يشهد سوق السيارات خلال الفترة الحالية، حالة من عدم الاستقرار بدأت بإلزام البنك المركزي الوكلاء والمستوردين بالعمل بالاعتمادات المستندية، تبع ذلك اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرًا ارتفاع سعر الدولار، يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال السوق يعاني بسبب أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، وارتفاع تكلفة شحن السيارات، وهو ما أدي الي حدوث زيادة جنونية بأسعار السيارات الزيرو والسيارات المستعملة أيضا في السوق المصري، منذ مطلع مارس الماضى، وفقا لـ”شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية”.
وفى هذا الصدد، قال منتصر زيتون عضو شعبة السيارات الاتحاد العام للغرف التجارية ، إن قطاع السيارات تأثر كثيرًا بالأزمات العالمية بدءًا من جائحة كورونا مرورًا بنقص الرقائق الإلكترونية وانتهاء بالحرب الروسية الأوكرانية، والتى كان لها تأثير كبير على سوق السيارات والقطاع بشكل كامل.
وقف التعامل بمسنتدات التحصيل
وأضاف”زيتون” فى تصريحات لـ”عالم المال” أن الفترة الأخيرة مع توقف حركة الاستيراد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا فى أسعار السيارات المستعملة، مشيرا إلى أن أسعار السيارات المستعملة مرتبطة بأسعار السيارات “الزيرو”، لافتًا إلى أن قرار البنك المركزى فى فبراير الماضى الخاص بوقف التعامل بمستندات التحصيل والعمل بنظام “الاعتماد المستندى” وفى نفس الوقت قرار وزارة التجارة والصناعة رقم 9 لعام 2022 والذى يلزم المستوردين بضرورة وجود وسادتين هوائيتين بالوحدة المفرج عنها، وتوافر مراكز خدمة لتقديم عمليات الإصلاح والصيانة، وتوفير قطع غيار تكفى 15 % من السيارات الموجودة بالسوق.
وتابع أن هذا القانون وضع قيودًا جديدة على عملية الاستيراد، وترتب على هذه القرارات وقف الاستيراد، وبالتالى لم يتم فتح اعتمادات لأى سيارة منذ شهر مارس الماضى.
ارتفاع أسعار السيارات نتيجة لقلة المعروض
وتابع”زيتون” أن هذا الأمر أدى إلى عجز كبير فى السيارات والمعروض منها، وبالتالى قيمة وأسعار السيارات بدأت ترتفع نظرًا لقلة المعروض، مع تدوال حركة السوق هنالك أنواع من المخزون بدأت تنفذ لافتا إلى أن أكثر نوع من السيارات غير موجودة بالسوق نتيجة لنفاذ المخزون، وعن ارتفاع أسعار السيارات المستعملة عبر مواقع البيع عن أسعار المالك أو على أرض الواقع ، أكد أن هذا الارتفاع ظهر بعد قلة المعروض من بعض أنواع السيارات وهنا بدأ مالك السيارة المستعملة “مستهلك” غير موجودة فى السوق وليس لها وجود فى المعارض وبالتالى يقوم برفع سعر السيارة أضعاف سعرها لأنه يعرف أن السيارة غير موجودة وأصبح المستهلك نفسه تاجر على حد قوله.
أسباب ارتفاع أسعار السيارات الحديثة “الزيرو”
وعن ارتفاع أسعار السيارات “الزيرو” أكد أن ارتفاع أسعار السيارات الحديثة نتيجة عدة عوامل منها ارتفاع أسعار العُملة والتى ظهرت فى الفترة الأخيرة، عدم وجود مخزون من السيارات، بالإضافة إلى تكلفة التشغيل بالنسبة لوكلاء السيارات “عمالة، مصروفات تشغيل، مراكز صيانة، ” مشيرًا إلى أن هذه التكلفة والمصروفات كانت تأتى من الاستيراد وهى أرباح الوكيل، وبعد توقف الاستيراد لا يوجد أمامه إلا “الاستوك” والمنوط تغطية تكاليف التشغيل ، وبالتالى يقوم برفع نسبة حتى يتم تغطية التكاليف.