
التحول الرقمي في الزراعة.. استدامة إنتاجية لتحقيق الأمن الغذائي
يوسف أحمد خلف رئيس مجلس إدارة شركة لايف شيلد لحلول المياه:
استخدام التكنولوجيا المتقدمة أمر ضروري لتحقيق استدامة زراعية فعالة.
تقنيات الاستشعار عن بعد تسمح للمزارعين برصد حالة المحاصيل واكتشاف أي خلل.
يمكن استخدام صور الأقمار الصناعية لمراقبة صحة النباتات وتحسين جودة المحاصيل.
قال الدكتور يوسف أحمد خلف، رئيس مجلس إدارة شركة لايف شيلد لحلول المياه، إنه في ظل التحديات الزراعية المتزايدة، أصبح استخدام التكنولوجيا المتقدمة أمرًا ضروريًا لتحقيق استدامة زراعية فعالة ، حيث تلعب نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وتقنيات الاستشعار عن بعد دورًا مهمًا في استصلاح الأراضي الزراعية، ومراقبة الإنتاج ، ورصد التغيرات التي قد تؤثر على المحاصيل.
وأضاف يوسف أحمد خلف، خلال حواره مع “عالم المال”، أن استخدام التكنولوجيا يُسهم بشكل كبير في تحسين الإنتاجية، وإدارة الموارد بكفاءة، وتطوير ممارسات الزراعة المستدامة، كما تُستخدم البيانات لتحليل نمو المحاصيل وتحديد أي مشكلات في مراحلها المبكرة، مما يُحسّن فرص التدخل السريع.
وإلى نص الحوار..
في البداية هل يمكن أن تشرح لنا كيف تسهم هذه التقنيات في مراقبة الإنتاج الزراعي؟
في الوقت الحالي، لم يعد استصلاح الأراضي الزراعية يقتصر فقط على تحليل التربة وتوفير المياه، بل أصبح من الضروري مراقبة الإنتاج الزراعي بشكل دقيق، وهنا يأتي دور الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، تسمح هذه التقنيات للمزارعين والمستثمرين برصد حالة المحاصيل، وتقييم الإنتاج في كل منطقة، واكتشاف أي خلل أو نقص في الإنتاج الزراعي في وقت مبكر، مما يمكنهم من اتخاذ التدابير اللازمة بسرعة.
ما دور نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في مراقبة الإنتاج الزراعي؟
يمكن استخدام صور الأقمار الصناعية والبيانات الطيفية لمراقبة صحة النباتات وتحديد المناطق التي تعاني من نقص في الإنتاج بسبب الأمراض أو نقص المغذيات، حيث تساعد هذه المعلومات في اتخاذ قرارات مبكرة لتحسين جودة المحاصيل وتقليل الخسائر الزراعية.
ويتم اكتشاف المناطق التي حدث فيها خلل في الإنتاج، وذلك من خلال تحليل الصور الجوية وبيانات الاستشعار عن بعد، ويمكن إنشاء خرائط توضح المناطق التي تعاني من انخفاض الإنتاج الزراعي مقارنة بالمواسم السابقة، مما يتيح للمزارعين التدخل السريع، سواء من خلال تحسين الري، أو تعديل استراتيجيات التسميد، أو مكافحة الآفات الزراعية.
ويمكن إنتاج خرائط تحليلية لمراقبة الإنتاج الزراعي، حيث يتم إنشاء خرائط رقمية توضح توزيع الإنتاج الزراعي، مما يساعد في التعرف على المناطق ذات الأداء العالي والمنخفض، هذه الخرائط تُستخدم لتحديد أسباب انخفاض الإنتاج، مثل الجفاف، الملوحة الزائدة، أو سوء الإدارة الزراعية.
كما يمكن التنبؤ بالإنتاج المستقبلي وتحسين التخطيط الزراعي من خلال تحليل البيانات التاريخية، لتوقع إنتاج المحاصيل للمواسم القادمة، مما يساعد في تحسين التخطيط الزراعي وتجنب الفائض أو النقص في المحاصيل. يمكن للمستثمرين والمزارعين استخدام هذه التنبؤات لاتخاذ قرارات اقتصادية أفضل.
هل هناك أمثلة لمشاريع استخدمت هذه التقنيات بنجاح في مراقبة الإنتاج الزراعي؟
بالطبع، هناك العديد من المشاريع التي اعتمدت على نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد لمراقبة الإنتاج وتحسينه، مثل مشروع مراقبة المحاصيل في وادي النيل بمصر، حيث تم استخدام الاستشعار عن بعد لرصد صحة المحاصيل في مختلف المناطق الزراعية، وساعدت الخرائط التفاعلية في توجيه الدعم الفني للمزارعين في المناطق التي تعاني من انخفاض الإنتاج.
مشروع الرقابة الزراعية في السعودية، استخدم صور الأقمار الصناعية لرصد إنتاج المزارع الكبيرة وتحديد المناطق التي تعاني من مشاكل في النمو النباتي، وتم تنفيذ استراتيجيات لتحسين الري والتسميد بناءً على البيانات المجمعة.
تجربة الاتحاد الأوروبي في الزراعة الدقيقة، حيث تم دمج نظم المعلومات الجغرافية مع الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات دقيقة للمزارعين حول تحسين الإنتاج. استخدمت الطائرات بدون طيار لمراقبة صحة المحاصيل وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخل فوري.
هل هناك تحديات تواجه تطبيق نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في مراقبة الإنتاج الزراعي؟
نعم، هناك بعض التحديات، ولكن يمكن التغلب عليها بالحلول المناسبة، ومن أهم هذه التحديات التكلفة المرتفعة، فبعض المزارعين يرون أن تقنيات الاستشعار عن بعد مكلفة، لكن مع التطور التكنولوجي، أصبحت هذه الأدوات أكثر توفرًا وأقل تكلفة، كذلك الحاجة إلى التدريب، إذ يتطلب استخدام هذه التقنيات تدريبًا خاصًا، لذلك يجب توفير ورش عمل للمزارعين لتعليمهم كيفية استخدامها بفعالية.
وفي بعض المناطق، قد يكون من الصعب الحصول على بيانات دقيقة، ولكن يمكن التغلب على ذلك من خلال تطوير بنية تحتية رقمية مناسبة.
ما رسالتك للمزارعين والمستثمرين المهتمين باستخدام هذه التقنيات؟
أنصح المزارعين والمستثمرين بتبني التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، لأن نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد تتيح لهم رؤية أوسع ودقيقة حول حالة الإنتاج الزراعي، هذه الأدوات ليست مجرد رفاهية، بل أصبحت ضرورة لضمان استدامة الزراعة وزيادة الإنتاج بكفاءة أعلى، من خلال استخدامها، يمكن تحقيق أقصى استفادة من الموارد الزراعية وتحقيق أرباح مستدامة.