شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، انخفاضًا في سعر نفط برنت بقيمة 81.96 دولار للبرميل بنسبة انخفاض نحو 0.44٪، كما انخفض سعر خام غرب تكساس 77.78 دولار للبرميل بنسبة انخفاض 0.45%.
تراجع إجمالي صادرات النفط لـ5 دول عربية بينها العراق، خلال أول 9 أشهر من العام الجاري (2023) بنسبة 9%، على أساس سنوي.
وانخفض متوسط إجمالي صادرات الخام لتلك الدول العربية الـ5 (السعودية والعراق والكويت والبحرين ومصر) إلى 12 مليون برميل يوميًا، خلال المدة من يناير (2023) حتى نهاية سبتمبر الماضي، مقابل 13.13 مليون برميل يوميًا خلال المدة نفسها من (2022)، بحسب أرقام مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).
ارتفع إنتاج أوبك+ النفطي نحو 180 ألف برميل يوميًا، خلال أكتوبر الماضي، بدعم من زيادة إنتاج العراق الذي سجّل أعلى مستوى في 9 أشهر، وإيران التي وصلت لأعلى مستوى لها منذ 5 سنوات.
وكشف تقرير زيادة الإنتاج من قِبل دول منظمة أوبك، وحلفائها في الخارج، تقلص عجز حصص أوبك+ إلى 827 ألف برميل يوميًا؛ ما زاد ضغوط العرض على معنويات السوق المتدهورة.
وضخ أعضاء أوبك الـ13 نحو 27.89 مليون برميل يوميًا، بزيادة 130 ألف برميل يوميًا على أساس شهري، في حين عزز 10 حلفاء من خارج أوبك، بما في ذلك المكسيك، التي لا تخضع لحصة، الإنتاج بمقدار 50 ألف برميل يوميًا إلى 14.82 مليون برميل يوميًا، حسبما ذكرت إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global).
ووجد المسح أن زيادات إنتاج أوبك+ قلّصت عجز حصص التحالف في أكتوبر؛ بما في ذلك التخفيضات الطوعية التي نفّذتها المجموعة؛ إذ لا يزال العديد من الأعضاء الأفارقة يكافحون لتحقيق أهدافهم، على الرغم من عدم امتثال العراق.
وخفّضت مجموعة المنتجين حصصها بقوة منذ يوليو في محاولة لدعم أسعار النفط، ولكن حتى مع تصاعد الحرب في غزة، تراجعت السوق في الأسابيع الأخيرة بسبب المؤشرات الاقتصادية الفاترة، خاصة من الصين، ونمو الإمدادات من خارج أوبك.
على الرغم من تحذير البنكُ الدولي من ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارا للبرميل إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، إلا أن أسعار النفط انخفضت بشكل ملحوظ دون ال 80 دولار.
ومن الممكن أن تؤدي الحرب الطويلة الأمد في المنطقة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الطاقة والأغذية بعد عام واحد فقط من ارتفاع الأسعار بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
وقال البنك الدولي إنه في ظل أسوأ السيناريوهات قد يتطور وضع مماثل لأزمة النفط في السبعينيات وقد يدفع هذا أسعار النفط إلى الارتفاع لما بين 140 و157 دولارا للبرميل.
وقال كبير الاقتصاديين في البنك الدولي: “إن الصراع الأخير في الشرق الأوسط يأتي في أعقاب أكبر صدمة لأسواق السلع الأساسية منذ السبعينيات وهي حرب روسيا مع أوكرانياوكان لذلك آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا وأضاف أن السياسيين في السلطة التنفيذية سيحتاجون إلى توخي اليقظة لأن سيناريو “صدمة الطاقة المزدوجة” التي تؤثر في إمدادات النفط والغاز لم يحدث منذ عقود.
ويقول محلل شؤون النفط، إدواردو كامبانيلا، إن “إسرائيل ليست منتجا للنفط، ولا توجد بنية تحتية دولية كبرى للنفط بالقرب من قطاع غزة”، ورغم ذلك يبقى أحد المخاطر الرئيسية في التدخل المباشر لإيران، الداعمة لحركة حماس والتي تعد عدوا لدودا لإسرائيل، في النزاع.
وتمثل منطقة الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث العرض العالمي من النفط، ويمر من مضيق هرمز الاستراتيجي نحو 20 في المئة من الإمدادات العالمية، أو ما يوازي 30 في المئة من إجمالي النفط الذي يتم نقله بحرا.
كانت قد شهدت الأيام الماضية اشتباكات عسكرية ومخاوف من أن الصراع قد يمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة.
ورغم أن إسرائيل تنتج كميات قليلة للغاية من النفط الخام، فإن الأسواق تشعر بالقلق من أنه إذا تصاعد الصراع فقد يضر بإمدادات الشرق الأوسط ويفاقم العجز المتوقع لبقية العام.
وتقول إسرائيل إنها دمرت أجزاء من غزة انتقاما من هجمات حماس.
وقال محافظ البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيلروي دو جالو، الثلاثاء، إن البنك المركزي الأوروبي يشعر بالقلق بشكل خاص من تطورات أسعار النفط، جراء الوضع في إسرائيل.
وأضاف فيلروي، الذي يشغل أيضا عضوية البنك المركزي الأوروبي، في مقابلة مع فرانس إنفو، أن التضخم من المتوقع أن يظل عند المستوى الذي يستهدفه المركزي الأوروبي عند نحو اثنين بالمئة بحلول نهاية عام 2025، على الرغم من أعمال العنف التي اندلعت في إسرائيل في السابع من أكتوبر.