• logo ads 2

«الطاقة المتجددة» ثروة مصر النظيفة.. 3 استراتيجيات لمواجهة التغيرات المناخية

alx adv
استمع للمقال

«الطاقة المتجددة» ثروة مصر النظيفة
إنتاج 13 ألف ميجا وات من الطاقة المتجددة.. و50% مساهمة خلال 2035
3 استراتيجيات لمواجهة التغيرات المناخية الضارة
بخيت: نحتاج استثمارات بالمليارات ومشاركة القطاع الخاص
سالماوى: سعر الطاقة في مصر أرخص من الدول الأخرى

اعلان البريد 19نوفمبر

كتب – شيرين نوار/ ايمان بسطاوي

تحدٍ جديد يواجهه العالم إثر التغيرات المناخية والانبعاثات الكربونية، الناتجة عن ممارسات الدول المتقدمة صناعيًا، ما يتسبب فى ظواهر مناخية سلبية تهدد صحة البشر والأمن الغذائى والمحاصيل الزراعية.

وساهمت الدول المتقدمة صناعيا بشكل كبير فى هذه الأزمات المناخية نتيجة الإسراف فى استخدام الطاقة غير المتجددة كالوقود الأحفورى والفحم والطاقة الملوثة للبيئة، والتى تنتج عنها آثار كربونية ضارة، ونظرا لتأثر المجتمع الدولى بهذه التأثيرات، اتجهت أنظار العالم كله نحو تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تلوث البيئة، من خلال الاستثمار فى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة كاستغلال طاقة الشمس والرياح، وكذلك التوسع فى دراسات الهيدروجين الأخضر.

وتلاقت تلك الأهداف الدولية مع مؤتمر قمة المناخ الذى استضافته مصر العام الماضى، وسيتم عقد نسخة العام الحالى من قمة المناخ فى دبى.

ويقول الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن السعى نحو بيئة نظيفة وتحقيق الاستدامة من خلال استخدامات مصادر الطاقة النظيفة أصبح هدفًا دوليًا ولا يخص دولة دون أخرى، نظرا للآثار السلبية التى ألقت بظلالها على العالم كله، وتسبب فى تلف المحاصيل، مشيرا إلى أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة يتبنى استراتيجية ورؤية محددة لكيفية التوسع فى استثمارات الطاقة النظيفة والجديدة والمتجددة، وعلى رأسها طاقتي الشمس والرياح، علاوة على دراسات الهيدروجين الأخضر التى قطعت معظم دول العالم شوطًا كبيرا فيه، نظرًا للاستفادة القصوى من هذه الدراسات فى إنتاج طاقة نظيفة.

وأكد الخياط أن مصر تمتلك ثروة حقيقية من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، مشيرًا إلى أنه إذا استطعنا توليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية باستخدام طاقة الشمس والرياح، فإن ذلك سيساعد إلى حد كبير فى التقليل من استخدام طرق الوقود التقليدية، كالمازوت والغاز، والتى تعمل بها محطات توليد الكهرباء، وبالتالى ترشيد استهلاكها، والتوجه نحو تصديرها لجلب العملة الصعبة من ناحية وتحقيق الاكتفاء الذاتى من ناحية أخرى.

وأشار الخياط إلى أن مصر تمتلك الآن أكبر محطة للطاقة الشمسية بالعالم فى بنبان بأسوان، والتي تم إنشاؤها من خلال شراكة متعددة الأطراف بين القطاعين العام والخاص، لتوليد 2 جيجا وات من الكهرباء، علاوة على امتلاك مصر أيضا أحد أكبر محطات الرياح فى العالم بخليج السويس وهى محطة جبل الزيت.

أكثر من 50% مساهمة الطاقة المتجددة عام 2035

وكشف أن الدولة تمتلك استراتيجية خاصة بالطاقة المتجددة تتمثل في وصول مساهمة الطاقة الجديدة إلى 42% عام 2035، ويجرى العمل على تطويرها من خلال مكتب استشارى عالمى لتصل إلى أكثر من 50%، مع إضافة قدرات بحوالى 60 ألف ميجاوات، منها 40 ألف ميجاوات من الطاقة الشمسية، بجانب 20 ألف ميجاوات من طاقة الرياح، وهو ما يحقق عوائد اقتصادية كبيرة، من خلال تنويع مصادر الطاقة فى مصر، للوصول إلى إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بعيدا عن المصادر التقليدية من الوقود الأحفورى.

 

وأكد رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة أن قدرات محطات الرياح بلغت نحو 1632 ميجاوات، وهي نسبة يشترك فيها القطاع الحكومى والخاص فى توليد الكهرباء من طاقة الرياح، وهناك قدرات تبلغ 1252 ميجاوات، وهي لمشروعات تحت الإنشاء، بينما تبلغ قدرات الطاقة الشمسية حوالى 1808 ميجاوات، ومشروعات تحت الإنشاء بقدرات حوالى 500 ميجاوات ويتم التنفيذ بالكامل من خلال القطاع الخاص، ومن أهم المشروعات التي تم تقديمها في مجال الطاقة الشمسية هو مجمع بنبان، بجانب مشروعات في مناطق أخرى في خليج السويس، شرق وغرب النيل، وتمت إضافة 26 ألف كيلو متر لمشروعات جديدة مستقبلية بما يتوافق مع الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة والجدول الزمني لها.

