أصبح مرض فيكساس محل اهتمام وبحث متواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد الحديث عن رصد أول حالة إصابة بالمرض في مصر.
وكشف الدكتور يسري عقل، رئيس قسم الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني، عن تشخيص أول حالة إصابة بمرض فيكساس (VEXAS) في مصر، وأوضح أن المرض يمثل تحديا كبيرا نظرا لصعوبة تشخيصه بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أخرى.
ما هو مرض فيكساس؟
ومرض فيكساس يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز المناعي، نتيجة طفرة في جين “UBA1″، بخلايا الدم، مما يجعل الجهاز المناعي يهاجم خلايا الجسم بدلا من مكافحة العناصر الغريبة، ما يؤدي إلى التهابات متعددة تشمل الجلد، والرئتين، والأوعية الدموية، والغضاريف، ولا سيما في الأذن والأنف.
ويصاحب المرض أعراضا، مثل: الألم، والتورم، وارتفاع درجات الحرارة، والتعب الشديد، كما يؤثر على نخاع العظام، ويؤدي إلى مشكلات كفقر الدم، وانخفاض الصفائح الدموية، وقلة كرات الدم البيضاء، الأمر الذي يزيد خطر التعرض لفشل نخاع العظام، وهو ما قد يشكل تهديدا على حياة المريض في بعض الحالات.
انتشار محدود وخصائص فريدة
ووفقا للإحصائيات العالمية، يعتبر مرض فيكساس نادرا جدا، حيث يصيب نحو شخص واحد من كل 13 ألف شخص، ومعظم المصابين رجال تجاوزوا سن الخمسين، وعلى الرغم من ندرته، يشكل المرض تحديا طبيا كبيرا بسبب طبيعته المناعية الجينية المكتسبة، التي تظهر عادة بعد منتصف العمر.
وقال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أن مرض فيكساس ليس معديا، إذ لا ينتقل عن طريق الفيروسات أو البكتيريا.
وبيّن الحداد أن المرض ليس وراثيا بل يحدث نتيجة طفرات جينية مكتسبة، مؤكدا أنه رغم صعوبته، يمكن التحكم بالأعراض باستخدام الأدوية. وفي الحالات الشديدة، قد تتطلب الحالة زراعة نخاع العظام كحل علاجي.
ولا زال مرض فيكساس دون علاج نهائي حتى الآن، ويركز الأطباء على إدارة الأعراض وتخفيف المضاعفات. ويشدد الخبراء على أهمية التشخيص المبكر ومتابعة المريض بشكل مستمر لتجنب تفاقم الحالة الصحية.
وتعد هذه الحالة فرصة لزيادة الوعي العام حول الأمراض النادرة وتحديات تشخيصها وعلاجها، كما تشكل دعوة للأطباء والباحثين لتكثيف الجهود العلمية لفهم أعمق لهذا المرض النادر، وتطوير خيارات علاجية جديدة تساهم في تحسين جودة حياة المصابين.