«العفن الهبابي» يضرب أشجار المانجو.. وخبراء الإهمال والمناخ السبب

alx adv

تعاني مزراع أشجار الفاكهة من مرض «العفن الهبابي»، بالأخص أشجار المانجو، والذي أدى إلى تلف المحصول فى محافظة الإسماعيلية، حيث إن إهمال هذا المرض قد يتسبب فى حدوث خسائر فادحة في الإنتاج وكذلك القيمة التسويقية والاقتصادية للثمار إذا لم يتم السيطرة عليه وفقًا لتصريحات بعض الخبراء لـ«عالم المال».

وفى هذا الصدد قال الدكتور جمال عبدربه، استاذ بساتين الفاكهة وعميد كلية الزراعة جامعة الأزهر بالقاهرة، أن مرض العفن الهبابي هو أحد الأمراض الشائعة على أشجار الفاكهة في مصر خاصة مزارع المانجو، والتي تصاب بشدة بهذا المرض والذي ينتج عن إصابة الأشجار بالحشرات الثاقبة الماصة ومن أهمها حشرات المن وكذا الحشرات القشرية، في المزارع المهملة والتي ينتج عنها امتصاص العصارة النباتية والتي تتغذي عليها الحشرات الثاقبة الماصة وعند إخراج ناتج التغذية لهذه الحشرات التي تتواجد غالبا علي السطح السفلي للاوراق يتساقط ناتج التغذية علي السطح العلوي للورقة السفلي ولانه مادة عسلية مغذية تقوم فطريات ما يسمي بالعفن الهبابي بالترمم عليها وينتج عن تكاثرها جراثيم الفطر وتاخذ ملمس الهباب وشكله ولذا سميت بالعفن الهبابي،

وأضاف عبدربه، فى تصريح خاص لـ«عالم المال»، أن هذه الإصابة تؤثر على الأشجار في اتجاهين الأول تمنع التبادل الغازي بين الأوراق والوسط المحيط، والثاني تحجب الضوء والشمس ما يؤدى لموت الأوراق واخيرا سقرطها وضعف الأشجار، وفي النهاية انخفاض المحصول بدرجة كبيرة، مضيفًا أن الاراضي الموجودةرعلي جانبي ترعة الاسماعيلية بداية من حدود القليوبية مع الشرقية وحتى الإسماعيلية والمنزرع بها كلا من اشجار الموالح والمانجو أصبحت مصابة وبشدة بهذا المرض اللعين وذلك نتيجة لارتفاع نسبة الرطوبة فى هذه المنطقة فضلا عن عدم اتباع المزارعين لتعليمات الارشاد الزراعي وزراعتهم الأشجار علي مسافات متقاربة وكذلك تحميل بعض المحاصيل اسفل الاشجار مما يساعد علي زيادة الرطوبة وتوفر الظروف المناسبة لتكاثر الحشرات والفطريات،

القيمة التسويقية

وتابع: أن الحشرات تقوم بثقب الورقة وتتغذي علي جزء من العصارة وتخرج الباقي على هيئة مادة عسلية سكرية فتسقط على أسطح الأوراق السفلية وتصبح الأوراق هنا جاذبة لحشرات أخرى وللفطريات كالعفن الهبابى وعندما تصل كثافته إلى 2 أو 3 مليمترات تظهر الورقة وكأنها مدهونة بمادة سوداء فتحجب عنها آشعة الشمس فتجف الشجرة وتتساقط أوراقها، موضحًا أنه يمكن أن يسمى العفن الهبابي بالعرض وليس مرض وذلك لضعف الفطريات المسببه له إلا أن إهماله قد يتسبب فى حدوث خسائر فادحة في الإنتاج وكذلك القيمة التسويقية والاقتصادية للثمار إذا لم يتم السيطرة عليه خاصة في المراحل الأولى من الإصابه، علاوة علي انه من الضروري مكافحة الحشرات القشرية والثاقبة الماصة بصفة عامة عند ظهور أول حشرة تجنبًا لحدوث الإصابة بهذا المرض.

وطرح عميد كلية الزراعة، عمل مبادرة لحل هذه مشكلة «العفن الهبابي»، عن طريق تشكيل فريق عمل يضم متخصصين فى أمراض النبات والبساتين وقسم الحشرات والمبيدات وغيرها من الأقسام كمتطوعين لحل هذه المشكلة، موضحًا أن أغلب الفلاحين فى هذه المزارع تعودوا على ريها بالغمر ويقومون بزراعة البرسيم تحت الأشجار وهو عائل لكثير من الآفات الحشرية والقواقع التي بدأت تمثل مشكلة كبيرة.

