تُلقي “عالم المال” نظرة فاحصة على المبارزات الرئيسية على أرض الملعب قبل مواجهة إنجلترا وفرنسا في ربع نهائي كأس العالم، والتي تنطلق بعد قليل مساء اليوم السبت 10 ديسمبر 2022.
يواجه منتخب فرنسا حامل اللقب نظيره الإنجليزي وصيف بطل أوروبا في دور الثمانية من النهائيات العالمية، وتمثل هذه المواجهة كذلك صداما بين صاحبي المركز الرابع والخامس في تصنيف FIFA العالمي للمنتخبات الوطنية. وأقل ما يقال عن هذه المباراة أنها نهائي قبل الأوان.
تسلط عالم المال الضوء على 3 صراعات رئيسية ستشهدها هذه المباراة المثيرة، وهم:
كيليان مبابي ضد كايل ووكر
يعتبر كايل والكر اللاعب الوحيد في المنتخب الإنجليزي الذي بمقدوره إيقاف مبابي. قال عنه الخبير الكروي لدى قنوات سكاي سبورتس غاري نيفيل “لا أعتقد أن لدينا أفضل ظهير أيمن في العالم، لكن فيما يخص القوة البدنية والإيقاع والخبرة، لا أعتقد أن هناك أفضل من كايل والكر لإيقاف كيليان مبابي”.
لكن هل يمكن أصلا إيقاف نجم باريس سان جرمان؟ خاصة وأنه سجل خمسة أهداف حتى الآن في هذه البطولة أي أكثر بهدف واحد من رصيده التهديفي قبل أربع سنوات في روسيا. ففي مباراة دور الستة عشر ضد بولندا شارك ابن الثالثة والعشرين في جميع الأهداف الثلاثة لفريقه، حيث كان صاحب التمريرة الحاسمة وراء هدف جيرو الأول ومسجل الهدفين الآخرين.
وفي المباراة الأخيرة من دور المجموعات ضد تونس، لم ينتعش الهجوم الفرنسي إلا بعد دخوله إلى أرض الملعب. وفي حال كان كايل والكر قادرا على إبطال مفعول مبابي صاحب الإيقاع المدهش، سيكون مدافع مانشستر سيتي أهم سلاح في يد الإنجليزي للتغلب على الكتيبة الفرنسية.
جاريث ساوثجيث ضد ديدييه ديشامب
نجح كلا المدربين في الماضي في تحقيق ما فشل فيه العديد من المدربين الذين سبقوهم، حيث استطاعا استثمار الكم الهائل من المواهب والنجوم العالميين ليصنعا مجموعة منسجمة ومتكاملة. يملك كلا الفريقين في السنوات الأخيرة الكثير من اللاعبين ذوي المهارات الفردية العالية، لكن وجود المؤهلات العالية لا يضمن تحقيق النجاح، كما أظهرت النتائج التي سجلها كلا الفريقين في الماضي.
أعد مشاهدة رحلة إنجلترا إلى ربع نهائي كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ حيث تستعد لمواجهة أبطال العالم فرنسا في دور خروج المغلوب الثاني.
ففي دورة ٢٠١٠، لم تتمكن فرنسا من تخطي دور المجموعات، وفي نسخة البرازيل خرجت من دور الثمانية على يد ألمانيا. أما إنجلترا، فقد أقصيت من الدور الأول لنسخة ٢٠١٤ برصيد نقطة واحدة من ثلاث مباريات، ثم خرجت من دور الستة عشر لبطولة أوروبا ٢٠١٦ بعد خسارة مفاجئة أمام أيسلندا. وقد تولى كلا المدربين منصب مدرب المنتخب الوطني في فترة الإحباط وخيبة الأمل، وتمكنا من إنعاش فريقيهما وإعادتها إلى ريادة كرة القدم العالمية. احتفل ديشامب في روسيا باللقب العالمي الثاني للمنتخب الفرنسي، بعدما قاد الفرنسيين كلاعب لرفع الكأس العالمية لأول مرة في دورة ١٩٩٨. أما ساوثغيث فقاد الإنجليز لأول نهائي لهم في بطولة كبرى منذ ٥٥ سنة.
ورغم ذلك، لم يسلم كلا المدربين من سهام الانتقادات في بلديهما، وخاصة ديشامب الذي تعين عليه الدفاع عن نفسه وتبرير قراراته بعد الإقصاء المفاجئ أمام سويسرا العام الماضي في بطولة الأمم الأوروبية. لكن ساوثغيت تعرض أكثر للتشكيك من وسائل الإعلام في إنجلترا بسبب نهجه التكتيكي، حيث انتقد ابن الثانية والخمسين لكون المنتخب صار أكثر تحفظًا منذ تعيينه على رأس الإدارة الفنية،
وكذلك لعدم استغلاله كما ينبغي المؤهلات الهجومية الكبيرة للإنجليز. ونفس الانتقادات طالت كذلك ديشامب، حيث قيل إن الفوز باللقب مضمون تقريبا نظرا لقوة الهجوم الفرنسي. وسنرى يوم السبت من سيكون أكثر حكمة ودهاء للاقتراب بفريقه أكثر إلى موقعة النهائي.
جود بيلينجهام ضد أوريلين تشواميني
نظرا لوجود عدد كبير من المواهب الشابة المتألقة، يبدو مستقبل كلا المنتخبين مشرقا، فالجيل الصاعد الإنجليزي والفرنسي يتمتع بمؤهلات عظيمة. وهذا ما أكده كل من بيلينغهام وتشواميني في هذه البطولة، حيث منح لاعبا الوسط بطريقتها الخاصة والمميزة قوة جديدة لفريقيها. فقد تمكن بيلينغهام في المباراة الأولى ضد إيران من تسجيل هدف، قبل أن يوقع على تمريرة حاسمة أمام السنغال، وقدم أداء مقنعا للغاية في مباريات فريقه الأربع بفضل نشاطه المتدفق وأسلوبه المبدع والناضج.
أما تشواميني فقد تألق بعروضه القوية في الوسط الدفاعي معوضًا بذلك الفراغ الكبير الذي تركه غياب نجولو كانتي. أدخل المدرب ديشامب لاعب ريال مدريد ابن الثانية والعشرين أساسيًا في كل مباراة، وحتى أمام تونس عندما أجرى تسع تغييرات على التشكيل الأساسي. ولا شك أن الآمال ستكون معلقة عليه لكبح جماح بيلينجهام وعنفوانه الهجومي.
يتحمل كلا اللاعبين رغم حداثة سنهما مسؤوليات كبيرة، ويؤكدان في كل ظهور لهما أنهما يستحقان عن جدارة ثقة المدرب. ويتطلع كل من بيلينغهام وتشواميني يوم السبت القادم ليظهرا مدى قدرة الجيل الجديد على قيادة بلده للتتويج باللقب العالمي.