عقدت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، مؤتمرًا صحفيًا بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، للكشف عن تفاصيل الدورة 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي يفتتحها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتأتي تحت شعار: على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع، وتُقام في الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، وتحل عليها المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف، وقد تم اختيار الكاتب صلاح جاهين شخصية المعرض، والكاتب كامل كيلاني شخصية معرض كتاب الأطفال، وذلك بحضور الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأمجد العضايلة سفير الأردن في القاهرة، وسعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ومحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، والشريك الاستراتيجي مركز مصر للمعارض الدولية، وممثلو الشركة المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات المنفذة للمنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وممثل عن رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري.
قدمت الكيلاني الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على رعايته الكريمة للمعرض، كما وجهت الشكر للسيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للتفضل بافتتاح دورة هذا العام، وقالت إن معرض القاهرة الدولي للكتاب، تاريخ من الثقافة، ويحظى بمكانة عظيمة في قلوب القراء والكتاب على السواء، فالاجتماع تحت سقفه بمثابة “عيد” ينتظرونه سنويًا، لما له من دور فعال في الحركة الثقافية، وإثراءً للوعي، وبناء الإنسان، من خلال الإصدارات والمؤلفات التي يضمها للمبدعين من كل أنحاء العالم، هذا المعرض يتسق مع رؤية مصر 2030 في دعم الإبداع والصناعات الثقافية، ومع توجه الدولة المصرية في بناء الوعي وترسيخ الهوية، وهو الحدث الثقافي الضخم الذي يجمع الأدباء من مصر والوطن العربي، بل والعالم، ويزوره مئات الآلاف من القراء الذين تنصب اهتماماتهم على الاطلاع على كل ما هو جديد، ويكون المشهد أشبه بكرنفال احتفالي كبير ومبهج.
وأكدت أن معرض القاهرة الدولي للكتاب أحد أهم معارض الكتب العربية والدولية؛ حيث يتمتع بتاريخ حافل ورحلة عطاء منذ دورته الأولى التي انطلقت عام 1969 بالجزيرة (دار الأوبرا المصرية حاليًا)، والذي واكب وقتها احتفالات العيد الألفي لمدينة القاهرة، مرورًا بأرض المعارض بمدينة نصر، والتي انطلق إليها عام 1982، وصولًا إلى موقعه الحالي في دورته الخمسين (اليوبيل الذهبي) والتي أقيمت في 2019، وفي دورته الـ54 نؤكد على اهتمام الدولة المصرية بالثقافة، ومبدعيها، “القوة الناعمة” على مدار التاريخ، وتحقيقًا لمحور الثقافة في الجمهورية الجديدة.
وأوضحت الكيلاني، أن البرنامج الثقافي يضم قرابة الـ500 فعالية ثقافية متنوعة ترسخ للهوية الثقافية المصرية، وتؤكد على مكانة مصر الثقافية في الحضارة الإنسانية والدور الذي قدمته لتاريخ المعرفة وتكوين الوعي الإنساني على مر التاريخ.
إطلاق مبادرات ومشروعات
وأن المعرض يحمل الجديد دائمًا، وتحقيقًا لرؤية مصر 2030، في دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية، يتم إطلاق مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية، وهي: مبادرة دويّ مع المجلس القومي للمرأة، وهي المبادرة القومية لتمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات والخدمات الرئيسية، ومبادرة حياة كريمة ومبادرة ريحانة مع وزارة الشباب والرياضة، ومشروع وعي عن (الدليل المرجعي في مواجهة التطرف) مع دار الإفتاء المصرية، واستمرار مبادرة وعي مع وزارة التضامن الاجتماعي، والاحتفاء بإصدار 150 عنوانًا من مشروع “رؤية- رؤية للنشء” مع وزارة الأوقاف.
وأشارت إلى أن المعرض هذا العام يشهد مشاركة ما يقرب من 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا، ومشاركة وزارات ومؤسسات مصرية، منها على سبيل المثال: وزارة الدفاع – وزارة الداخلية – هيئة الرقابة الإدارية ممثلة في الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد- وزارة الأوقاف – وزارة الشباب والرياضة – وزارة التضامن الاجتماعي– الأزهر الشريف – دار الإفتاء… وغيرها من المؤسسات الرسمية، وبمشاركة 53 دولة، من بينها دول تشارك لأول مرة، وهي: المجر- جمهورية الدومينيكان – وعدد من المؤسسات العربية.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد بهي الدين، إن المعرض هذا العام يشهد اختيار المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف المعرض، واختيار اسم المبدع صلاح جاهين شخصية المعرض، والكاتب كامل كيلاني شخصية لمعرض الطفل، والدول المشاركة في دورة هذا العام 53 دولة.
وذكر أن الدورة 54 تقام على مساحة 80 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 5 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية إلى 1047 دار نشر وتوكيل مصري وعربي وأجنبي، تنقسم إلى 707 توكيلات وناشرين مصريين، و340 توكيلًا وناشرًا أجنبيًا.
والتزامًا بخطة الدولة متمثلة في وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب لدعم صناعة النشر، والناشرين المصريين بشكل عام، تم تخصيص جناح لدور النشر الناشئة المتقدمة للمشاركة بالدورة الحالية، ولم تستوفِ شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات، وبلغ مساحة الجناح 45 مترًا، ويضم 9 دور نشر مصرية.
وأضاف أنه تمت مشاركة أغلب المتقدمين الجدد على منصة المعرض، ومن المشاركات الجديدة لمؤسسات مصرية لأول مرة: المجلس القومي للمرأة – الهيئة العامة للرقابة المالية، ومن المؤسسات المصرية التي استأنفت المشاركة بعد غياب: هيئة سك العملة “وزارة المالية”، وجهاز شئون البيئة “وزارة البيئة”، فضلًا عن استئناف بعض الدول والجهات الحكومية الدولية المشاركة في المعرض بعد انقطاع سنوات: إريتريا – الهند – غانا – دولة الكويت – المملكة المغربية – اتحاد الناشرين الأفارقة – مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – مركز البحوث والدراسات الكويتية.
واتساقًا مع التطور التقني والرقميات الجديدة، استحدث المعرض هذا العام محور صُناع المحتوى “اليوتيوبرز”، والذي يستضيف طوال أيام المعرض مجموعة من الشباب الذين حققوا نجاحات إيجابية من خلال تجاربهم عبر السوشيال ميديا، لوضعها بين يدي الحضور من جماهير المعرض، كخطوة لمن يريد صناعة مشروعه الخاص بمحتوى يفيد في ما يقدمه للبشرية.
وأكد استمرارية التعاون الثقافي مع البنك الأهلي- المؤسسة المالية المصرية الرائدة الداعمة والراعية للمواهب المصرية في المجالات كافة- ومنها الثقافة، كراعٍ لجوائز المعرض.
وكذلك التعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري في تقديم خدمة البيعOnline للكتب على المنصة الإلكترونية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل لأي مكان داخل مصر تسهيلًا على القراء، وتأكيدًا على محور العدالة الثقافية ونشر الثقافة في أنحاء الجمهورية كافة دون تمييز.
وكان لدعم ذوي الإعاقة “قادرون باختلاف”، اتجاه بارز في المعرض هذا العام، بمنحهم دخولًا مجانيًا مع مصاحبة مرافق، وتشجيعًا للطلاب على التمسك بالقراءة والوعي، تم منح الرحلات المدرسية والجامعية دخولًا مجانيًا.
أسعار مخفضة تبدأ من 1 جنيه حتى 20 جنيهًا
وكشف رئيس الهيئة، عن إطلاق وزيرة الثقافة مبادرة جديدة تحمل اسم الثقافة والفن للجميع، تتمثل في طرح إصدار بأسعار مخفضة تبدأ من 1 جنيه حتى 20 جنيهًا، وذلك لتشجيع زوار المعرض على اقتناء الكتب والقراءة.
تطلعات المنصة الرقمية في الدورة 54
ترى الهيئة أن المنصة الرقمية إحدى الوسائل الفعالة لنشر الثقافة المصرية إقليميًا ودوليًا؛ لذا فإنها تعمل على تطويرها كل دورة عن سابقتها؛ حيث أتاحت للزائر في الدورة 53، عن طريق المنصة الرقمية إمكانية شراء الكتب إلكترونيًا من خلال خدمات الدفع المتعددة التي تتيحها المنصة لرقمنة الخدمات المقدمة، لتساعد على التحول من الإجراءات الورقية المتبعة إلى عصر التحول الرقمي، وتتحول الهيئة المصرية العامة للكتاب إلى الحوكمة الإلكترونية بالكامل؛ حيث تم البدء في إجراءات ميكنة خدمة الاشتراك في المعارض من الناشرين عن طريق التقديم إلى المعرض من خلال المنصة، ورفع بيانات دار النشر والكتب المشارك بها في المعرض، ودفع رسوم الاشتراك إلكترونيًا.
وتسعى الهيئة دائمًا للتيسير على القراء والمثقفين من جمهور المعرض، لذلك تم تطوير المنصة الرقمية منذ الدورة السابقة، والتي تُمكن الزائرين من الحصول على تذاكر الدخول لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن طريق اختيار عدد مرات الحضور للمعرض، ومن ثم اختيار طرق الدفع المتاحة، وازدادت طرق الحصول عليها هذه الدورة، لتكون الخدمة ممكنة سواء عن طريق بطاقات الدفع “فيزا – ماستركارد – ميزة”، أو عن طريق “باي موب – الأهلي ممكن – أمان”.. وغيرها؛ حيث تم تحديد سعر التذكرة الإلكترونية بقيمة 5 جنيهات، والدخول من بوابة vip وجميع البوابات، إيمانًا بتوجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، ودعمًا للعدالة الثقافية، وتشجيعًا لمبادرة اتحضر للأخضر باستخدام مكونات صديقة للبيئة. ويستقبل المعرض زواره يوميًا من 10 صباحًا حتى 8 مساءً، عدا يومي الخميس والجمعة من 10 صباحًا حتى 9 مساءً.
وتأتي خطوات التطوير تباعًا وضمن الخطط المستقبلية المرجوة من قبل الهيئة المصرية العامة للكتاب، لمواكبة استراتيجية الجمهورية الجديدة في مواكبة التحول الرقمي والدخول إلى عالم المستقبل، ورؤية مصر 2030.
برنامج النشاط الثقافي
وأشار بهي الدين، إلى أن البرنامج الثقافي للمعرض يُقام في 7 قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل، وأماكن للفنون الحرة، ويحتوي على ما يقارب 500 فعالية، ويُقدّم النشاط الثقافي والفني المصاحب لدورة المعرض هذا العام؛ مجموعةً من الأنشطة المتميزة التي تأتي تطويرًا لما تم في السنوات السابقة، ولعل أهم ما يميز هذه الدورة هو العمل على أن يكون النشاط بفعالياته المختلفة مجيبًا وكاشفًا لشعار المعرض، وهو: على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع، الذي يكشف عن تفرد الحضارة المصرية وأصالتها، ومكانتها في ركب الحضارة الإنسانية، بحيث يأتي النشاط مرسخًا لثقافة القراءة وجامعًا لجوانب الإبداع المصري كافَّة، ليس فقط أدبيًا وفنيًا وفكريًا، وإنما على جميع محاور المعارف والتصانيف الإنسانية والحياتية.
فتحتوي قاعاته الأنشطة، كالآتي:
– قاعة صلاح جاهين (تقدم حوارات مع رموز الكتابة والفن والثقافة المعاصرين من مصر والعالم العربي، ومحور عن إبداعات شخصيتي المعرض).
– القاعة الدولية (تستضيف فعاليات ضيف شرف المعرض، وندوات دولية متنوعة).
– قاعة الصالون الثقافي (تستضيف ندوات عن الشراكات مع المؤسسات الرسمية والمجتمعية، ومشاريع لأهم الكتاب والمفكرين ومناقشتها، وكذلك التجارب الجديدة في الكتابة، ثم الاحتفال بمئويات رموز الثقافة والفنون والأحداث المصرية).
– قاعة فكر وإبداع (تستضيف كُتّاب الرواية والقصة القصيرة الذين قدموا إصدارات متميزة مؤخرًا، وتناقش أيضًا أهم المؤلفات الحديثة مع مؤلفيها، وطرح الرؤى والأفكار المدونة في المؤلفات للنقاش).
– قاعة الشعر (تستضيف مشاركات لأهم الشعراء المصريين والعرب من الأجيال الشعرية كافة).
– عروض فنية تفاعلية (فعاليات يمتزج فيها جمهور المعرض مع تراثه من الأداءات الفولكلورية التي نشأ وعاش عليها في البراح المعتاد).
– أنشطة وعروض الطفل (مجموعة من الورش الفنية المتنوعة، والعديد من ورش الحكي والقراءة، والعروض المسرحية).
وذلك بالتعاون مع جميع قطاعات وزارة الثقافة منها: (الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار الأوبرا المصرية، المركز القومي لثقافة الطفل، أكاديمية الفنون… وغيرها).
صالة الطفل وشخصية المعرض
إيمانًا بدور الهيئة المصرية العامة للكتاب في تنمية مواهب الأطفال، وزيادة الوعي الثقافي لديهم، فإنها تدرسُ إنشاء منصةٍ خاصةٍ بالطفل، تحتوي على الكتب والمجلات، والنشاطات اللازمة لتطوير مهارات وإبداعات الأطفال، من خلال ألعابٍ تفاعليةٍ ثقافيةٍ، تهدف إلى بناء الطفل ثقافيًا وتشكيل وعيه في إطارٍ من روح الانتماء والحس الوطني؛ من خلال أسلوب جاذبٍ ودون اللجوء إلى الخطاب المباشر والتقليدي؛ حيث يحتوي المعرض في نسخته لهذا العام على قصة أبو خربوش لكامل كيلاني، شخصية معرض كتاب الطفل، تقدم للأطفال في صالة الطفل عن طريق نظارة ثلاثية الأبعاد بطريقة ممتعة وجذابة.