تتجه الدولة المصرية لتكون محطة مهمة في صناعة الهيدروجين الأخضر على المستوى الدولي، وتتخذ خطوات جادة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لإنتاج الهيدروجين، حيث تمضى قدما لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ العديد من مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخصر، وبالشراكة مع كبرى الشركات العاملة في هذا المجال، وخطة وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 40 مليار دولار، تستهدف الوصول إلى نحو 8% من حجم السوق العالمية للهيدروجين.
قامت الدولة خلال الأيام الماضية بإعلان مشروع إنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وعضوية وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، والعدل، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والمالية، والبيئة، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والنقل، والتجارة والصناعة، والري، والإنتاج الحربي، إلى جانب رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومساعد أول رئيس مجلس الوزراء “مقررا”، والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والمدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية.
ويجوز للمجلس أن يدعو لحضور اجتماعاته من يرى دعوته من الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات والأجهزة لمعاونته في أداء مهامه، ويهدف المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى توحيد جهود الدولة لتحفيز الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بما يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة وخطط الدولة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويضمن تنافسيتها على المستويين الدولي والإقليمي.
ومن جانبه قال الدكتور سمير القرعيش نائب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي “إيجاس” سابقًا، وخبير تحول الطاقة والاستدامة في تصريحات لـ “عالم المال”، أن خطوة إنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر يأتي كأحد توصيات المجموعة الوطنية للهيدروجين والتي أصدرها مجلس الوزراء رقم 13 ديسمبر 2020.
وأشار إلى أنه كان ممثلا لقطاع البترول في هذه المجموعة، وكانت تضم في عضويتها جميع الوزارات المعنية، والتي عقدت عدة اجتماعات وإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون من جانب وزارة البترول والكهرباء ولكنها لم تصدر بعد.
دور المجلس
أكد “القرعيش” أن دور المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر هو الإسراع في عملية إدارة ملف الهيدروجين الأخضر لأنه متشابك ويضم جوانب كثيرة قائلا:” نحاول من خلال المجلس الإسراع واللحاق بالركب إقليميا وعالميا وتبوأ دورنا في إنتاج الهيدروجين الأخضر، والمجلس الوطني يضم القيادات التي تدير هذه المنظومة برئاسة مجلس الوزراء وعضوية بعض الوزراء، وعدد من الخبراء المطلعين وإعداد دراسات”.
فرص الإنتاج
ولفت إلى أن مصر تقوم بإنتاج إنتاج الهيدروجين الأخضر منذ الستينيات من خلال مصنع كيما معتمدة على سد أسوان، بينما نقوم بإنتاج الهيدروجين الرمادي من الغاز الطبيعي، حيث تصل النسبة المنتجة منه ما بين 1.2 لـ 1.4 مليون طن، وهو يستخدم في تكرير البترول وصناعة البتروكيماويات وأيضا كمادة خام في صناعة الأسمدة وعدد كبير من الصناعات، مؤكدا أنه يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال تحليل المياه باستخدام طاقات متجددة، ولا ينتج عنه أي انبعاثات كربونية مصاحبة له.
وأضاف: ”من بين التحديات الأخرى هو طرق نقله وتكلفة إنتاجه وشح المياه العذبة، لذا يجري العمل على القيام يدراسات لتحلية مياه البحر، حيث أن مشكلة الهيدروجين تتمثل في تكلفة إنتاجه الباهظة والعالم يراهن على التكنولوجيا التي تقلل من تكلفة إنتاجه”.
وأوضح أنه من بين استخدامات الهيدروجين الأخضر أنه يستخدم كوقود وناقل للطاقة، فمن الممكن حفظ الطاقة المنتجه منه للاستفادة منها في فترة انقطاعها، والعالم ككل يعمل على أن يكون الهيدروجين الأخضر سلعة عالمية تكلفة استيرادها أقل من تكلفة إنتاجها، حيث أن تكلقة إنتاج كيلو الهيدروجين الأخضر تتراوح ما بين 4 لـ 5 دولارات، ويجري المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر سيعمل على دراسة التحديات والفرص وجدوى إنتاجه.