خبير: مصر تنمو كوجهة رئيسية للسياحة العلاجية في الشرق الأوسط

تُعد السياحة العلاجية من أبرز القطاعات التي تلعب دورًا محوريًا في تحقيق استراتيجية مصر الطموحة للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030. ويعكس هذا القطاع التنامي الكبير في اهتمام السياح الدوليين بالحصول على خدمات طبية وعلاجية عالية الجودة، مما يجعل مصر واحدة من الوجهات الرائدة في هذا المجال.
وتسعى الحكومة المصرية من خلال تعزيز هذا القطاع إلى تطوير بنية تحتية طبية متقدمة، وتعزيز سمعة المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في تقديم خدمات علاجية متعددة، بما في ذلك الجراحة التجميلية، العلاجات التخصصية، وطب الأسنان، مما يعزز مكانتها كمقصد مفضل للسياحة العلاجية على مستوى العالم.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور شادي علي حسين، استاذ علاج الجذور كلية طب أسنان جامعة عين شمس: “إن مصر تمتلك الإمكانيات الكبيرة لتكون وجهة رائدة في مجال السياحة العلاجية في الشرق الأوسط، خاصة في تخصصات طب الأسنان وزراعة الشعر وعلاج السمنة”، موضحًا أن مصر تمتلك أكبر نسبة من أطباء الأسنان في المنطقة، حيث تُعالج عددًا كبيرًا جدًا من المرضى سنويًا، ما يجعلها من أبرز الوجهات للعلاج المتخصص في هذا المجال.
وأشار دكتور حسين إلى أن السياحة العلاجية في مصر يمكن أن تسهم بشكل كبير في توفير العملة الصعبة، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في الطلب على خدمات طب الأسنان، مشيرًا إلى أن نسب السياحة العلاجية تركز بنسبة 50% على طب الأسنان، و40% على زراعة الشعر، و10% على برامج التخسيس، مما يبرز أهمية تطوير هذا القطاع كأحد محركات النمو السياحي في البلاد.
وأكد الدكتور حسين أن مصر، بتفوقها في زراعة الأسنان، أصبحت اليوم منافسًا قويًا لتركيا في هذا المجال، وذلك بفضل الكوادر الطبية المتميزة والتقنيات الحديثة المستخدمة في العلاج. مشيرًا إلى أنه يجري العمل حاليًا على إطلاق حملة دعائية لتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية للعلاج المتخصص في طب الأسنان.

ولفت إلى ضرورة وجود إستراتيجية وطنية متكاملة لتطوير ملف السياحة العلاجية، تشمل دعم القطاع الخاص وتقديم تسهيلات لباقات سياحية خاصة تسهم في تسهيل نقل السائحين لإجراء العلاجات المختلفة في مصر، مطالبًا بتشكيل لجنة من وزارة السياحة والآثار لوضع خطة استراتيجية تدعم نمو هذا القطاع الهام .

وأشار دكتور حسين إلى أن السياحة العلاجية تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال جذب السائحين الراغبين في الحصول على علاجات طبية متخصصة بأسعار تنافسية وجودة عالية، مما يعكس قدرة مصر على تحقيق هدفها في الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030.