وطالب عبدربه بوضع استشاري لكل مساحة معينة من الأراضي المنزرعة حتى يتابع هذه الأراضي من كافة نواحي الزراعة والري والآفات وغيرها، مطالبًا بتدخل الجامعات فى حل مشاكل المجتمع .

تقليل عملية البناء الضوئى

وأكد حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، فى تصريحات مسبقة له أن العفن الهبابي لن يؤثر على أسعار المانجو في الأسواق، وأن النسبة المتضررة من المحصول مختلفة من مزرعة لأخرى ولكن بالنظر كنسبة من محصول محافظة الإسماعيلية كلها، لن تؤثر على الأسعار، مشيرًا إلى إن المتضرر من انتشار العفن الهبابي هو صاحب المزرعة، ولكن على حسب نسبة التلف.

وبحسب نقيب الفلاحين، ينتشر العفن الهبابي في مزارع المانجو بالاسماعيلية منذ 6 سنوات، ويعتبر هذا المرض معروف وطبيعي بالنسبة لمحصول ، مشيرًا إلى أن هذه الفطريات تمنع وصول الضوء للأوراق مما يقلل عملية البناء الضوئي ويمكن تواجد الفطريات على الثمار، ولكن هذا الفطر ليس خطيرا ويمكن السيطرة بسهولة.

وتقدم عدد من أعضاء مجلس النواب خلال الفترة الماضية بطلبات إحاطة لرئيس مجلس النواب، موجهاً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة، بخصوص مرض الهباب الأسود الذي أصاب محصول المانجو بعد أن تعددت شكاوى مزارعي المانجو، بسبب خسائرهم التي تعدت الـ80% من إنتاج محصول المانجو، وتراجع إنتاج المانجو بمحافظة الإسماعيلية.

المبيدات الزراعية

وأكد الدكتور سيد خليل، وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، أن المحافظة تضم نحو 113 ألف فدان مانجو من أجود الأنواع التي تميز الإسماعيلية عن مثيلاتها من المحافظات الأخرى، لطبيعة التربة الملائمة لزراعة المانجو والطقس المناسب.

ويضيف أن مشكلة العفن الهبابي ليست جديدة واختلاف درجات الحرارة أثر بشكل كبير على المحصول، لكن المبيدات المطروحة سليمة تمامًا ولا يمكن بيع مبيدات من خلال الجمعيات الزراعية إلا بتصريح من معهد وقاية النباتات، كما توجد مبيدات غير مرخصة تباع بطرق غير رسمية ويستخدمها بعض المزارعين.

ويقول محمد الصبًاح احد مزارعي المانجو بالقنطرة شرق أن خط الشرق خالي تقريبا من ثمار المانجو بالرغم من ان المزارعين لم يقصروا سواء بالخدمة او التجهيز او المتابعة  والإشراف مع المهندس الزراعي او الرش المكلف جدا لأنه مستورد الذي يصل الى 700 جنيه للعبوة الواحدة واحيانا بالسنتيمتر لبعض الأنواع بعر 100 و150 جنيه لعلاج العفن الهبابي وغيره من أمراض المانجو .لافتا الى أن تكلفة الفدان في الموسم الواحد تصل الى 50 ألف جنيه مسلتزمات و ايجار كما تتكلف الشجرة الواحدة 700 جنيه بواقع 120 شجرة للفدان وخلال العام الحالي الخاسر عائد الفدان الواحد لا يتجاوز 10 آالاف جنيها بتراكم الديون على الفلاح كما ان سعر بيع المانجو من المزارع للتاجر يصل الى 12 جنيه للكيلو الى حد ما رخيص ولا يعوض الخسارة الوافعة علينا أبدا .

تغيير المناخ

في ذات السياق قال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة بوزارة الزراعة، إن التغيرات المناخية أثرت بشكل واضح على المحصول، خصوصًا خلال الموجة الحارة الماضية، مشيرًا إلى أن بعض الأشجار القديمة لم تتحمل،لافتًا إلى أن الإنتاج الكلي للمحصول مايقرب من مليون طن سنويًا، مؤكدًا أن الموسم مازال مبكرًا.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار