أبرمت قطر اتفاقًا ضخمًا اليوم, لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، ويعد هذا الاتفاق هو الأكبر والأطول من نوعه. سيوفر هذا الاتفاق لفرنسا ما يصل إلى 3.5 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا لمدة 27 عامًا.
أعلنت شركة “قطر للطاقة” اليوم الأربعاء في بيان أن شركة تابعة لها، بالتعاون مع شركة “توتال إنرجيز”، وقعتا اتفاقيتين طويلتي الأجل لتوريد الغاز إلى محطة “فوس كافاوو” للغاز الطبيعي المسال في جنوب فرنسا بدءًا من عام 2026 ولمدة 27 عامًا.
وأوضحت الشركة في البيان أن كميات الغاز الطبيعي المسال ستتم توريدها من قبل شركة مشتركة بين “قطر للطاقة” و”توتال إنرجيز”، واللتين تمتلكان حصصًا في مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي.
تعد شركة “توتال إنرجيز” شريكًا في مشروعي توسعة حقل الشمال القطري، حيث تمتلك حصة تبلغ 6.25% في مشروع حقل الشمال الشرقي و 9.375% في مشروع حقل الشمال الجنوبي.
أكد سعد الكعبي، وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لـ “قطر للطاقة”، أن توقيع هاتين الاتفاقيتين الجديدتين مع شريكتهما “توتال إنرجيز” يعكس التزام قطر المستمر تجاه الأسواق الأوروبية بشكل عام، وتجاه السوق الفرنسية بشكل خاص، ويسهم في تعزيز أمن الطاقة في فرنسا.
تعد قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وقد تزايدت المنافسة على الغاز الطبيعي المسال خلال الحرب في أوكرانيا، حيث تحتاج أوروبا بشكل خاص إلى كميات كبيرة لمساعدتها في استبدال الغاز القادم من خطوط الأنابيب الروسية التي كانت تشكل ما يقرب من 40% من واردات القارة.
وقد تم توقيع أول صفقة توريد أوروبية من مشروع التوسعة القطري في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 لتسلمير الغاز الطبيعي المسال لإيطاليا. ومع هذا الاتفاق الجديد مع فرنسا، يؤكد قطر دورها الريادي في سوق الغاز الطبيعي المسال وتلبية الطلب المتزايد في أوروبا.
يعتبر توريد الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا أمرًا استراتيجيًا مهمًا، حيث يساهم في تنويع مصادر الطاقة وتحقيق أمن الطاقة في المنطقة. قطر تستفيد من موقعها الجغرافي المتميز في خليج البحر العربي لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية.
تعتبر الصادرات القطرية من الغاز الطبيعي المسال جزءًا هامًا من اقتصاد البلاد، حيث تعتمد قطر بشكل كبير على القطاع الطاقوي لتحقيق النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الإيرادات. تستثمر قطر بشكل كبير في تطوير مشاريع الغاز الطبيعي المسال وزيادة طاقتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر هذه الصفقات الطويلة الأجل مؤشرًا على الثقة التي تتمتع بها قطر كشريك تجاري موثوق به في قطاع الطاقة العالمي. تعزز هذه الاتفاقيات العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر وفرنسا وتعزز التعاون الثنائي في مجال الطاقة.
بشكل عام، تعكس هذه الصفقات التزام قطر المتواصل بتوفير الطاقة النظيفة والمستدامة للأسواق العالمية ودعم استخدام الغاز الطبيعي المسال كبديل للوقودات الأخرى ذات الانبعاثات العالية.