نظمت اليوم الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية مؤتمرا بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى بحضور الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية، والدكتور أحمد السبكي رئيس هيئة الرعاية الصحية، والمهندس حسام صادق، المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل.
أكد الدكتور أشرف اسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد الان بأحد فنادق القاهرة، أن القرار التاريخي للرئيس عبد الفتاح السيسي بتطبيق التأمين الصحي الشامل علي جميع المصريين ضد جميع الأمراض في كل محافظات خلال 10 سنوات طبقاً لأحدث المعايير الدولية في الجودة والسلامة ، وكذلك المبادرات الصحية الرئاسية غير المسبوقة.. يعكس وضع صحة المواطن علي قمة أولويات الدولة المصرية.. مشيرا إلى النجاح الذي حققته هيئة الاعتماد والرقابة بالتعاون مع هيئة الرعاية الصحية وكافة القطاعات الحكومية وغير الحكومية والخاصة، في تسجيل 170 منشأة صحية حتي اليوم في 12 محافظة والعمل جاري علي أكثر من 500 منشأة متوقع أن يتم تسجيلها واعتمادها قبل 30 يونيو 2022.
قال استطاعت الهيئة في أقل من ثلاث سنوات أن تحصل علي اعتماد دولي غير مسبوق لثلاثة أنواع من المنشآت هي المستشفيات والرعاية الصحية الأولية والمختبرات الطبية وجاري العمل علي 4 أنواع من المنشآت من المتوقع الحصول علي اعتمادها الدولي خلال الشهور القليلة القادمة.
أوضح د.اسماعيل إن تطبيق مفهوم الأمن والسلامة إنما يبدأ من التصميم الآمن للمنشآت الصحية مشيرا إلى قيام الهيئة ، بتوجيه من القيادة السياسية وبالتعاون مع كل الجهات المختصة كمركز بحوث الاسكان ووزارة الصحة والحماية المدنية وهيئة الشراء الموحد ، بمراجعة تصميمات أكثر من 60 منشأة طبية حتي اليوم مما كان له أثرا كبيرا في مراجعة الكود المصري لبناء وتطوير المستشفيات مع مركز بحوث الاسكان والبناء.. فضلا عن تبني الهيئة ، مع هيئة الشراء الموحد ومقدمي الخدمة وعلي رأسها هيئة الرعاية الصحية ، برنامج التطبيق الآمن للتكنولوجيا الطبية حيث يتم التأكد من سلامة الأجهزة وصيانتها ومعايرتها وحسن استخدامها وتعظيم الموارد وتجنب الهدر في استخدام التكنولوجيا الطبية.
وأشار ، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية ، إلى سعي الهيئة لتسجيل واعتماد جميع العاملين في القطاع الصحي في المنشآت المسجلة والمعتمدة التأكد من وجود العناصر البشرية ذات الكفاءة العالية والعلم والخبرة المطلوبة لأداء العمل طبقاً لمستوي ومجال عمل الخدمة الصحية المقدمة.
دعا كافة القطاعات إلى العمل معاً لوضع استراتيجية وطنية خلال السنوات الثمانِ القادمة لتحديد احتياجات الدولة من الموارد البشرية والتخطيط لسد الفجوة ليس فقط من حيث الأعداد ولكن من حيث المؤهلات العلمية والخبرات وجودة تقديم الخدمة وكذلك اعادة النظر في منظومة التعويض المادي والأدبي للعاملين في مجال الصحة.
وفي ختام كلمته، أكد د. أشرف اسماعيل أن القيادة الواعية هي المسئولة عن خلق واستمرار ثقافة الجودة والسلامة داخل المؤسسة الصحية.. وهي التي تدرك أن المؤسسة الصحية هي مؤسسة تحمل مخاطر عالية ومتعددة، وتؤمن بأن نظام التشغيل لابد أن يأخذ بعين الاعتبار كل هذه المخاطر ويعمل علي منعها بأسلوب استباقي دون انتظار لحدوث الخطر ثم التعامل معه.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، أشادت د.نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية، بالدور الذي تقوم به الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وبما قامت به مصر من تحديد واضح للتغطية الصحية الشاملة كهدف أولي لإصلاح القطاع الصحي مما يعكس الإيمان الراسخ بأهمية الجودة والسلامة كسبيل أساسي للوصول إلى “الصحة للجميع”.
