اهم الأخبارسيارات

تحول في موازين صناعة السيارات.. صعود الصين وتراجع الكبار

alx adv

تشهد خارطة صناعة السيارات العالمية تغير ملحوظ ، مع صعود الشركات الصينية بقوة في الأسواق الأوروبية، في مقابل تراجع ملحوظ في أداء شركات أوروبية عملاقة مثل تسلا ورينو،  ويأتي هذا التحول في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، ويبحث فيه المستهلكون عن طرازات ذات جودة عالية وسعر تنافسي، وهو ما يبدو أن صناع السيارات الصينيين باتوا يلبونه بكفاءة متزايدة.

 

ففي الوقت الذي كانت فيه الأسواق الأوروبية تُعد لسنوات طويلة حكرًا على علامات أوروبية تقليدية مثل فولكس فاغن ورينو وبي إم دبليو،  نجحت علامات صينية مثل بي واي دى، وإم جى ، وجيلي في اقتحام السوق الأوروبية ، مدفوعة بجودة المنتج، والتحول السريع نحو المركبات الكهربائية، والدعم الحكومي الصيني الموجه للابتكار والتوسع في هذا القطاع.

 

ما يميز الشركات الصينية حاليًا ليس فقط قدرتها على تقليد التصاميم الغربية، كما كان يُشاع في السابق، بل امتلاكها لتكنولوجيا تصنيع متطورة، ومراكز أبحاث قوية، وشراكات استراتيجية مع شركات عالمية. وقد انعكس هذا التطور في الطرازات التي دخلت السوق الأوروبية، حيث تقدم الصين حاليًا سيارات كهربائية بمواصفات عالية وبأسعار تقل كثيرًا عن نظيراتها الأوروبية أو الأميركية.

 

فمثلًا، تقدم شركة بي واي دي سيارة دولفين الكهربائية في السوق الأوروبية بسعر يبدأ من أقل من 30 ألف يورو، وهي سيارة مزودة ببطاريات قوية وتقنيات ذكية وشحن سريع، في حين أن طرازات مماثلة من علامات أوروبية تفوق هذا السعر بنحو 20 إلى 30%.

 

رغم أن شركة تسلا الأميركية كانت من أوائل الشركات التي أحدثت ثورة في سوق السيارات الكهربائية، إلا أن وتيرة توسعها أصبحت بطيئة مقارنة بالزحف الصيني، خصوصًا في السوق الأوروبية. وقد شهدت مبيعات “تسلا” تراجعًا ملحوظًا في بعض الدول الأوروبية، حيث بدأت السيارات الصينية تحصد مزيدًا من الحصص السوقية.

 

ويرى محللون أن ضعف تسلا في السوق الأوروبية لا يعود فقط إلى المنافسة السعرية، بل أيضًا إلى انخفاض مستوى الابتكار في السنوات الأخيرة، وغياب تنويع الطرازات بشكل يتناسب مع أذواق السوق الأوروبية التي تميل إلى السيارات الصغيرة والعملية، في حين تركز تسلا على الطرازات الأكبر حجمًا.

 

من جهة أخرى، لم تكن شركة رينو الفرنسية في منأى عن هذا التحول. فالشركة التي لطالما تصدرت مبيعات السيارات الصغيرة داخل أوروبا، تواجه الآن تراجعًا حادًا في المبيعات، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية، حيث فشلت بعض طرازاتها مثل زوي في مجاراة التطورات السريعة في التصميم والمدى الكهربائي للسيارات الصينية.

 

وتكمن المشكلة في أن رينو تأخرت كثيرًا في تحديث استراتيجيتها نحو السيارات الكهربائية، كما أنها واجهت تحديات في سلسلة الإمدادات، وارتفاع التكاليف الإنتاجية مقارنةً بمنافسيها الآسيويين.

 

 

كما بدأت بعض الدول الأوروبية – مثل فرنسا وألمانيا – في مراجعة برامج الحوافز المالية لشراء السيارات الكهربائية، في محاولة لتقنين وصول الطرازات الصينية الرخيصة، وحماية صناعة السيارات المحلية.

 

من الواضح أن مشهد صناعة السيارات لم يعد مقتصرًا على القوى التقليدية. فالصين لم تعد مجرد مصنع العالم، بل تحولت إلى مُصمم ومبتكر العالم في مجال التنقل الكهربائي. وفي المقابل، تجد الشركات الغربية نفسها مضطرة لإعادة النظر في نماذجها الصناعية، وسلاسل توريدها، وخططها الإنتاجية، إذا ما أرادت البقاء في صدارة السوق العالمية.

 

السنوات المقبلة ستشهد بالتأكيد مزيدًا من التغيرات، لكن الثابت أن الحضور الصيني في سوق السيارات، وبالأخص الكهربائية، لم يعد استثناءً، بل بات قاعدة جديدة للعبة السوق العالمية.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار