حوار – جمال الهواري
اعتبرت رانيا الجندي العضو المنتدب لشركة “أكيومن” لتداول الأوراق المالية، أن شح السيولة الدولارية بمثابة ورقة ضغط يستخدمها صندوق النقد الدولي في تأجيل موعد صرف الشريحة الثانية من القرض التي تًقدر بـ 347 مليون دولار، وذلك لاستكمال التخارج والطروحات.
أكدت الجندي، في حوار لـ”عالم المال”، أن برنامج طروحات الدولة يستهدف حصيله تُقدر ب 5 مليارات دولار، كنسب استحواذ وطرح أولي وثانوي لعدد 35 شركة ، إذ زاد عدد الشركات المعلن طرحها من جانب مجلس الوزراء في أغسطس، والمخطط طرحها مع انتهاء النصف الأول 2024.
– مع بدء إجراءات الفحص النافي للجهالة على المصرف المتحد.. ما تقييمك للخطوات التى بدأتها الحكومة لبرنامج الطروحات؟
يبدأ الفحص النافي للجهالة حسب تصريحات قيادات المصرف المتحد في النصف الأخير من شهر سبتمبر، بحسب جدول زمني محدد مسبقاً.
ومن وجهة نظري أن الخطوات الخاصة بسياسة ملكية الدولة وبرنامج الطروحات بدأت تؤتي ثمارها بدءاً من صفقة عز الدخيلة واستحواذ رجل الأعمال طلعت مصطفى من خلال الشركة العربية للاستثمارات الفندقية والسياحية ICON- التابعة له بنسبة 83.3%، على حصة مؤثرة فى ملكية وحقوق الإدارة لمحفظة فريدة لعدد من الفنادق فى القاهرة والأسكندرية والأقصر وأسوان، تضم فندق سوفيتيل أولد كتراكت أسوان، ومنتجع موڤنبيك أسوان، وفندق سوفيتيل وينتر بالاس الأقصر، وفندق شتايجنبرجر التحرير، وشتايجنبرجر سيسل الأسكندرية، وفندق ماريوت مينا هاوس، وفندق ماريوت القاهرة وكازينو عمر الخيام، والمملوكة حاليًا للشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق إيجوث.
أخبار ذات صلة
وبرنامج طروحات الدولة يستهدف حصيله تُقدر ب 5 مليارات دولار كنسب استحواذ ، وطرح أولي وثانوي لعدد 35 شركة ، إذ تمت زيادة عدد الشركات من قبل مجلس الوزراء في أغسطس والمخطط الزمني مع انتهاء النصف الأول من عام 2024.
– ما تقييمك لبيع 30% من أسهم الشركة الشرقية للدخان؟ وما فرص تكرار البيع مع شركات أخرى ؟
استحواذ شركة جلوبال للاستثمار الإماراتية على 30% من شركة الشرقية للدخان – ايسترن كومباني بقيمة 625 مليون دولار؛ أي ما يفوق 19.336 مليار جنية مصري، مع ضغ سيولة تشغيلية بقيمة 150 مليون دولار لشراء التبغ، يُعد من أهم صفقات الاستحواذ التي شهدها سوق المال المصري ليس فقط لضخامة القيمة وإنما لاحتكار الشركة لصناعة التبغ في مصر ولانفرادها في سوق المال المصري.
أيضاً جعلت هذة الصفقة السوق ممهد لسلسة الاستحواذات التي تخطط لها الدولة والتي تضخ سيولة دولارية في وقت تتعطش له شرايين الاقتصاد المصري وكذلك التجارة الدولية، حيث أن شح السيولة الدولارية يُعد ورقة ضغط يستخدمها صندوق النقد الدولي في تأجيل موعد صرف الشريحة الثانية التي تًقدر ب 347 مليون دولار لمزيد من فقدان في قيمة العملة المحلية مما ينعكس ليس فقط على ميزان المدفوعات وإنما يشكل انخفاض في الدخل الحقيقي للمواطن المصري . وكنت آمل أن تكون هذة الصفقة من نصيب رجل أعمال مصري لأهمية هذا القطاع وانفراده وكذلك لأنه يشكل حصيلة ضريبية لا يستهان بها.
– لماذا دائماَ البورصة المصرية أكثر المتأثرين بالإشاعات والأحداث العالمية ؟
تلعب المعلومة في عصرنا الحاضر دوراً مهماً في شتى المجالات ويطلق على العصور الحديثة “عصر المعلومات” حيث أصبحت الكثير من القرارات السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية تعتمد بشكل أساسي على المعلومة ودقتها وسرعة الحصول عليها في الوقت المناسب، وتلعب المعلومة في الاقتصاد بشكل عام وفي الأسواق بشكل خاص دورًا أساسيًا، فالأسواق المالية توصف بالكفاءة أو عدم الكفاءة تبعًا لتوفر المعلومات وسرعة انعكاسها على أسعار أسهم الشركات المدرجة بها. وتعد المعلومات من أهم المقومات السائدة لنجاح وتطور أسواق الأوراق المالية؛ فهي تمثل المحرك الأساسي لتوجيه المدخرات نحو الفرص الاستثمارية وتحقيق التخصيص الكفء للموارد المالية المتاحة للمستثمرين، ويتم استثمار المعلومة في اتخاذ قرارات شراء وبيع الأوراق المالية، ونظرًا لاتساع وتيرة النشاط الاقتصادي ووجود أسواق مالية كبيرة وباعتبار سوق المال أحد أهم مجالات الاستثمار التي تتيح لكبار وصغار المستثمرين تحقيق الأرباح، فإن ذلك يقتضي دائماً توافر قدر كافي من المعلومات حول الأوراق المالية المتداولة، خاصه أن أسعار الأسهم تتقلب قيمتها من عام لآخر ومن فترة إلى أُخرى وتتأثر كثيراً بالوضع الاقتصادي والأحداث السياسية، وظروف السوق، والشركات المصدرة؛ لينعكس كل ذلك مباشرةً وبسرعة على حركة الأسعار المتداولة في السوق حيث تحدث حركة عشوائية على شكل تقلبات سعرية صعوداً وهبوطاً مع الأنباء الإيجابية والسلبية.