وصرحت د. القصير بأن منظمة الصحة العالمية تشيد بالجهود المبذولة في مصر من أجل توفير لقاحات آمنة وفعالة وناجحة لكوفيد-19 خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي أوضحت المنافسة غير العادلة بين الشعوب من أجل الحصول عليه، وأكدت على العمل سويا مع وزارة الصحة والسكان من أجل ضمان توفير كميات كافية من اللقاحات وتوطين الصناعات الدوائية والأغذية والمستلزمات الطبية الآمنة من أجل سلامة مصر والمنطقة.
وشددت القصير على خطورة الرعاية الصحية غير الآمنة خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث تؤدي إلى وقوع 134 مليون ضرر كل سنة، و تتسبب في ما يقرب من 2.6 مليون وفاة على الصعيد العالمي.. قائلةً: “لا يجوز إيذاء أحد أثناء تلقيه الرعاية الصحية”.
فيما يتعلق بالعنوان الذي طرحته منظمة الصحة العالمية للاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى:” الرعاية الآمنة للأم والوليد”، أوضحت د. نعيمة القصير، أنه تم اختياره نتيجة للمخاطر التي تتعرض لها النساء والمواليد حول العالم عند تلقي رعاية غير آمنة أثناء الولادة.. واضافت : قبل جائحة كوفيد كان ما يقرب من 810 امرأة و 6700 وليد يلقون حتفهم كل يوم في عالمنا، لأسباب تتعلق بفترة ولادة غير آمنة بشكل أساسي.. لافتة إلى أن هناك نحو مليوني طفل يولدون موتى كل عام، وأن أكثر من 40 %من هذه الحالات تحدث أثناء الولادة.
ولفتت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، أنه على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلا أمام تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة الا أن مصر نجحت في خفض معدل وفيات الأمهات (من 45.9 في عام 2016 إلى 42.8 في عام 2019 لكل 100،000 ولادة)
أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية ومساعد وزير الصحة والسكان والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل الجديدة، أن سلامة المرضى أصبح الشغل الشاغل لجميع الأطراف المعنية بجودة الرعاية الصحية، لاسيما هيئة الرعاية الصحية التي ترتكز استراتيجيتها على تقديم كافة الخدمات الرعاية الصحية المتكاملة للمنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة ، بأعلى مستويات الجودة والتي تضاهي المستويات العالمية.
أشار إلي أن التوجه بترسيخ السلامة يعد توجه مؤسسي استراتيجي، ويتحقق من خلال الالتزام الكامل بالإجراءات والتدابير والأنظمة الوقائية الفاعلة، وهو ما تسعى إليه كافة نظم الرعاية الصحية في الدول المتقدمة من خلال تسليط الضوء على المفاهيم الأساسية لسلامة المرضى و ثقافة سلامة المرضى وكذلك ثقافة التبليغ عن الأخطاء، والتي تعد جزءًا من الوقاية من الأخطاء.
ثمن الدكتور أحمد السبكي، خلال كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر المشترك بين الهيئات الثلاث لمنظومة التأمين الصحي الشامل، تبني المشروع توصيات منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي لسلامة المرضى، و اختيار هذا اليوم والذي يعد مؤشر صريح وذو دلالة واضحة وانعكاس لتبني مشروع التأمين الصحي الشامل تحقيق التغطية الصحية الشاملة للمواطنين وبجودة عالمية، لافتًا إلى تقديم 6.5 مليون خدمة صحية للمواطنين تحت مظلة المنظومة الجديدة ، وذلك بداخل كافة المنشآت الصحية التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بالمحافظات الثلاث (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية).
وأطلق الدكتور أحمد السبكي خلال كلمته، مبادرة للرعاية الصحية الآمنة داخل منشآت هيئة الرعاية الصحية، وذلك بالتعاون بين هيئات منظومة التأمين الصحي الشامل الثلاث، وبرعاية منظمة الصحة العالمية، من شأنها تقليل أخطاء وأخطار معوقات الرعاية الصحية الآمنة، ومعايير السلامة والصحة المهنية وتقديم الدواء الآمن ، مؤكدًا أن العام القادم في مثل هذا اليوم الخاص بسلامة المرضى سنجني ثمار هذه المبادرة.