
أسعار الذهب تواصل قفزاتها القياسية والسوق ترفع الراية البيضاء
سجلت أسعار الذهب قفزة جنونية خلال الأسبوعين الماضيين، ووصل سعر الجرام عيار 21 إلى 4900 جنيه، متأثرًا بالارتفاعات القياسية التي شهدتها السوق العالمية، حيث وصلت الأوقية إلى مستوى 3658 دولارًا، وذلك للمرة الأولى في تاريخها.
وعلى الرغم هذه القفزات، فإن التحسن النسبي في سعر صرف الجنيه أمام الدولار الأمريكي والذي هبط إلى أقل من 48.3 جنيه في البنك المركزي، أسهم في تخفيف جزء من الضغوط.
ويرى هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية، أن حركة الأسواق المحلية مرتبطة بشكل وثيق بالأسعار العالمية للذهب، وأن كل دولار إضافي في سعر الأوقية ينعكس مباشرة على حركة السوق في مصر.
وقال: “نحن أمام واقع جديد تمامًا، فالأسعار لم يسبق لها مثيل، وهذا انعكس على قرارات المستهلكين، الذين توقفوا تقريبًا عن الشراء في الوقت الحالي”.
وأوضح أن الذهب يظل الملاذ الآمن الأول، ليس فقط في مصر، بل وفي العالم كله، لأنه يتحرك دائمًا عكس الأزمات، ويربح قيمته مع مرور الوقت، وبالتالي فإن من يفكر في الاستثمار طويل الأجل لا يزال الذهب خياره الأمثل.
كما توقع هاني ميلاد أن يصل سعر الجرام من الذهب عيار 21 إلى 5 آلاف جنيه قبل نهاية العام الحالي، إذا استمرت الأسعار العالمية في مسارها الحالي.
وأضاف: “لا أتوقع أن يكون هناك هبوط كبير أو تصحيح حاد، لأن العوامل الدافعة للصعود ما زالت قائمة، من توترات جيوسياسية عالمية وإقليمية، وتذبذب في أسواق المال، وقرارات غير واضحة من البنوك المركزية الكبرى، لذا فالترقب سيظل سيد الموقف في السوق المحلية خلال الشهور المقبلة”.
بدوره وصف نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب الأسبق بغرفة القاهرة التجارية، الوضع الراهن بأنه “غير معتاد”، مشيرًا إلى أن حركة البيع تطغى على السوق، بينما تراجعت معدلات الشراء إلى مستويات متدنية للغاية.
وقال: “المستهلك المصري يعاني من ضعف شديد في السيولة، وهو ما انعكس بوضوح على حجم المبيعات، رغم أن الفائدة تم تخفيضها، لكن هذا لم ينعكس بزيادة الطلب، لأن المواطن يوجه دخله أساسًا لتلبية احتياجات أساسية أخرى”.
وأضاف نجيب أن هناك شريحة من المتعاملين اتجهت إلى البيع بهدف جني الأرباح بعد وصول الأسعار إلى مستويات تاريخية، وهو ما ساعد على زيادة المعروض في السوق، لكنه لفت إلى أن الغالبية ما زالت متحفظة، في انتظار ما إذا كان الذهب سيواصل الصعود أم يدخل في موجة تصحيح.