بورصة وشركات

أسعار الذهب ترتفع بدعم ضعف الدولار وتوترات أوكرانيا

alx adv

شهدت أسعار  الذهب العالمية اليوم الاثنين، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المعدن النفيس، مدعومة بضعف الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين التي تخيم على الأوضاع الجيوسياسية، خاصة فيما يتعلق بتحقيق السلام في أوكرانيا، والمخاوف المتعلقة بسياسة الرسوم الجمركية الأمريكية. هذه العوامل مجتمعة عززت الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المضطربة.

 

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.3%، لتصل إلى 2866.76 دولارًا للأونصة، بينما قفزت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.1%، مسجلة 2880.50 دولارًا للأونصة. هذا الارتفاع جاء بالتزامن مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4%، مبتعدًا عن أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين، والذي سجله خلال الجلسة السابقة. ضعف الدولار جعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما عزز الطلب عليه.

 

ضعف الدولار الأمريكي تراجع مؤشر الدولار أثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، حيث أصبح المعدن النفيس أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب. وفقًا لوكالة “رويترز”، فإن ضعف العملة الأمريكية يقلل من تكلفة شراء الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب عليه.

 

التوترات الجيوسياسية زادت حالة عدم اليقين في الأسواق المالية بعد انتهاء الاجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي بمواجهة حادة. هذه التطورات أثارت مخاوف المستثمرين من تفاقم الأوضاع في أوكرانيا، مما دفعهم إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن.

أضافت التصريحات الأخيرة لوزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، يوم الأحد، مزيدًا من الضبابية على المشهد الاقتصادي. حيث أعلن أن الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، لكن دون تحديد ما إذا كانت ستصل إلى المستوى المخطط له البالغ 25%. كما أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية بدءًا من يوم الثلاثاء، مما يعني مضاعفة الرسوم التي تم فرضها سابقًا. هذه الإجراءات زادت من مخاوف المستثمرين من تأثيرها السلبي على التجارة العالمية والنمو الاقتصادي. أظهرت بيانات صدرت يوم الجمعة تراجعًا غير متوقع في إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن ارتفاع معدلات التضخم قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة لفترة أطول، مما قد يدعم أسعار الذهب على المدى المتوسط.

 

لم يقتصر الأداء الإيجابي على الذهب فقط، بل شهدت أسواق المعادن النفيسة الأخرى تباينًا في الأداء:

البلاتين، تراجع بنسبة 0.2% في التعاملات الفورية، ليصل إلى 945.45 دولارًا للأونصة.

البلاديوم، ارتفع بنسبة 1%، مسجلًا 928.54 دولارًا للأونصة.

الفضة، زادت بنسبة 0.5% في التعاملات الفورية، لتصل إلى 31.30 دولارًا للأونصة.

 

مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، سواء بسبب التوترات الجيوسياسية أو السياسات التجارية الأمريكية، من المتوقع أن يظل الذهب جاذبًا للمستثمرين كملاذ آمن. كما أن ضعف الدولار الأمريكي قد يستمر في دعم أسعار الذهب، خاصة إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في إظهار علامات تباطؤ.

 

من ناحية أخرى، فإن أي تطورات إيجابية في المفاوضات التجارية أو تحسن في الأوضاع الجيوسياسية قد تؤدي إلى تراجع الطلب على الذهب. ومع ذلك، يبدو أن الظروف الحالية تشير إلى أن المعدن النفيس سيحافظ على قوته في الفترة القادمة، خاصة في ظل المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع التضخم.

 

ارتفاع أسعار الذهب اليوم يعكس حالة القلق التي تسيطر على الأسواق العالمية، حيث يلجأ المستثمرون إلى المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية. مع استمرار الضبابية المحيطة بالسياسات التجارية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية، يبدو أن الذهب سيظل الخيار المفضل للمستثمرين في الفترة القادمة.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار