ألقت الحرب الدائرة الآن بين غزة والكيان الصهيوني، بظلالها على حركة أسعار النفط العالمية، وبالتالي انعكس ارتفاع أسعار النفط على حركة أسعار السلع الغذائية، فضلا عن المضاربات التي ينتهجها تجار العملة في الأسواق علاوة على الممارسات الاحتكارية التي يقوم بها بعض التجار لتحقيق أرباح مبالغ فيها.
مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية يواصل هبوطه ولكن بوتيرة أبطأ
بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية، 120.6 نقاط في أكتوبر 2023، بتراجع قدره 0.7 نقاط (0.5 في المائة) عن مستواه المسجّل في سبتمبر، ليواصل بذلك اتجاهه النزولي ويراوح 14.8 نقاط (10.9 في المائة) دون مستواه المسجّل في الفترة نفسها من السنة الماضية، ويعكس التراجع الطفيف المسجّل في أكتوبر انخفاض مؤشرات أسعار السكر والحبوب والزيوت النباتية واللحوم، فيما عاد مؤشر منتجات الألبان إلى الارتفاع.
وفي هذا الصدد كشف الدكتور محمد راشد، استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف، عن تأثر قطاع الأغذية فى مصر وعالميا من استمرار الحرب وأفاق ارتفاع الأسعار، مؤكدًا أن الحرب في غزة لها تأثير سلبي علي أسعار السلع الغذائية عالمياً، حيث ارتفعت أسعار النفط مع بداية انطلاق الحرب خوفا من توسع نطاق الحرب ودخول أطراف أخري على خط جبهة الحرب، وبالطبع ينعكس ارتفاع أسعار النفط على أسعار السلع الغذائية عالمياً.
وأضاف “راشد”، في تصريحات خاصة لـ «عالم المال» أن مؤخرا تراجعت أسعار النفط متأثرة بالأخبار المتواترة عن قرب الاتفاق إلى هدنة بين حماس والكيان الصهيوني، أما بالنسبة لأسعار السلع محليا فإن التضخم في مصر يتأثر بدرجة كبيرة بمدى توافر الدولار لاستيراد الأغذية والمواد الخام وبأسعاره أيضا في السوق السوداء، والتي شهدت تحركا ملموسا خلال الآونة الأخيرة بعد حرب غزة، نظرًا للأثر السلبي لحرب غزة على قطاع السياحة في مصر.
وتابع: وبالتالي على موارد النقد الأجنبي بجانب تكالب البعض على اكتناز الدولار واستخدامه كمخزن للقيمة تحوطا لارتفاع معدلات التضخم مما ينعكس سلبا على كمية الدولار المتاحة لاستيراد السلع من الخارج، فضلا عن المضاربات التي ينتهجها تجار العملة في الأسواق علاوة على الممارسات الاحتكارية التي يقوم بها بعض التجار لتحقيق أرباح مبالغ فيها على حساب المستهلكين، وبالتالي كل هذه الممارسات تحتاج إلي الضرب من حديد لأنها تضر بالاقتصاد القومي وتكدر معيشة المواطن المصري في الوقت ذاته.