كتبت – أسماء عبد البارى
علي عباس: استقرار سعر الريال في البنوك.. وشركات الصرافة لديها فائض
هشام إبراهيم: سعر الصرف المرن يمنح الفرصة لحرية تبديل الجنيه من الأراضي السعودية
شهدت أسعار العديد من العملات العربية المتداولة في القطاع المصرفي المصري حالة من الارتفاع خلال الفترة الماضية، وأرجع بعض أصحاب شركات الصرافة ارتفاع أسعار العملات، وعلى رأسها الريال السعودي، إلى زيادة الطلب من قبل العملاء مع قرب موسم العمرة خلال شهري شعبان ورمضان.
وشهدت أسعار الريال السعودي خلال الأشهر الماضية حالة من الارتفاع، ليستقر سعر الريال لدى البنك المركزي المصري عند 13.38 جنيهًا للشراء ونحو 13.42 جنيهًا للبيع، وذلك بعد تحركات أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري.
وتتيح البنوك حدودًا نقدية من الريال السعودي بما يتراوح بين ألف إلى ألفي دولار، أي بين 4 إلى 8 آلاف ريال سعودي، ويمكن زيادة حد التدبير لكن بعد موافقة مسؤول الالتزام بالبنك وحالة كل عميل.
وتوفر عدد كبير من البنوك قروضًا ميسرة وبمزايا كبيرة للراغبين في أداء فريضة الحج أو العمرة، بتسهيلات في السداد للراغبين.
ويطرح بنك مصر برنامج قرض الحج والعمرة كإحدى أبرز خدماته التمويلية المخصصة للأفراد، ويتميز هذا القرض بشروط ميسرة، وقيمة تمويلية عالية، وخطط سداد طويلة المدى. تبدأ قروض الحج من 200 إلى 400 ألف جنيهًا بفترة سداد 10 سنوات وفائدة متناقصة 17% ومصاريف إدارية 1.5% من إجمالي القرض تُخصم لمرة واحدة.
ويجب أن يكون سن المتقدم يبدأ من 21 سنة ولا يتعدى 60 سنة عند آخر قسط، ويصل إلى 65 سنة لبعض المهن بالنسبة لبنك مصر.
أما بنك فيصل الإسلامي، فقد أعلن عن تقديم قروض الحج والعمرة بحد أقصى 500 ألف جنيهًا وبفترة سداد 5 سنوات وسعر فائدة متناقصة 14.5% ورسوم إدارية من 1 إلى 2% من إجمالي القرض، واشترط أن يكون سن المتقدم للحصول على القرض من 21 سنة ويكون 60 سنة وقت تسديد آخر قسط.
بداية، يؤكد علي عباس، تلر في شركة مصر للصرافة، أن شركات الصرافة لديها فائض كبير من كافة العملات سواء العربية أو الأجنبية، وذلك لتوفير احتياجات العملاء، مضيفًا أن أسعار الريال السعودي تشهد تحركًا طفيفًا مع انطلاق موسم الحج.
وتوقع علي عباس أن يشهد سعر الريال السعودي في البنوك المصرية استقرارًا خلال الفترة المقبلة، مضيفًا أن سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري هو صاحب التأثير الأكبر على قيمة الريال السعودي.
وأضاف أن الفترة المقبلة لن تشهد انخفاضًا في سعر صرف الريال السعودي في مصر بعد انتهاء موسم الحج، لكن السعر سيبقى مستقرًا، لأنه بعد أيام قليلة من انتهاء موسم الحج، ستتواصل رحلات العمرة إلى الأراضي المقدسة، وتستمر على مدار العام كله.
ومن جانبه، قال الدكتور هشام إبراهيم، الخبير المصرفي، إن تحديد سعر العملة يخضع لقوى العرض والطلب في أسواق العملات، ففي حالة إذا كان الطلب على العملة مرتفعًا فإن سعر العملة سوف يرتفع، بينما إذا كان الطلب منخفضًا فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة.
وأضاف أن البنوك المركزية تقوم بتحديد سعر العملة مقابل عملة عالمية مثل الدولار واليورو والين الياباني، وللحفاظ على قوة العملة تقوم البنوك المركزية بشراء وبيع عملتها مقابل العملة العالمية المربوطة بها.
وأشار إبراهيم إلى أن سعر الدينار الكويتي ثابت ومحدد من قبل المصرف المركزي الكويتي، فهو مرتبط بسلة عملات أجنبية من بينها الدولار، وبالتالي فإن الدينار يستمد قوته من الدولار، بالإضافة إلى أن الاقتصاد الكويتي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط التي تشكل الغالبية العظمى من دخل الدولة وأرباحها، باعتبار أن النفط لا يزال سلعة مهمة جدًا لجميع دول العالم.
واستطرد هشام إبراهيم أن هناك 4 عوامل رئيسية تسهم في استقرار سوق العملات في السوق المحلية، وهي: تحسن وضعية العملة المحلية أمام الدولار، ومن ثم باقي العملات، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تحسن وضعية الجنيه أمام الريال السعودي وعدم مشاهدة ارتفاع للريال في وقت الحج والعمرة، وتحسن وضعية الاحتياطي الأجنبي مع ارتفاع الدولار أمام الجنيه، فضلاً عن ترتيب أولويات المصريين المؤدين لمناسك الحج والعمرة نتيجة لارتفاع تكلفة المعيشة من ناحية، وانخفاض الطلب على الحج بسبب التكلفة المرتفعة له من ناحية أخرى، مما أدى إلى تخفيف الضغط على العملة وبالتالي توافرها بالبنوك في أي وقت.
وأشار إبراهيم إلى أن تحسن الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية ووجود سعر صرف مستقر ومرن من قبل البنك المركزي والسوق الرسمية يمنح الفرصة أيضًا لحرية تبديل الجنيه من داخل الأراضي السعودية.
وأضاف أن ارتفاع تكلفة رسوم استخدام البطاقات الائتمانية في الأسواق الخارجية يزيد من الضغط على العملة الصعبة، والتي تعد أحد الأسباب أيضًا في تحسن وضع البنوك في تدبير ما يلزم من ريال أمام الحجاج خلال موسم الحج والعمرة.