 

نحتاج استثمارات بالمليارات ومشاركة القطاع الخاص

ومن جانبه، أوضح مهندس حسن بخيت، خبير الطاقة، أن زيادة حجم الاستثمارات فى مجالات الطاقة النظيفة، كالتوسع فى إنشاء محطات الطاقة الشمسية والاعتماد على توليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح وطاقة المياه من السد العالي، والشلالات وغيرها، يساهم فى تحقيق الاستدامة والحفاظ على نظافة البيئة من التلوث، مشيرًا إلى أن التوجه نحو الطاقة النظيفة يحتاج استثمارات ضخمة تقدر بالمليارات، مما يستوجب مشاركة القطاع الخاص والاستثمار الأجنبى أيضًا.

ولفت بخيت إلى أنه وفقًا للدراسات على المستويين المحلى والدولى، تمثل الأحداث الجوية العنيفة من موجات حرارية، وسيول، وعواصف ترابية، وكذا ارتفاع منسوب مستوى سطح البحر، أهم التأثيرات السلبية الناتجة عن تغير المناخ على جمهورية مصر العربية، على الرغم من أنها من أقل دول العالم، إسهاماً فى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشرية المنشأ.

 

وأشار بخيت إلى أن التقارير العلمية الصادرة عن «الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ» أكدت أن ما يحدث الآن من احترار عالمى هو نتيجة لأنشطة التنمية البشرية، وذلك لعدة أسباب، منها حرق الوقود الأحفورى، من فحم وبنزين ومازوت وغاز وغيرها، لإنتاج الطاقة، سواء كان استخدم لإنتاج الكهرباء أو تدوير المحركات الخاصة بالمصانع أو وسائل النقل المختلفة.
وأكد خبير الطاقة أن هذه الأنشطة البشرية تسببت فى تراكم الانبعاثات الكربونية بكميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري (يطلق عليها بشرية المنشأ)، فتراكمت بالغلاف الجوى نظرًا لعدم تمكن الأنظمة الطبيعية (الأراضي والأشجار والمحيطات) من امتصاصها وتخزينها لزيادتها عن المعدلات الطبيعية، بالإضافة إلى قطع مساحات شاسعة من الغابات التى كانت تمتص الكربون.

 

أسعار الطاقة فى مصر أرخص من الدول الأخرى
وألمح الدكتور حافظ سالماوى، أستاذ الكهرباء بهندسة الزقازيق، إلى أن الحد من المخاطر والانبعاثات الكربونية الضارة أصبح مطلبًا رئيسيًا وليس للرفاهية ولذلك يجب إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، مشيرًا إلى أن سعر الطاقة فى مصر أرخص من الدول الأخرى، نتيجة اتجاه المستثمرين لاستخدام طاقة غير متجددة، وهو ما يضر بالبيئة والصناعة، مما يستلزم ضرورة خفض أسعار الطاقة المتجددة لتشجيع المستثمرين على زيادة الاعتماد عليها لمساعدة الحكومة فى تحولها للصناعات الخضراء والاقتصاد الأخضر.

 

بينما قال الدكتور جمال القليوبى، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن مصر لديها استراتيجية واضحة ومحددة للوصول لمزج الطاقة لتصل إلى 35% بناء على رؤية مصر 2030، منها الوصول بطاقة رياح لتساهم بمن 7% إلى 10%، كما تسعى الدولة إلى تحقيق الحياد الكربونى بناء على استراتيجيتها الجديدة لعام 2030، كما تستهدف الدولة تحقيق تقدم وإنجاز فى الطاقة الحديثة من الهيدروجين الأخضر، وقطعت الدولة شوطا كبيرا فى عمل البنية التحتية، حيث استهلكت جزءًا كبيرًا من إمكاناتها في هذا الهدف ورفع مستوى الشبكة القديمة لشبكة الكهرباء، حيث وصلت لتحقيق جهد 500 كيلو فولت على الشبكة الحديثة للكهرباء.

إنتاج 13 ألف ميجا وات من الطاقة المتجددة
ويوضح القليوبى أن الدولة تسعى لتحقيق استراتيجية رفع مستويات محطات الكهرباء الحديثة واستخدام الغاز الطبيعى بدلا من المازوت، وهناك 43% من المحطات تعمل بالمازوت والدولة لديها هدف لتحويل محطاتها لكى تعمل بالغاز الطبيعى.

 

وأضاف: «تقوم الدولة بإنشاء البنية التحتية الصالحة واللازمة للطاقة المتجددة، حيث يتم إنتاج 13 ألف ميجا وات من الطاقة المتجددة، بواقع 6000 ميجا وات من الشمس و2000 ميجا وات من طاقة الرياح و3500 ميجا وات من الطاقة الكهرومائية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار