كيف يحافظ الحجر الزراعى على صحة المواطنين؟

كشف الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي المصري، عن دور الحجر الزراعي في الحفاظ على صحة المواطنين، وسلامة الأغذية المتداولة بالسوق المحلي، لافتًا إلى أنه يمثل المنظمة الوطنية لوقاية النباتات في مصر، مؤكدًا أن هذا التعريف هو المتداول والمُعترف به عالميًا، في الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، موضحًا أن الحجر الزراعى يناط به تنفيذ مهمتين أساسيتين، المحور الأول منها يتعلق بحماية الثروة الزراعية من دخول أي آفات حجرية تضر بها، فيما ينحاز الشق الثاني إلى حماية سمعة الصادرات المصرية، بتطبيق كافة الاشتراطات والمعايير الدولية النباتية على كافة الصادرات، بما يمهد لفتح المزيد من الأسواق والمنافذ أمامها.

 

وأضاف «العطار»، أن الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات تنص على وجوب إنشاء كيانات وطنية، تكون هي المنوطة بكل ما يختص بالصادرات والواردات الزراعية من أصل نباتي، ولفت إلى أن الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات التي يرمز لها بـ”IPPC”، هي التي تنظم عمل الحجر الزراعي على مستوى العالم، حيث التشريعات الخاصة بالحجر الزراعي جرى تعديلها في عام 2019، بما يتماشى مع التوصيف والمهام المنوطة بهذا الكيان بوصفه نقطة الاتصال الرسمية والمنظمة الوطنية لوقاية النباتات في مصر”.

 

وقال الدكتور أحمد العطار، ان الاتفاقية تهدف لتأمين عمل منسّق وفاعل لمنع دخول آفات النباتات والمنتجات النباتية ومكافحتها، وتراعي كلاً من الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تحدثها الآفات، وتشمل بالتالي الأعشاب والمنتجات الزراعية، كما تغطي أيضاً المركبات الطائرات الأوعية الحاويات، أماكن الخزن التربة وأشياء أخرى تستطيع إيواء الآفات أو نشرها، كما تؤمَّن الاتفاقية إطار عمل ومنتدى للتعاون الدولي، التنسيق والتبادل الفني بين الأطراف المتعاقدة، كما أن هذه الاتفاقية تنبثق من اتفاقية أخرى وهي اتفاقية الصحة النباتية المنبثقة من منظمة التجارة العالمية، كما تهدف إلى تيسير التجارة بين الدول بما لا يضر مصالح الدول للحفاظ على منظومة التصدير والاستيراد بشكل يحافظ على الثروات الزراعية.

الأدوار الفعلية التي يقوم بها الحجر

 

وأشار رئيس الحجر الزراعى المصرى،  إلى أن التوصيف يوضح الأدوار الفعلية التي يقوم بها الحجر، بوصفه المسؤول الأول عن كل ما يتعلق بالصادرات والواردات الزراعية من أصل نباتي وكافة اشتراطاتها، أو أي منتج نباتي من أصل زراعي قابل للإصابة بالآفات، سواء كان طازجًا، أو أجريت عليه بعد المعاملات التصنيعية، التي لم تخرجه من كونه قابلًا للإصابة، قواعد واشتراطات الإفراج عن المصنوعات الخشبية، مضيفًا أن الأخشاب تدخل تحت طائلة التوصيف السابق ذكره، كونها ناتجة من أصل نباتي قابل للإصابة ببعض الآفات مثل ناخرات الأخشاب، ما يجعله خاضعًا لإجراءات الحجر، بعد تصنيعه وتحويله لألواح، والوسيلة الوحيدة التي تخرج بها الأخشاب من منظومة الحجر الزراعي، هي أن تكون مُصنعة بشكل كامل، وجرى مُعاملتها بعده مُعاملات تحول دون إصاباتها بأي من الآفات المعروفة والخاصة بهذا النوع من المنتجات ذات الأصل النباتي.

 

وأوضح الدكتور أحمد العطار، أن مهام الحجر عبارة عن عملية فنية مُعقدة تتم بالتعاون ما بين المنظومة القائمة في مصر ونظيرتها في الدولة المستوردة، عبر تبادل الملفات الفنية، وإجراء حزمة من التحاليل الخاصة بمخاطر الآفات الزراعية، والتي تتولاها “وحدة نفاذ الأسواق” أو “الصادرات النباتية”، لافتًا إلى أن وحدة نفاذ الأسواق أو “الصادرات النباتية” تقوم بإرسال الملفات الفنية للدول التي ستشهد فتح منافذ تسويقية جديدة للمنتجات الزراعية المصرية، على أن تقوم الجهات المعنية بهذه الدول، بإجراء كافة التحاليل الخاصة بتحليل مخاطر الآفات للتأكد من سلامتها، قبل إعطاء الضوء الأخضر بإمكانية تداولها.

اشتراطات فتح الأسواق

 

ولفت «العطار» إلى أبرز الفوارق ما بين “الفتح التجاري” وفتح منافذ وأسواق جديدة للمنتجات الزراعية، موضحًا أن الأمر مُختلف إلى حد بعيد، حيث يستدعي القيام بتصدير أي منتج زراعي أو من أصل نباتي المرور بالعديد من الخطوات الفنية المُعقدة، قبل إتمام التعاقد وإبرام الصفقات، موضحًا أن فتح أسواق جديدة للمنتجات الزراعية يستدعي أولًا إرسال الحجر الزراعي المصري لكافة الملفات الفنية المتعلقة بالمنتج، إلى نظيره بالدولة التي ستستقبل هذه الشحنة، للقيام بكافة الفحوصات والتحاليل المُتعلقة بمخاطر الآفات، كخطوة أولى يعقبها عدة تفاصيل أشد تعقيدًا.

وأكد رئيس الحجر الزراعى، أن اشتراطات الصحة النباتية الخطوة الثانية والتي تتمثل في إجابة الحجر الزراعي المصري على كافة التساؤلات والاستفسارات التي تطرحها الدولة المستوردة، بشأن المنتج الزراعي الذي سيصل إليها، مشيرًا إلى  أن الخطوتين التمهيديتين السابقتين، يعقبهما خطوة أخرى تتعلق باستيفاء ما يُعرف بـ”اشتراطات الصحة النباتية”، والتي غالبًا ما ترتبط بإرسال الجهة المستوردة لـوفد فني، للتأكد من كافة استفساراتها على أرض الواقع، عبر زيارة المزارع الخاصة بالمنتج الذي سيتم توريده إليها، علاوة على زيارات مشابهة للموانىء ومنافذ الحجر الزراعي، لضمان حماية أسواقها وثروتها الزراعية من نفاذ أي آفة قد تهددها أو تضر بها، مؤكدًا أن كل هذه الخطوات تأتي ضمن القواعد الدولية الحاكمة لعمليات التبادل التجاري الخاصة بالمنتجات الزراعية أو النباتية الطازجة أو المصنعة، والتي يتم إبرامها لانتقال هذه المواد بين دول وأخرى، نظرًا لكونها أحد ركائز حماية الثروة الزراعية والأمن الغذائي “food security” ليس في مصر وحدها وإنما على مستوى كافة دول العالم.