور التقاوي عليها ليتم رشها بالماء بعد ذلك ليظهرعيش الغراب ناضجا بعد 21 يوما.
وفى النهاية أكد أنه يمكن تعظيم القيمة المضافة وتحويل المخلفات الزراعية والحيوانية والقمامة إلى منتجات تنافسية تحقق أعلى هامش ربح للدولة وتعزيز التعاون بين الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة لتمويل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واستدامة الموارد في مصر فى ظل الجمهورية الجديدة لكى يتحقق ماتسعى اليه الدولة لبناء الإنسان.