شهدت أسعار الذهب اليوم الأحد ارتفاعًا ملحوظًا لتسجل مستويات قياسية غير مسبوقة، وذلك نتيجة لحالة الضبابية الاقتصادية المحيطة بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى دعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة.
في التفاصيل، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.50% ليصل إلى مستوى 2,778 دولارًا للأونصة، وفقًا لما أفادت به وكالة “رويترز”. كما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.59% لتسجل نفس المستوى، وهو 2,778 دولارًا.
ويعزى هذا الارتفاع إلى تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، حيث بلغ أدنى مستوى له في شهر، مما جعل الذهب أقل تكلفة للمشترين الأجانب. يعتبر هذا الانخفاض في قيمة الدولار دافعًا قويًا للطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
في هذا السياق، أوضح المحلل المستقل روس نورمان أن تحرك الذهب نحو أعلى مستوى على الإطلاق تزامن مع تراجع سعر الدولار نتيجة لتصريحات ترامب التي تشير إلى إمكانية تنازله بشأن الرسوم الجمركية، مما قد يسهم في إبرام اتفاق تجاري مع الصين. وأضاف نورمان في تصريحاته لوكالة “رويترز” أن الذهب قد يواصل ارتفاعه خلال العام المقبل ليصل إلى 3,175 دولارًا للأونصة في حال استمر تراجع الدولار وظهور المزيد من الاضطرابات الاقتصادية العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات ترامب التي أطلقها يوم الخميس الماضي في المنتدى الاقتصادي العالمي تركزت على مطالبته بتخفيض أسعار الفائدة على الفور، وهو ما يراه الكثير من المحللين أمرًا قد يدعم سوق الذهب في المستقبل. وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، ذكر ترامب أنه يفضل تجنب فرض الرسوم الجمركية على الصين، وهو ما يثير التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين البلدين.
ويعد الذهب، الذي لا يدر عائدًا مباشرًا، أداة تحوط رئيسية في الأوقات التي تشهد اضطرابات سياسية واقتصادية. حيث يميل الذهب إلى الارتفاع في حالات انخفاض أسعار الفائدة أو مع تزايد المخاوف الاقتصادية، ما يجعله من الأصول المفضلة لدى المستثمرين الذين يبحثون عن الأمان وسط التقلبات الاقتصادية.
وتتزامن هذه الأحداث مع قرب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع المقبل، حيث يتوقع الكثيرون أن يبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير، مما قد يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل انخفاض العوائد على الأصول الأخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت الفضة أيضًا ارتفاعًا في المعاملات الفورية بنسبة 1.10% ليصل سعرها إلى 31.185 دولارًا للأونصة. كما سجل سعر البلاتين زيادة طفيفة بلغت 0.18% ليصل إلى 972.10 دولارًا، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.88% ليصل إلى 1,009 دولارات. من جهة أخرى، ارتفع سعر معدن الألومنيوم بنسبة 0.23% ليصل إلى 2,637 دولارًا.
تعد هذه الارتفاعات في أسعار المعادن النفيسة بمثابة مؤشر على أن السوق العالمية تظل في حالة ترقب للأحداث الاقتصادية والسياسية المستقبلية، بما في ذلك تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك القرارات المرتقبة من قبل الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.