• logo ads 2

هل تتأثر مصر بانسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب؟

استمع للمقال

قال الباحث الاقتصادى ياسين أحمد، أن روسيا تلعب دوراً هاماً في تصدير الحبوب الغذائية لدول العالم وخاصة أوكرانيا والدول الأفريقية، حيث أعلنت روسيا، في 17 يوليو 2023، تعليق مشاركتها في اتفاقية “مبادرة حبوب البحر الأسود” لتصدير الحبوب الأوكرانية، نظرًا إلى عدم التزام الدول الغربية بنصوص الاتفاقية التي تقضي بتخفيف العقوبات الاقتصادية وتذليل العقبات التي تُواجِه صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، ما يسهم في تعطيل الإمدادات الغذائية الأمر الذي يؤدي إلي أزمة غذائية طاحنة للدول المستوردة التي تعتمد على الصادرات الأوكرانية.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

وأكد الباحث الاقتصادى، خلال تصريحات خاصة لموقع «عالم المال» أن إعلان روسيا رسميا انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، يؤثر على الدول التى تعتمد على هذه الاتفاقية، وسيكون الأمر صعبا خاصة أنه سيؤدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن، ولاسيما الأسعار مما يؤدى إلى ارتفاع معدلات التضخم لدى هذه الدول، مؤكدًا أن الأمر سيكون سهلا على مصر خاصة أن لديها احتياطى من الحبوب يكفى لمدة 5 أشهر او أكثر بالإضافة إلى وجود بديل لاستيراد الحبوب الغذائية منه مثل الهند، مما يؤدي إلي تسهيل عملية التبادل التجاري بين مصر والهند وخاصة إذا تم التعامل بالعملات المحلية في التجارة بينهم.

 

ما أهمية اتفاق الحبوب؟

حسب معطيات الأمم المتحدة، فقد مكن هذا الاتفاق من تصدير 33 مليون طن من القمح الأوكراني حتى الشهر الجاري، وحسب الرواية الرسمية البريطانية، فإن 61% من هذه الكمية ذهبت للدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، في المقابل، تقول روسيا إن نسبة القمح التي ذهبت إلى الدول الفقيرة لا تتجاوز 4% والبقية تذهب للدول الغنية.

 

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه اشترى 750 ألف طن من القمح الأوكراني وسلمها إلى دول فقيرة، مثل أفغانستان وإثيوبيا والصومال والسودان وجيبوتي، وتقول الأمم المتحدة إن هذا الاتفاق أسهم في خفض أسعار الحبوب في العالم بنسبة 20%، بعد أن بلغت مستويات قياسية مباشرة بعد اندلاع الحرب.

 

ما أكبر الدول المستفيدة من الاتفاق؟

حسب بيانات الأمم المتحدة، فإن القمح الذي جرى تصديره خلال هذا الاتفاق وصل إلى 45 دولة حول العالم، واختلفت نسبة الدول المستفيدة منه، وحسب البيانات نفسها، فإن الصين تصدرت الدول التي استوردت القمح بأكثر من 7.96 ملايين طن، وهو ما يعادل ربع الكمية التي تم تصديرها طيلة مدة الاتفاق، ثم تأتي إسبانيا في المركز الثاني بنحو 5.98 ملايين طن، ثم تركيا بنحو 3.24 ملايين طن ثم إيطاليا بنحو 2.1 مليون طن، وهولندا بـ2 مليون طن، ثم مصر بنحو 1.55 مليون طن.

 

أما عن بقية الدول العربية التي استوردت القمح من أوكرانيا خلال فترة الاتفاق، فهي تونس (713 ألف طن)، وليبيا (558 ألف طن)، واليمن (259 ألف طن)، والسعودية ( 246 ألف طن)، والجزائر (212 ألف طن) وأخيرا العراق (146 ألف طن).

 

ماذا يعني انسحاب روسيا من الاتفاق؟

يعني أن رحلة السفن المحملة بالحبوب لن تكون آمنة، كما أن مستوى تدفقها عبر البحر الأسود سوف يتراجع بشكل كبير، وأمام تراجع الصادرات، فسوف يرتفع مخزون أوكرانيا من الحبوب، وهو ما سوف يدفع المزارعين لتقليص عملية الزراعة للموسم الفلاحي المقبل، وهذا يعني محصولا أقل وأسعارا أعلى.

 

أما على الجانب الروسي، فإن روسيا وإلى جانب بيلاروسيا تعتبران من أكبر مصدري الأسمدة المستخدمة في الفلاحة، ذلك أن كلتيهما تصدران 14% من مجموع حاجات العالم من الأسمدة، وانسحاب روسيا من الاتفاق يعني عودة العقوبات الغربية على الأسمدة الروسية، وهذا سيؤدي لارتفاع أسعار الأسمدة أو ندرتها في السوق، مما قد يؤثر على الإنتاج العالمي من المواد الغذائية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار