أكد الدكتور أسامة زعتر أستاذ نظم واقتصاديات تربية وإنتاج الدواجن، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، على وجود مشكلة خطيرة يقع فيها المربين، من جانب الشركات التى تقوم بتنفيذ وانشاء المزارع للمربين، حيث الشركات التى تنفذ غير متخصصين فى الإنشاءات وليس لديهم أى فكرة عن صناعة الدواجن مطلقًا، ويقوموا بتقليد عنابر بنظم عشوائية تؤدى إلى انتشار نسبة الأمراض نتيجة سوء التهوية.
وأشار الدكتور أسامة زعتر، إلى أن الطائر يحتاج إلى ظروف بيئة معينة، فضلًا عن السماسرة حيث هم من يمتصون تعب المربى طوال دروة التربية ويربحوا فى الكيلو الواحد من 10 إلى 15 جنيه، مناشدا وزارة الزراعة بتدخل الفورى للتصدى لهذه الشركات التى تقوم بتدمير صناعة الدواجن، مضيفا أن هناك عوامل محلية وعالمية كانت السبب وراء عدم استقرار أسعار الدواجن خلال الفترة الحالية، حيث 95% من مستلزمات الإنتاج يتم استيرادها من الخارج، مضيفًا أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على إنتاج الذرة الصفراء وفول الصويا فى كل من «البرازيل، والإرجنتين، وروسيا، واوكرانيا».
وتابع حديثة: مما أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار نتيجة أن مصر تعتمد بشكل أساسى على استيراد مدخلات الإنتاج من هذه الدول، فضلًا عن الخسائر الناجمة من جائحة كورونا والإرتفاع الكبير فى تكاليف الشحن بنسبة تتراوح من 85 إلى 90%، مرورًا بالإزمة الروسية والإكرانية، التى أدت إلى عدم توافر مستلزمات الإنتاج محليًا.
وأوضح أستاذ نظم وإقتصاديات تربية وإنتاج الدواجن، أن الإرتفاعات المتتالية فى سعر الدولار أثرت بشكل كبير على الأسعار، وبالتالى أدى إلى ارتفاع مستلزمات الإنتاج حيث قفز سعر طن العلف بنحو 500 جنيًها خلال يوم واحد فقط، نتيجة عدم الرقابة على مصانع الأعلاف، كل هذه عوامل عالمية كانت سبب فى ارتفاع الأسعار.
زعتر: لابد من وجود رقابة صارمة على مصانع الأعلاف
وعن الإسباب المحلية.. أكد أن بعض مصانع الأعلاف والشركات الكبيرة قامت خلال الفترة الماضية باستلام الذرة الصفراء من المزاعين، وبالتالى كان لابد من حدوث انفراجه فى الصناعة وانخفاض أسعار الأعلاف، ولكن ماحدث أن سعر طن العلف ارتفع بشكل مبالغ فيه، لذا لابد من وجود رقابة صارمة على مصانع الأعلاف من قبل هيئة الرقابة الإدارية وليس وزارة الزراعة أو التموين، بحيث تسعر مصانع الاعلاف طبقا لتغير سعر الدولار، ومراقبة فواتير مصانع الأعلاف وفقا لما هو موجود على أرض المصنع.
مؤكدًا أن الذرة المحلى يفوق المستورد بمراحل عديدة ونسبة البروتين به عالية، حيث نسبة البروتين فى الذرة المحلية تصل إلى 13%، بينما المستورد لاتتعدى 7%، فكلما ارتفعت نسبة البروتين فى الذرة الصفراء تنخفض كمية فول الصويا المضافة فى الأعلاف، وبالتالى تؤدى إلى انخفاض سعر العلف، وذلك نتيجة أن سعر فول الصويا أعلى من العلف بكثير، حيث سعر طن الذرة الصفراء يسجل اليوم 10000 جنيه، وفول الصويا وصل 17000 لف جنيهًا.
%90 من مشاكل صناعة الدواجن سببها صغار المربين
وأكد الدكتور أسامة زعتر، أن حوالى 90% من مشاكل صناعة الدواجن سببها الرئيسى هما «صغار المربين» وذلك نتيجة عدم تطوير المربين لعنابرهم وهيا غير صالحة للتربية فى الشتاء والصيف، وجهل المربين بأساليب التربية الصحيحة، موضحًا أنهم يعملون فى الربيع والخريف فقط، وهو ما يؤدى لارتفاع سعر الكتكوت ليصل إلى 15 جنيهًا ومن المحتمل أن يصل إلى 20 جنيهًا، ويكون المربى مجبرًا على شرائه لأنها الفترة الوحيدة التى يعمل بها طوال العام وكذلك تزداد مكاسب شركات الأمهات ومعامل التفريخ وتعويض خسائرها التى يتعرضون لها فى فصلى الشتاء والصيف، ويلاحظ أن الفترة الماضية كان سعر الكتكوت يسجل 2 جنيه أيضًا، مما أجبر بعض منتجين الأمهات على بيع القطيع وعدم دخولة مرحلة التفريخ فى وقت الإنتاج، مما أدى غلى خسائر فادحة فى محطات الأمهات، مؤكدًا أن المربى الوحيد هو المتسبب فى الخسائر أو المكاسب التى يتعرض لها.
واضاف زعتر، أنه يوجد فشل فى الصيدليات البيطرية على مستوى الجمهورية، نتيجة الأخطاء الفادحة التى تقع بها أهمها عدم وجود مولدات كهربائية وفى حالة عدم انقطاع التيار الكهربائى وذلك يؤدى إلى فساد اللقاحات البيطرية بالثلاجات ثم تعاد بيعها للمربين مره أخرى، لذا لابد من وجود رقابة صارمة عليها من قبل هيئة الخدمات البيطرية وتنشيط عملها، حيث يوجد إهمال كبير فى عدم الرقابة وتفعيل دورها بشكل صحيح، فى التفتيش والرقابة على صلاحية الأدوية البيطرية.
تفعيل بورصة الدواجن
وأكد الدكتور أسامة زعتر أستاذ نظم وإقتصاديات تربية وإنتاج الدواجن، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أنه لابد من تفعيل بورصة الدواجن بأقصى سرعة ممكنة، ومن يعمل عليها فنيين وتقنيين على مستوى عالى بشرط أن يكون كل الأعضاء غير منتجين حتى لا يكون متحيز لأى مزرعة وتكون كل قرارته ناتجة من الواقع والمشكلات التى تواجه الصناعة، فضلا عن عن تفعيل قانون 70 امنع تداول الطيور الحية، بحيث يتم تنظيم إنشاء المزارع طبقا للمناطق الإنتاجية وتنظيم محلات الذبح للدجاج بتحويلها لعرض الدجاج القادم من المجازر فريش ومجمد، والبائع يكون له شروط صحية وشهادة صحية وملابس نظيفة وارتداء قفازات ذات اللون الأبيض، والمخالف يعاقب ويغلق محلة فلابد أن نسير بخطين متوازين في إنشاء المجازر وتوزيعها طبقا لمناطق الإنتاج وفي نفس الوقت تطوير محلات ذبح الدجاج بأسرع وقت وتطبيق القانون بقوة لمن يخالف ذلك.
توقعات سوق الدواجن
وعن توقعات السوق أكد انه لابد من حلول علمية وسريعة وإصدار قوانين صارمة، ووضع ضوابط للنهوض وحل مشكلات الصناعة، متوقعًا وصول كيلو الدجاج إلى 100 جنيه واللحوم الحمراء إلى 300 جنيه، إذا لم يتم زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا فى مصر بأقصى سرعة، حيث 95% من مستلزمات انتاج صناعة الدواجن مستوردة من الخارج.