استمع للمقالرفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 200 نقطة أساس، إلى 15%، متجاوزاً التوقعات، وذلك بسبب استمرار المخاوف من ارتفاع التضخم ولكبح تراجع قيمة الروبل في أسواق العملات.
وقررت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الروسي زيادة سعر الفائدة الرئيسية، وهذه هي الزيادة الرابعة على التوالي خلال 3 أشهر، حيث تم رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل 2022.
يبدو أن البنك المركزي يهدف إلى تحقيق استقرار الروبل أمام الدولار وذلك لكبح التضخم، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل.
وأعلن البنك المركزي أن هناك حاجة إلى تشديد إضافي في السياسة النقدية للحد من ارتفاع معدل التضخم من 6% إلى المستوى المستهدف البالغ 4% في العام المقبل، ولم يذكر البنك ما إذا كان يعتزم زيادة الفائدة مجددًا في اجتماعه المقبل.
أضاف البنك أن ضغوط التضخم الحالية تزداد بصورة كبيرة ومن المتوقع أن تصل إلى أعلى المستويات المتوقعة. وفي الوقت نفسه، استمر الروبل في الارتفاع أمام الدولار بعد إعلان قرار زيادة أسعار الفائدة الروسية.
يأتي هذا القرار بعد موافقة نواب البرلمان الروسي أمس الخميس على زيادة النفقات العسكرية لعام 2024 بنسبة 6% خلال العام.
ما زالت تكاليف الحرب في أوكرانيا تثقل المالية العامة والاقتصاد الروسي. تزامن ذلك مع تأثير العقوبات وانخفاض قيمة الروبل خلال الأشهر الأخيرة وارتفاع معدل التضخم، مما يثير مخاوف الروس بشأن تدهور القدرة الشرائية.
سبق للمصرف المركزي رفع معدل الفائدة في يوليو الماضي من 7.5% إلى 8.5%، ثم إلى 12% بسرعة في منتصف أغسطس الماضي نظرًا لانهيار قيمة الروبل، قبل أن يتم رفعها مرة أخرى إلى 13% في سبتمبر الماضي. وعلى الرغم من ذلك، ما تزال قيمة الروبل منخفضة مقابل الدولار واليورو، حيث كانت تعادل 92.6 روبل للدولار الواحد و97.8 روبل لليورو الواحد، وهي مستويات تقارب تلك التي سجلت في مارس 2022 بعد بدء الحرب في أوكرانيا.
في ظل هذه الظروف الصعبة، كان المصرف المركزي يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الثاني من هذا العام، لكنه أشار الجمعة إلى نمو أسرع مما كان متوقعًا في سبتمبر/أيلول الماضي، وراجع توقعاته بشأن ارتفاع معدل التضخم من 7% إلى 7.5%.