اهم الأخبارخير بلدنا

الفراولة من ذهب إلى عبء ثقيل.. وخسارة الفدان تصل لـ600 ألف جنيه

وأزمات مرتقبة في العمالة والتسويق

alx adv

في ظل تصاعد مؤشرات القلق داخل قطاع زراعة الفراولة، وجّه المهندس محمد الجوهري، استشاري زراعة الفراولة وعضو المجلس النوعي للفراولة، تحذيرًا شديد اللهجة للمزارعين بشأن التوسع غير المدروس في الموسم الجديد، مشيرًا إلى مخاطر محتملة تهدد جدوى الزراعة وتسويق المحصول في عدد من المحافظات الرئيسية.

 

ويشير الجوهري إلى أن التضاعف غير المحسوب في المساحات المزروعة، خاصة في محافظتي البحيرة والقليوبية، يهدد بتفاقم أزمات التسويق ونقص العمالة، ما ينذر بموسم قد يحمل في طياته خسائر فادحة لمن لا يحسبون خطواتهم جيدًا.

نصيحة بالتوقف وإعادة التقييم

 

بوضوح لا يخلو من القلق، قال الجوهري: “هذا العام، أشعر بقلق واضح، ولم أزِد قيراطًا واحدًا في زراعتي، وهو ما أنصح به كل من يشعر بالارتباك تجاه الموسم الحالي؛ الوقوف وتقييم الوضع أفضل من المجازفة، كما هذا التوجه يعكس قناعة مبنية على خبرة طويلة، مفادها أن التريث أحيانًا يكون هو الخيار الأكثر حكمة، خصوصًا حين تختل معادلات العرض والطلب”.

منافذ البيع أولًا.. وإلا فالنتيجة معروفة

وحذر الجوهري من التسرع في الزراعة دون تأمين منفذ بيع واضح للمحصول، مثل التعاقد مع مصانع أو إبرام اتفاقيات توريد، مؤكدًا أن غياب هذا الضمان قد يؤدي إلى نتائج كارثية، بقوله: “الزراعة دون تأمين منفذ بيع واضح قد تنتهي بخسائر فادحة”، حيث في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة، لا يبدو منطق المجازفة مقبولًا، خاصة إذا كان المزارع يعتمد على آمال عامة في البيع، دون تخطيط حقيقي لسوق التصريف.

التصدير ليس مضمونًا.. الجودة والمبيدات تحت الرقابة

 

وشدد الجوهري على أن التعامل مع محصول الفراولة بات يتطلب أعلى درجات الاحتراف، سواء في إدارة الجودة أو استخدام المبيدات، بما يتوافق مع مواصفات التصدير الدقيقة.

وأشار إلى أن الأسواق الخارجية باتت تعتمد أنظمة فحص صارمة، لا تسمح بأي هامش للخطأ، محذرًا من أن التهاون أو الاعتماد على طرق تقليدية قد يؤدي إلى استبعاد الشحنات بالكامل من دخول تلك الأسواق.

لا تزرع بالدين.. خسارة الفدان قد تتجاوز 600 ألف جنيه

ومن أبرز التحذيرات التي أطلقها الجوهري كانت بشأن التمويل، إذ وصف الزراعة بالاقتراض بأنها مغامرة غير مأمونة العواقب، قائلاً: “القاعدة الذهبية أن تزرع فقط بقدر ما تستطيع تمويله، لأن خسارة الفدان الواحد قد تتجاوز 600 ألف جنيها، ودق ناقوس الخطر أمام مزارعين  الذين قد ينجرفون خلف موسم يبدو واعدًا على السطح، لكنه يحمل في عمقه الكثير من التحديات المكلفة.

سوق الفريش محدود.. والمصانع قد تكون الملاذ

 

وعن فرص تصريف الإنتاج، أوضح الجوهري أن سوق تصدير الفراولة الطازجة “الفريش” يظل محدودًا للغاية، مما يجعل الرهان على التبكير وحده غير كافٍ لضمان الربح.

وأضاف أن توقعات زيادة الإنتاج هذا الموسم قد تؤدي إلى فائض يصعب تسويقه بالطرق التقليدية، ما يجعل التعاقد مع المصانع أو إعداد خطط للتوريد المحلي هو الخيار الأرجح لتجنب الوقوع في فخ الخسارة.

في ختام تصريحاته، دعا الجوهري المزارعين إلى دراسة قرار دخول موسم الفراولة بعناية شديدة، قائلًا: “الحياة قرار.. ومن لا يملك الخبرة أو القدرة على المتابعة اليومية، فالأفضل له أن يتجنب خوض هذا الموسم.”

 

تتراوح مساحة زراعة الفراولة في مصر بين 22,400 و25,000 فدان، مع إسهام محافظة البحيرة بنحو 50% إلى 60% من هذا الإنتاج، خاصة في مراكز كوم حمادة وبدر والنوبارية.

يُقدّر محصول الفدان الواحد بحوالي 18 طنًا سنويًا، مما يرفع الإنتاج الإجمالي إلى نحو 646,000 طن.

تصدير متقدم.. والقيمة تتعاظم

 

احتلت مصر المرتبة الرابعة عالميًا في إنتاج الفراولة، بينما بقيت في الصدارة عالمياً كأكبر مصدر للفراولة المجمدة.

فقط في الربع الأول من عام 2025، بلغت قيمة صادرات الفراولة نحو 74.4 مليون دولار، بزيادة قدرها 9 ملايين مقارنة بنفس الفترة في 2024.

أسواق جديدة وفرص متزايدة

 

توسعت مصر في أسواق جديدة، حيث بدأت تصدير شتلات الفراولة إلى البرازيل وسجلت رقمًا قياسيًا في ماليزيا، إلى جانب تعزيز صادراتها لأسواق مثل كازاخستان.

التحديات المناخية واللوجستية

 

موسم زراعة 2024–2025 يُعد محط اختبار حقيقي؛ لما تشهده الصناعة من ضغوط اقتصادية وتغيرات مناخية أثّرت على جودة الإنتاج والتكلفة.

الطلب لم يضعف، ولكن الأسعار لم ترتفع بما يكفي لمواجهة ارتفاع التكلفة، لا سيما خلال موسم الفريش الذي يمتد من نوفمبر إلى أوائل مارس، قبل أن يشهد انخفاضًا بعد أعياد الميلاد في الأسواق الأوروبية.

 

المشهد الواسع

“ترتكز زراعة الفراولة في مصر على مساحة تتراوح بين 22 و25 ألف فدان، تُنتج نحو 646 ألف طن، وتشكل محافظة البحيرة نصف إنتاج البلاد.”

“في الربع الأول من 2025، حققت صادرات الفراولة ارتفاعًا ملحوظًا إلى 74.4 مليون دولار، مع توسع نحو البرازيل وكازاخستان، ما يعكس فرصًا تصاعدية رغم ضغوطات التكلفة.”

تحديات الموسم الحالي

“وسط ارتفاع تكاليف الزراعة واضطرابات المناخ، يواجه المزارعون موسمًا اختباريًا حقيقيًا، فقد تكون الأسعار غير كافية لتعويض التكاليف، خاصة بعد انتهاء موسم الطلب القوي على الفريش.”

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار