حريق سنترال رمسيس يصيب الخدمات الرقمية بالشلل.. القصة كاملة
حريق سنترال رمسيس، تصدرت هذه العبارة محركات البحث المختلفة في مصر، خلال الساعات القليلة الماضية، على أثر النيران الهائلة التي اندلعت في أعرق وأهم سنترالات الجمهورية.
حريق سنترال رمسيس
ومع انتصاف نهار اليوم الإثنين، 7 يوليو، فوجئ المارة بميدان رمسيس بأدخنة كثيفة تخرج من مبنى سنترال رمسيس قرب الميدان، لتتوقف الحياة في محيط هذا المبنى الضخم، وتهرع سيارات الحماية المدنية والإسعاف واحدة تلو الأخرى، لتحاصر المبنى سعيًا لمكافحة النيران، وإنقاذ المصابين.
حريق سنترال رمسيس أصاب العديد من الخدمات الإلكترونية بالشلل، بداية من خدمات الاتصالات والإنترنت، قبل أن يمتد تأثيره إلى الخدمات المالية ـ السحب والإيداع ـ بحسابات البنوك والمحافظ الإلكترونية.
ما أسباب حريق سنترال رمسيس؟
وبحسب المعاينة الأولية، التي أجرتها الجهات المختصة، فإن الحريق شبّ في الطابق السابع من المبنى، نتيجة ماس كهربائي في غرفة تحتوي على مكاتب إدارية، ومعدات فنية حساسة.
وسرعان ما انتشر الدخان الكثيف في الطوابق العليا، ما دفع العاملين إلى مغادرة المكاتب في حالة ذعر، بينما سارعت الأجهزة المعنية لإخلاء المبنى بالكامل كإجراء احترازي.
ودفعت الحماية المدنية بأكثر من 10 سيارات إطفاء، بالإضافة إلى سلمين هيدروليكيين، وفِرق إنقاذ مدربة، تعاملت بكفاءة عالية للسيطرة على الحريق.
وتمكنت قوات الإطفاء من إخماد النيران بعد عدة ساعات من العمل المتواصل، فيما بدأت فورًا عمليات التبريد لمنع اشتعال النيران مجددًا في المعدات المتضررة.
14 مصابًا
وبينما تمكنت الحماية المدنية من محاصرة الحريق ومنع امتداده إلى المباني المجاورة، كشف بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة أن الحادث أسفر عن إصابة 14 شخصًا باختناقات نتيجة استنشاق الدخان.
وجرى نقل المصابين إلى مستشفى القبطي القريب لتلقي العلاج، فيما أكدت الوزارة أن معظم الحالات مستقرة، دون تسجيل أي وفيات حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
وعلى الصعيد التقني، ألحق الحريق أضرارًا مباشرة بمعدات الاتصالات والربط الداخلي، وهو ما تسبب في تعطيل واسع لخدمات الإنترنت الأرضي والمحمول في العديد من مناطق القاهرة الكبرى والجيزة. كما طال تأثير الحريق خدمات الهاتف الأرضي وخطوط الدعم الفني، إضافة إلى أنظمة الدفع الإلكتروني وخدمات فوري، الأمر الذي أثر على معاملات مالية حيوية للمواطنين والشركات، فضلاً عن شلل مؤقت في أنظمة حجز تذاكر القطارات التابعة لهيئة السكك الحديدية، ومراكز خدمة العملاء الحكومية.
ولم يقتصر التأثير على المؤسسات المالية والاتصالية فحسب، بل أعلنت وزارة الصحة عن توقف جزئي في خط الطوارئ 123 الخاص بالإسعاف، ما دفعها إلى نشر أرقام بديلة للتواصل العاجل مع المواطنين، شملت: 122، 01270055785، 01279541644، 01157374108، و01124490657، ريثما تتم إعادة الخدمة الأساسية إلى طبيعتها.
من جهتها، أوضحت محافظة القاهرة في بيان رسمي أن الجهات الفنية قامت على الفور بفصل التيار الكهربائي والغاز عن المبنى كإجراء احترازي إضافي، إلى حين التأكد من سلامة المعدات والتوصيلات. وأكد البيان أن فرقًا من المعمل الجنائي والنيابة العامة تواصل أعمالها في معاينة الموقع، وجمع الأدلة والتحقيق في ملابسات الحادث للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.
بيان تنظيم الاتصالات.. يتعهد بالتعويض
أما جهاز تنظيم الاتصالات المصري، فقد أعلن في بيان لاحق أنه جارٍ تقييم حجم الخسائر الفنية والفعلية التي لحقت بالبنية التحتية للمبنى، مع العمل على تعويض المتضررين من المستخدمين والمؤسسات المتأثرة بالخدمة، كما تم التنسيق مع شركات المحمول، ومزودي الخدمة لتوفير بدائل مؤقتة لحين استعادة الشبكات.
وتجدر الإشارة إلى أن مبنى سنترال رمسيس يُعد واحدًا من أقدم وأهم مراكز الاتصالات في العاصمة، ويخدم آلاف المستخدمين من المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة، ما ضاعف من حجم التأثير الذي خلفه الحريق.
