اهم الأخبارخير بلدنا

أزمة الأسمدة تهدد الموسم الزراعي.. هل يدفع الفلاح الثمن؟

alx adv

لم تعد أزمة الأسمدة النيتروجينية مجرد ملف زراعي عابر، بل تحولت إلى معاناة يومية للفلاح المصري الذي يترقب موعد إضافة السماد لأرضه، فإذا فاته التوقيت المناسب ضاعت جهوده وأُهدرت نفقاته على الزراعة، وفي ظل نقص المعروض بالسوق وتراجع الإنتاج في المصانع، ارتفعت أصوات الغضب لتكشف عن سر خطير يقف وراء هذه الأزمة، وهو انقطاع الكهرباء عن مصانع إنتاج الأسمدة، مما يهدد مستقبل المحاصيل ويضع المزارعين في مواجهة مباشرة مع “خراب البيوت”.

أهمية النيتروجين في الزراعة

 

أكد الدكتور نادر نور الدين أستاذ المياه والأرض بجامعة القاهرة، أن الأسمدة النيتروجينية لا غنى عنها في تكوين المحاصيل الزراعية، إذ يجب إضافتها في توقيتات دقيقة، فإذا تأخر الفلاح عن إدخالها للتربة أصبحت بلا قيمة، وشدد على أن توفير هذه الأسمدة في مواعيدها يعد مسألة بالغة الأهمية لضمان الإنتاج، مشيرًا إلى أن النبات إذا لم يحصل على النيتروجين وقت الحاجة لا يجدي إضافته بعد ذلك.

غياب الكيماوي ومعاناة الفلاح

 

وكشف “نور الدين” في تصريحات صحفية، أن سر الأزمة يعود إلى توقف مصانع إنتاج الأسمدة النيتروجينية نتيجة فصل الكهرباء عنها، نظرًا لأن الصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة وتعتمد على الشرارة الكهربائية في عملية التصنيع، وهو ما أدى إلى نقص الكميات المتاحة للفلاحين في السوق، قائلاً إن غياب الكيماوي عن المزارع وقت الاحتياج يساوي “خراب بيوت”، لأنه لا بديل له، وبدونه يتراجع المحصول بشكل حاد أو لا يتكون من الأساس.

بين الأسمدة العضوية والكيماوية

 

أوضح الخبير الزراعي أن الفلاح المصري أدرك بالفطرة أهمية النيتروجين، فكان يلجأ قديمًا لإضافة الأسمدة العضوية الناتجة عن مخلفات المواشي والطيور قبل الزراعة، ورغم احتوائها على نسب من النيتروجين، فإن مشكلتها تكمن في بطء تحللها وضعف تركيزها، على عكس الأسمدة الكيماوية التي تتميز بتركيزها العالي وسرعة ذوبانها وامتصاص النبات لها فورًا.

مصير المحاصيل أمام نقص السماد

 

وحذر نور الدين من خطورة غياب الأسمدة في مراحل تكوين المحصول، موضحًا أن البطاطس على سبيل المثال تحتاج النيتروجين عند بدء انقسام الخلايا، وكذلك حبوب القمح والفول والذرة، فإذا لم تتوافر الأسمدة في هذا التوقيت الحاسم جاءت البطاطس صغيرة الحجم قليلة الخلايا، وسنابل القمح فارغة أو ضعيفة، وكيزان الذرة وقرون الفول خالية من الحبوب.

الفلاح يزرع ليطعم الجميع

 

وختم نور الدين بالتأكيد على أن الفلاح لا يستهلك السماد لنفسه ولا يطعمه لأولاده، بل يضعه في أرضه ليضمن إنتاجًا يكفي قوت الناس جميعًا، مطالبًا بضرورة تقدير هذه الحقيقة، وقال: “الفلاح لا يمكنه الانتظار حتى توفر الدولة الكيماوي، لأن الأمر بالنسبة له ليس رفاهية، بل يتعلق بمستقبل محصوله ورزق بيته، ولا يفتل كحك بعد العيد”.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار