استمع للمقالانتفضت أسعار النفط اليوم الإثنين، بعد قرار أوبك بلس بخفض الأسعار، حيث سجلت قفزة في الأسعار عقب إعلان أعضاء منظمة “أوبك+” الرئيسيين عن خفض وتقليل طوعي في إنتاج الخام بأكثر من مليون برميل يوميًا، ابتداءً من أول مايو المقبل وحتى نهاية العام الجاري.
وقفزت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي لأكثر من 5 دولارات بما يوازي أكثر من 8% ارتفاعا وهو أكبر تحرك خلال اليوم منذ أكثر من عام، ليتجاوز تداوله سعر نفط برنت عند مستوى 85 دولار للبرميل، وهو أعلى تحرك للأسعار منذ فترة طويلة.
ومن المتوقع أن تزداد الأسعار خلال الفترة المقبلة بعد ان أعلن تحالف أوبك بلس ومن بينهم السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والعراق والجزائر، عن تخفيض طوعي في إنتاج النفط بنحو 1.071 مليون برميل يوميًا.
وقال مصدر مسئول في وزارة الطاقة السعودية، إن المملكة ستنفذ تخفيضا طوعيا، في إنتاجها من البترول الخام، مقداره 500 ألف برميل يوميا، ابتداءً من مايو المقبل وحتى نهاية 2023، بالتنسيق مع عدد من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها”، حسب وكالة الأنباء السعودية.
وأعلنت سلطنة عمان أيضا، تخفيضا طوعيا في إنتاج النفط بمقدار 40 ألف برميل يوميا، كما أعلنت الجزائر هي الأخرى، تخفيضا طوعيا في إنتاج النفط بمقدار 48 ألف برميل يوميا.
وكانت قد ارتفعت أسعار النفط مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها عادت إلى ما كانت عليه قبل بدء الصراع.
ساهم ارتفاع أسعار الطاقة والنفط العام الماضي في زيادة معدلات التضخم، مما تسبب في زيادة الضغط على موارد الأسر المالية.
وتعليقاً على أخبار خفض الإنتاج، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي: “لا نعتقد أن الخفض أمر ينصح به في هذا الوقت في ظلّ حالة عدم اليقين في الأسواق – وقد أوضحنا ذلك”.
وصدر قرار خفض الإنتاج من قبل أعضاء في منظمة أوبك بلس لمنتجي النفط. وتساهم المجموعة بما يقارب 40 ٪ من إجمالي إنتاج النفط الخام في العالم.
وستخفض السعودية إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل في اليوم، والعراق بنحو 211 ألف برميل. كما ستتخذ الإمارات والكويت والجزائر وعمان إجراءات لخفض الإنتاج.
ووصف مسؤول في وزارة الطاقة السعودية الخطوة بأنها “إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار سوق النفط”، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال ناثان بيبر، وهو محلل مستقل متخصص في شؤون النفط، لبي بي سي إن الخطوة التي اتخذتها أوبك بلس تهدف في ما يبدو إلى الحفاظ على سعر النفط أعلى من 80 دولارا للبرميل في المدى المتوسط، إذ قد يتراجع الطلب بسبب الوضع الاقتصادي العالمي.
وتأتي التخفيضات الأخيرة بعد الإعلان عن خفض سابق من قبل أوبك بلس العام الماضي بمقدار مليوني برميل يومياً.
وجاء قرار العام الماضي رغم دعوات من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى لمنتجي النفط بضخ المزيد من النفط الخام.
وكان الرئيس جو بايدن قد علّق على قرار مجموعة أوبك بلس بخفض إنتاجها في أكتوبر الماضي، قائلاً إنه “شعر بإحباط من القرار قصير النظر”.
وتضم مجموعة أوبك بلس منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، بالإضافة إلى دول أخرى من بينها روسيا.
وقالت روسيا إنها ستمدد إجراء تخفيض إنتاج النفط الذي سبق وأعلنت عنه – بمقدار نصف مليون برميل في اليوم – إلى نهاية العام.
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير العام الماضي في ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة مخاوف بشأن إمدادات النفط. وبلغ سعر خام برنت – وهو معيار دولي – أعلى مستوى له ليقترب من 130 دولارا للبرميل.