
“البتلو”.. مشروع وطني بروح ريفية لدعم الثروة الحيوانية
في مواجهة تحديات الأمن الغذائي وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، أعادت الدولة المصرية إحياء مشروع طال انتظاره، المشروع القومي لإحياء البتلو، الذي بات نموذجًا ناجحًا لتكامل الجهود بين الحكومة والمواطنين.
يستهدف المشروع دعم صغار المربين وشباب الخريجين عبر تمويلات ميسرة لتربية وتسمين العجول، بما يضمن زيادة المعروض المحلي من اللحوم، ورفع معدلات الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
بتمويلات تجاوزت 9 مليارات جنيه حتى عام 2024، نجح المشروع في دعم أكثر من 44 ألف مربى، وتسمين أكثر من 510 آلاف رأس ماشية في مختلف المحافظات، وتم تنفيذ هذه المبادرة بالشراكة بين وزارة الزراعة، وجهاز تنمية المشروعات، والبنك الزراعي المصري، بفائدة متناقصة لا تتجاوز 5%.
ورغم التحديات التي واجهها المستفيدون، وعلى رأسها ارتفاع أسعار الأعلاف، تواصل الدولة تقديم الدعم الفني والتسويات المالية لتأمين استمرارية المشروع، الذي يُنظر إليه كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الريفية والأمن الغذائي في مصر.
أهداف طموحة… بين الاكتفاء الذاتي ودعم صغار المربين
يرتكز المشروع القومي لإحياء البتلو على عدة أهداف رئيسية، أبرزها:
زيادة المعروض من اللحوم الحمراء في السوق المحلي.
تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
دعم صغار المربين ورفع مستوى معيشتهم.
توفير فرص عمل في المناطق الريفية.
تقليل معدلات الذبح المبكر للعجول الصغيرة قبل بلوغها الوزن الاقتصادي.
9 مليارات جنيه تمويلات.. من يستفيد؟
منذ انطلاقه، تجاوز حجم التمويلات المقدمة للمشروع 9 مليارات جنيه حتى عام 2024.
استفاد من هذه التمويلات أكثر من 44 ألف مربى من صغار المربين وشباب الخريجين، وتم من خلالها تربية وتسمين أكثر من 510 آلاف رأس ماشية في مختلف أنحاء الجمهورية.
من الحظيرة إلى السوق.. كيف يعمل المشروع؟
ينفذ المشروع من خلال شراكة ثلاثية تضم:
وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي
جهاز تنمية المشروعات
البنك الزراعي المصري
وذلك في إطار مبادرة البنك المركزي المصري لتمويل مشروعات الإنتاج الحيواني بفائدة متناقصة تبلغ 5%.
قروض ميسرة وشروط مرنة.. هذه خطواتك للانضمام
شروط التمويل من البنك الزراعي المصري:
تمويل يصل إلى 400 ألف جنيه للفرد، و2 مليون جنيه للجمعيات والشركات.
تمويل حتى 75% من قيمة شراء الرؤوس.
تمويل إضافي لتكاليف الأعلاف واللقاحات.
فترة سماح حتى 6 أشهر، وسداد بأقساط مرنة.
وثيقة تأمين على الرؤوس طوال فترة القرض.
إعفاء من المصروفات الإدارية.
المستندات المطلوبة:
صورة بطاقة الرقم القومي سارية للمستفيد والضامن.
مستند ملكية أو إيجار الحظيرة.
شهادة المؤهل الدراسي (لشباب الخريجين).
تقرير معاينة من وزارة الزراعة، البنك، والهيئة البيطرية.
نتائج ملموسة.. والأرقام تتحدث
حقق المشروع نتائج إيجابية ملموسة، من أبرزها:
ارتفاع نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء إلى 62% في 2021، مقابل 50% في 2019.
توفير كميات إضافية من اللحوم، ما ساهم في استقرار الأسعار.
تحسين جودة اللحوم المنتجة محليًا.
تعزيز دخل المربين، خاصة في الريف.
تحديات على الطريق.. ومبادرات للحل
رغم نجاح المشروع، واجه بعض التحديات، خاصة:
ارتفاع أسعار الأعلاف.
تعثر بعض المستفيدين في سداد القروض.
استجابة الدولة:
اجتماعات دورية بين ممثلي المربين والبنك الزراعي لمراجعة آليات السداد.
مبادرات لتسوية الديون المتعثرة، استفاد منها أكثر من 330 ألف فلاح بإجمالي مديونية 8 مليارات جنيه.
دعم فني وتدريب مستمر لصغار المربين.
شراكة ثلاثية تدفع بالمشروع إلى الأمام
نجح المشروع بفضل تكامل الأدوار بين:
وزارة الزراعة: توفر الدعم الفني والإشراف.
البنك الزراعي: يقدم التمويل بشروط ميسّرة.
جهاز تنمية المشروعات: يدير ملفات المتابعة والتأهيل.
“البتلو” مشروع وطني بروح ريفية
يُعد المشروع القومي لإحياء البتلو أحد أنجح تجارب الدولة في الاستثمار بالثروة الحيوانية، ومثالًا حيًا على إمكانية تحقيق التنمية الريفية عبر دعم المبادرات الإنتاجية.
ومع استمرار التمويل، وتوسيع الشمول المالي، ورفع الوعي لدى المربين، تمضي مصر بثبات نحو تحقيق أمن غذائي حقيقي ومستدام.