اهم الأخبارخير بلدنا

“صراع الأرقام والدواجن النافقة”.. من يدفن الحقيقة؟

alx adv

هل نفقت فعلاً 30% من الدواجن؟ بين نفي رسمي وصرخات مربين.. القصة الكاملة للجدل الذي شغل الرأي العام خلال الأيام الماضية.

ADV

تصدرت أزمة مزعومة عن “نفوق جماعي” للدواجن وأصبح حديث منصات التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات مثيرة من أحد قيادات اتحاد منتجي الدواجن، تحدث فيها عن نفوق أكثر من 30% من الطيور نتيجة تفشي فيروسات وبائية، ما فتح بابًا واسعًا للقلق بين المواطنين، وألقى بظلاله على صناعة استراتيجية تمس الأمن الغذائي لملايين المصريين.

لكن سرعان ما اشتعلت المعركة الإعلامية بين من يؤكد حدوث الكارثة، وبين المسؤولين الحكوميين الذين سارعوا إلى نفي ما وصفوه بـ”الشائعات”، مؤكدين أن الوضع تحت السيطرة، وأن الصناعة تشهد استقرارًا غير مسبوق.

في هذا التحقيق نرصد القصة من البداية: من أين بدأت، وما هي حقيقة النفوق؟ كيف تفسر الجهات الرسمية تصريحات مربين وخبراء تحدثوا عن فيروسات ضارية؟ ومن المسؤول عن حماية الثروة الداجنة في مصر؟

الزراعة: لا بلاغات عن نفوق جماعي والتحصينات متوفرة

أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن الوضع مستقر، ولا صحة لما يُثار بشأن انتشار أوبئة أو نفوق جماعي بين الدواجن.

الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، شدد على أن التحصينات متوفرة بالكامل، وأعمال الترصد الوبائي مستمرة في كافة المحافظات دون تسجيل أي حالات مريبة.

ودعت الهيئة أي مربي يواجه مشكلات إلى التواصل مباشرة مع الجهات البيطرية المختصة لتقديم الدعم الفني اللازم.

الصياد: التصريحات “مريبة” ومضللة… والدليل: انخفاض الأسعار

نائب وزير الزراعة، مصطفى الصياد، وصف الأرقام التي تحدثت عن نفوق 30% بـ”غير الدقيقة”، مؤكدًا أن الصناعة تشهد استقرارًا، بدليل تراجع أسعار الدواجن خلال الأيام الماضية، واعتبر أن ما يقال يفتقر إلى أي أساس علمي، ويضر بصغار المربين قبل غيرهم.

عبد العزيز السيد: لا أزمة… ولكن يجب مواجهة التحديات الحقيقية

من جانبه، قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، إن ما قيل عن متحور جديد أدى لنفوق الدواجن ربما يهدف لخلق أزمة مصطنعة ورفع الأسعار، ولفت إلى أن هناك تحديات حقيقية تواجه القطاع، مثل الاحتباس الحراري وضعف بنية بعض المزارع، وهي ما تحتاج إلى حلول عملية، بعيدًا عن “فزاعات إعلامية”.

 

الزيني متمسك بتصريحاته: النفوق حقيقي ونتائجه كارثية

رغم النفي الحكومي، أصر ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، على صحة تصريحاته بشأن نفوق 30% من الطيور، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كان الاتحاد تلقى بلاغات رسمية من المربين، لوقف فتح الباب لمزيد من الجدل، خاصة مع تأكيدات من داخل الاتحاد بأن النفوق لم يتجاوز 4% في أسوأ الأحوال.

وأضاف الزيني: “نحن طالبنا وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية بوضع خطة استباقية منذ خمسة أشهر، لكن لم تتم الاستجابة، والنتيجة أن فيروس موسمي ضرب المزارع مع أول موجة رياح الشهر الماضى، محذرًا من أن 70% من الكميات المتبقية تعاني من ضعف في الأوزان نتيجة التأثر بالعدوى الموسمية.

العناني: الإنتاج اليومي 4.5 مليون طائر… ولا أوبئة مسجلة

أكد محمود العناني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن ما يحدث يدخل ضمن المعدلات الطبيعية، خاصة في ظل وجود 27 ألف مزرعة متنوعة المستوى، مضيفاً أن التحصينات متوفرة بالكامل، ولا يوجد نقص بها.

وأوضح أن الإتحاد لم يصدر أي بيان بشأن نسب نفوق جماعي، وما يُتداول أرقام بلا سند رسمي، وتسيء لجهات حكومية تبذل جهدًا كبيرًا مثل وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية”.

وأضاف العناني: “الأسعار الحالية في الأسواق لا تكذب… لو كنا أمام أزمة حقيقية، لكانت الأسعار اشتعلت، لا انخفضت بهذا الشكل اللافت”.

وعن الشكاوى المتفرقة من بعض المزارع، أوضح أن ما يحدث في عدد من المزارع الصغيرة أو البدائية نتيجة تهوية سيئة أو رطوبة مرتفعة، لا يعني وجود أزمة عامة، مؤكدًا أن السوق مستقر، والعرض كافٍ، والأسعار عادلة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء.

الوزارة: الاكتفاء الذاتي مستمر والتصدير قائم

الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، شدد على أن مصر لا تعاني من أي أزمات في الدواجن، بل تصدّر الفائض إلى الأسواق العربية والدولية،مشيرا إلى أن الدولة تدعم صغار المربين، وتسعى لتحويل المزارع المفتوحة إلى مغلقة لزيادة الإنتاج والاستقرار.

سامح السيد: الأسعار لم ترتفع… إذًا لا أزمة

نفى سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، ما أثير عن انهيار في قطاع الدواجن، مؤكدًا أن السوق يشهد توازنًا تامًا، والدليل أن الأسعار بقيت مستقرة، بل وتراجعت مؤخرًا، وقال: “لو كان هناك نفوق بهذا الحجم، لرأينا الأسعار تحلّق… وهذا لم يحدث.”

خبير فيروسات: النافق يصل لـ70% في بعض القطعان!

في المقابل، فجّر الدكتور السيد الغمري، استشاري أمراض الدواجن، مفاجأة بقوله إن النفوق تخطى 30% في بعض القطعان، ووصل في بعض الحالات إلى 70%! موضحًا أن السبب يعود إلى تفشي فيروسات مثل H9 والنيوكاسل والـIB، بالتزامن مع ضعف مناعة الكتاكيت نتيجة مشاكل متراكمة في أمهات الطيور منذ أكثر من عامين.

واتفق معه أحد مربيّ الدواجن إن موسم الربيع لطالما ارتبط بارتفاع معدلات النفوق في المزارع، نتيجة انتشار الفيروسات والتقلبات المناخية الحادة، في وقت تتطلب فيه الدواجن البيضاء درجة حرارة مستقرة للبقاء.

وأوضح أن مزرعته تسجل حاليًا نسبة نفوق تقترب من 30%، مشيرًا إلى أن بعض المزارع الأخرى تواجه أوضاعًا أشد قسوة، حيث تصل النسبة إلى 60%.

تحذيرات طبية: الجمبورو والحر الشديد في مقدمة الأسباب

أكد الدكتور محمد منتسب غالب، الطبيب البيطري، أن الصيف دائمًا ما يشهد تفشي أمراض مثل النيوكاسل والأنفلونزا والجمبورو، بالإضافة إلى ظاهرة “الإجهاد الحراري” التي تؤثر على الطيور. ونصح بضرورة التهوية الجيدة والتطعيم، وتوفير بيئة نظيفة لتجنب الكوارث.

خلاصة المشهد: بين نفي رسمي وشهادات المربين… أين الحقيقة؟

رغم تطمينات الحكومة، إلا أن شهادات من داخل القطاع تكشف عن أزمة صامتة تعاني منها بعض المزارع، خاصة الصغيرة منها،  ومع غياب الشفافية في بيانات النفوق، ورفض بعض المسؤولين الإدلاء بتفاصيل موثقة، يبقى المربي هو الحلقة الأضعف، يواجه الفيروسات والتكلفة وحده.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار