بورصة وشركات

الذهب يتراجع بعد تصريحات ترامب الإيجابية حول باول والصين

alx adv

انخفضت أسعار الذهب العالمية، اليوم الأربعاء، عقب تغير في لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السياسة النقدية الأمريكية، وتعبيره عن تفاؤله بشأن مستقبل العلاقات التجارية مع الصين، وهو ما خفف من المخاوف الجيوسياسية وأضعف الإقبال على الذهب كملاذ آمن تقليدي.

وشهدت أسعار المعدن النفيس تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.9% ليصل إلى 3318.71 دولار للأونصة، كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 2.7% مسجلة 3328.10 دولار للأونصة، بعدما كانت قد سجلت في اليوم السابق مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 3500 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى يسجله المعدن الأصفر في تاريخه.

التحول المفاجئ في أسعار الذهب جاء بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب فيها عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، كما تراجع عن تهديده السابق بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، الذي كان قد واجه مؤخرًا انتقادات حادة من ترامب بسبب تمسكه بموقف متحفظ تجاه خفض أسعار الفائدة.

 

وكان ترامب قد شن خلال الأيام الماضية حملة انتقادات شديدة ضد باول، معتبراً أن إبقاء أسعار الفائدة كما هي في ظل استمرار التوترات التجارية، يمثل تهديدًا لآفاق الاقتصاد الأميركي، لكنه عاد في تصريحات الثلاثاء ليخفف من حدة تلك الانتقادات، ما ساهم في تهدئة الأسواق.

 

ويؤكد محللون أن هذه التغيرات في الموقف السياسي الأميركي كان لها تأثير مباشر على الذهب، الذي عادة ما يتلقى دعمًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. وفي هذا السياق، قال كلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة “أواندا” المالية، إن “الإشارات الإيجابية بشأن محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تراجع الرئيس ترامب عن تهديده بإقالة باول، كانت كفيلة بدفع أسعار الذهب نحو الهبوط”، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”.

 

الارتياح في لهجة ترامب انعكس كذلك على الأسواق الأمريكية، حيث شهدت الأسهم ارتفاعًا جديدًا، كما تعزز الدولار الأميركي أمام سلة العملات، ما جعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى، الأمر الذي أدى إلى تراجع الطلب عليه.

 

ويُعرف الذهب كأداة تحوط تقليدية ضد التضخم والمخاطر الاقتصادية، وقد شهد خلال الأشهر الماضية قفزات قياسية وسط تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، والحروب التجارية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين. وخلال عام 2025 وحده، سجّل الذهب 28 رقمًا قياسيًا جديدًا.

 

رغم التراجع الحالي، لا يزال عدد من المؤسسات المالية العالمية يتوقع صعودًا كبيرًا للذهب على المدى المتوسط والطويل. وذكر تقرير لبنك “جي بي مورغان” الأميركي، أن أسعار الذهب مرشحة لتجاوز حاجز 4000 دولار للأوقية خلال العام المقبل، في ظل التوقعات بمزيد من خفض الفائدة الأميركية، واحتمالات استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

 

إلى جانب الذهب، شهدت بعض المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة. فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 32.64 دولار للأونصة، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 957.90 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 931.51 دولار.

 

يعكس تراجع أسعار الذهب اليوم كيف يمكن لتغير نبرة التصريحات السياسية أن يعيد تشكيل المزاج العام للأسواق. وبينما هدأت اللهجة التصعيدية من واشنطن، وعاد الحديث عن فرص التفاهم التجاري مع الصين، تراجع الطلب على الذهب مؤقتًا، لكن النظرة العامة لا تزال تشير إلى أن التوترات الجيوسياسية، وضعف النمو العالمي، وتغيرات السياسة النقدية، ستظل داعمًا قويًا للذهب خلال الفترات المقبلة.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار