تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم موسم الحصاد الزراعي بمشروع “مستقبل مصر” بالصحراء الغربية.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن مشروع “مستقبل مصر” يقع في نطاق المشروع القومي العملاق “الدلتا الجديدة” لزراعة مليون فدان على امتداد محور روض الفرج/ الضبعة الجديد، وذلك بالقرب من مطاري سفنكس وبرج العرب ومينائي الدخيلة والإسكندرية، مما يساعد على سهولة توصيل مستلزمات الإنتاج والمنتجات النهائية، ويجعل المشروع مقصداً زراعياً جاذباً للمستثمرين.
واشار الى ان المشروع يهدف إلى تنمية منطقة الساحل الشمالي الغربي من خلال إنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية سليمة، فضلاً عن إقامة مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي المكتمل الأركان والمراحل من زراعة المحاصيل وحصادها بأحدث الآليات ثم الفرز والتعبئة والتصنيع، ويوفر مشروع “مستقبل مصر” أكثر من ٢٠٠ ألف فرصة عمل جديدة
وشهد الرئيس السيسي موسم حصاد محصولى البطاطس وبنجر السكر ضمن مشروع مستقبل مصر.
واستفسر الرئيس السيسى من المستثمرين المساهمين فى المشروع عن سير العمل، مؤكدا أنه يزور المشروع بنفسه للوقوف على أية عقبات لتذليلها مشددا على اهتمامه بنجاح المستثمرين الكامل وتحقيق أفضل إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة وبترشيد استهلاك المياه من خلال وسائل الرى الحديثة.
وشدد السيسى على اهتمام الدولة بكل احتياجات المستثمرين وتوفير البنية الأساسية اللازمة من مياه وكهرباء وطرق ومحاور وغيرها من خدمات، داعيا المستثمرين إلى مضاعفة استثماراتهم الزراعية
كما دعا الرئيس السيسى إلى العمل على إيصال الحاصلات الزراعية للمستهلك بأقل تكلفة.
وأوضح وزير التموين الدكتور على المصيلحى فى هذا الصدد، أن النقل وحده يمثل 15% من التكلفة النهائية للمنتج كما يمر المنتج بـ3 أو 4 من سلاسل التوريد من تجار الجملة والتجزئة لذا يسعى مشروع مستقبل مصر لفتح منافذ توزيع وبيع لمنتجاته لتقليل التكلفة على المستهلك.
جاء ذلك خلال متابعة الرئيس السيسى لموسم حصاد محصولى البطاطس وبنجر السكر ضمن مشروع مستقبل مصر، اليوم الثلاثاء، كما دعا الرئيس إلى العمل على خلق مجتمع عمرانى جديد حول المشروع يقيم فيه العاملون بالمشروع وأسرهم مع توفير كل الخدمات اللازمة لهم، مؤكدا أن التكلفة لإقامة مشروع مثل مستقبل مصر تكون مرتفعة فى البداية فمثلا بلغت تكلفة الكهرباء للمشروع مليار جنيه ولكن مع التوسع تتوزع التكلفة وبالتالى تقل الحصة التى تتحملها الدولة والمستثمر، وتصبح التكلفة معقولة.
وأشار الرئيس إلى أن الدولة فى أواخر العام الحالى أضافت 200 ألف فدان جديد للرقعة الزراعية ومثلهم العام المقبل، موضحا أن تكلفة الفدان الواحد ليكون صالحا للزراعة تصل إلى 200 ألف جنيه، مما يعنى أن تكلفة إضافة مليون فدان هى 2 مليار جنيه. ولفت إلى أن توصيل المياه فى الأرض القديمة يعتمد على الانحدار الطبيعى للتربة، وبالتالى لا يحتاج الأمر إلى طاقة مثل الأرض الجديدة، فضلا عن “أننا نقوم حاليا بالعمل على ترشيد استهلاك المياه وإعادة استخدامها بصورة تضمن أعلى كفاءة لها، وضمان أعلى مستوى من مواصفات الجودة والسلامة”.
وشدد الرئيس السيسى، على أن الدولة تسير بخطى متسارعة على طريق التنمية الشاملة والمستدامة ليس فقط على المدى القصير وإنما أيضاً المتوسط والبعيد.
ومن جانبهم، أشاد المستثمرون بما قدمته الدولة لهم من خدمات وبنية تحتية على أعلى مستوى، لافتين إلى أن الإنتاجية فى الأرض الجديدة تزيد عن ضعف الإنتاجية فى الدلتا القديمة واستهلاك المياه يقل إلى النصف بفضل طرق الرى الحديثة، فمثلا إنتاجية فدان البنجر فى الأرض المستصلحة تصل إلى 36 طنا للفدان مقابل 16 طنا فى الدلتا القديمة.
وأشاروا إلى أن مشروع “مستقبل مصر” يسهم بإنتاج 20 مليون طن بنجر تمثل 20% من إنتاج السكر سنويا فى مصر وستزيد هذه النسبة فى السنوات المقبلة.
كما اقترح المستثمرون إقامة صناعات غذائية بالقرب من الأراضى المستصلحة مما يزيد من القيمة المضافة ويقلل من تكاليف النقل ويوفر فرص العمل.
وأكد المستثمرون حرصهم على تحقيق الاكتفاء الذاتى والاستمرار فى التصدير والتوسع فيه رغم الصعوبات فى ظل جائحة كورونا المستجد.