استمع للمقالنحتاج من حين لأخر خلال رحلة حياتنا إلي ومضات، وبعض البريق ، لشحذ همتنا، وتجديد طاقاتنا ، ويكون ذلك بأمثلة ناجحة ممن يحيطون بنا تمدنا بالطاقة الإيجابية فتساعدنا علي النجاح واستمرار العطاء.
طبيبة إستشاري الأمراض الجلدية بطب عين شمس ، ومفكرة وأديبة ، صاحبة رواية أنين الصمت ، نموذج لقصة كفاح متفردة في عالم البشر ، يملأؤها التفرد والإلهام ، ويصاحبها الجهد والنجاح ، هذه الطبيبة الصماء , مثالاً فى المثابرة والإجتهاد، فأصبحت أيقونة ملهمة للتحدي وعدم الاستسلام، ومواجهة الظروف .
أنها نموذج مُشرف يحتذى به فى المجتمع المصرى, وشخصية عظيمة تحدت الصعاب وبالرغم من عقبات الحياة التي تواجهنا ونحن لا ندرك الحكمة وراء ذلك إلا إنها نجحت بل تفوقت وحققت حلم كبير , الدكتورة فادية عبد الجواد أول طبيبة صماء في مصر ,استشاري الأمراض الجلدية وكاتبة” مؤلفة كتاب صماء أسمعت العالم – وكتاب أنين الصمت “.
وتبدأ قصتها ،إنها قبل سن 11 عامًا، كانت طفلة طبيعية، إلا أنها أصيبت بحمى شوكية في سن الحادية عشر، نتج عنها فقدان كامل للسمع في الأذنين.
وإنه بعد الإصابة وفقدان السمع، قامت بابتكار طريقة للتواصل مع من حولها، من خلال قراءة حركة الشفاه ,مشيرة إلى أنها اجتازت الشهادة الإعدادية بمجموع 96% من مدرسة حكومية عامة وليست مدرسة خاصة بالصم وضعاف السمع .
ولقد تعرضت أثناء حياتها لكثير من المواقف الصعبة والمؤلمة التي يعاني منها من هم في مثل ظروفها ، وهذه المواقف الصعبة التي واجهتها جعلتها أكثر قوة وأشد تشبثا بحلمها بعد هذه اللحظة الفارقة في حياتها وأكدت على استمرارها في الحفاظ على التفوق الدراسي .
ونجحت في الالتحاق بكلية الطب ، وتخرجت في كلية طب عين شمس عام ١٩٨٦، وتخرجت وهي زوجة وأم لأربعة أبناء ” بنتين وولدين ”، حيث إنها تزوجت في السنة الثالثة من الكلية.
وكانت اللحظة الفارقة في قصتها عندما اتخذت قرار بناءً علي طلب ابنتها الكبري وهي إجراء عملية زراعة قوقعة وبعد استعادة السمع كان المشهد وكأنها مثل استعادتها للحياة بمعنى الكلمة وليس استعادة السمع فقط، فلأول مرة تسمع كلمة ماما من اولادها وهم كبار.
أنها قصة فريدة وملهمة، تذكرنا بالقصص الفريدة في الأدب العالمي، وهي تشبه لحد كبير لقصة عميد الأدب العربيه حسين.
الطبيبة فادية عبد الجواد مثال للصبر والمثابرة والعزيمة وقوة الإرادة ، التي تعد مصدر إلهام للجميع.
