توقع عدد كبير من الخبراء والمتخصصين ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة بسبب قلة المعروض مع تخفيضات المتتالية التي أقرتها اوبك بلس والتي ساهمت في ارتفاع الأسعار لنقص المعروض خلال الفترة الماضية.
ومن جانبه قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن ارتفاع أسعار النفط عالميًا سينتج عنها تأثيرات سلبية وخاصة على الدول المستوردة للنفط، وبالتالي مصر ستتضرر من ارتفاع أسعارها المتزايدة .
أشار مدحت يوسف في تصريح خاص لموقع عالم المال، أن التقلبات التي تشهدها سوق النفط والمتسارعة تربك الموقف، والتي تتأثر بشكل كبير بسبب نقص المعروض بعد التخفيضات التي أقرتها منظمة أوبك بلس لاستعادة سعر النفط بعد انخفاضه خلال الشهور الماضية.
ويتوقع بنك جولدمان ساكس أن يؤدي الطلب القياسي في أسواق النفط إلى ارتفاع أسعار الخام في المدى القريب.
وقال رئيس أبحاث النفط في بنك غولدمان، دان سترويفن: “نتوقع عجزاً كبيراً إلى حد ما في النصف الثاني مع عجز يقارب مليوني برميل يومياً في الربع الثالث مع وصول الطلب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق”، وفقاً لما ذكره لشبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية نت”.
وأضاف أن البنك يتوقع ارتفاع سعر خام برنت من 80 دولارا للبرميل الآن إلى 86 دولارا للبرميل بنهاية العام.
تداول العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي على انخفاض بنسبة 0.39% عند 80.75 دولار للبرميل، في حين استقرت العقود الآجلة لخام القياس العالمي غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.42% عند 76.75 دولار للبرميل.
“ارتفاع عدم اليقين في الطلب”
وبينما أقر سترويفن بأن إنتاج النفط الخام الأميركي ارتفع بشكل كبير خلال العام الماضي إلى 12.7 مليون برميل يومياً، يرى أن وتيرة النمو ستتباطأ طوال بقية عام 2023.
وقال “نتوقع أن يتباطأ نمو المعروض من الخام الأميركي بشكل كبير وبوتيرة متسلسلة تبلغ 200 برميل يومياً من مستوياته الحالية”، مشيراً إلى انخفاض عدد الحفارات. يستخدم هذا المقياس، الذي يقيس عدد منصات النفط النشطة، كمؤشر لنشاط الحفر والإنتاج المستقبلي.
وسجل عدد منصات النفط الأميركية مؤخراً أدنى مستوى له في 16 شهراً، بانخفاض 15% عن ذروته في أواخر عام 2022، وفقاً لتقرير حديث لبنك غولدمان، نقلاً عن بيانات من “بيكر هيوز”، و”هافر”.
وفي الأسبوع الماضي، أفادت شركة “بيكر هيوز” أن منصات النفط الأميركية تراجعت بمقدار 7 إلى 530، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022.
وأشار سترويفين إلى أن عدم وجود اتفاق بعد اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة العشرين يشير إلى حالة عدم يقين “كبيرة جداً” بشأن الطلب على النفط على المدى الطويل.
يأتي ذلك، فيما اجتمع وزراء الطاقة لمجموعة العشرين في الهند خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنهم غادروا دون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مما يعقد الانتقال نحو الطاقة النظيفة.