• logo ads 2

سفير سلطنة عمان بالقاهرة: علاقات وثيقة بين مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وسلطنة عمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق

في حواره مع «عالم المال»..

alx adv
استمع للمقال

تصوير -كامل أمين

 

سفير سلطنة عمان بالقاهرة في حواره مع “عالم المال”:

علاقات وثيقة بين مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وسلطنة عمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق

بدأنا خارطة طريق اقتصادية مع مصر منذ ٣ سنوات.. وتحسن واضح في حجم التبادل التجاري بين البلدين

لدينا مشروعات سياحية كبرى ترى النور في 2025 بمشاركة مستثمرين مصريين

وفد من رجال الأعمال المصريين يزور السلطنة حاليا للتعرف على الفرص الاستثمارية

ارتفاع نسبة الاستثمارات الأجنبية بعمان 23.6%.. وتراجع الدين العام إلى 16 مليار ريال

رؤية عمان ٢٠٤٠ ركزت على التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل وإفساح المجال للمرأة للمشاركة في العمل العام

أول تبادل تجاري مع مصر بدأ مع قدماء المصريين في عهد الملكة حتشبسوت

مصر كانت أول الداعمين لانضمام السلطنة لجامعة الدول العربية عام ١٩٧٠

تهجير الفلسطينيين مرفوض.. ولا سلام دون حل الدولتين

 

 

أشاد السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان في القاهرة، بتاريخ العلاقات بين القاهرة ومسقط، الممتدة منذ قِدم التاريخ، بداية من عصر الفراعنة، مشيرًا إلى أن هناك مواقف لا تنسى وعلاقات تاريخية دبلوماسية واقتصادية خلدها التاريخ بحروف من ذهب بين مصر وعمان، امتدت منذ عهد الملكة حتشبسوت حتى يومنا هذا.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

وقال السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، إن سلطنة عمان كانت هي الدولة العربية الوحيدة التي طالبت العرب بالوقوف مع مصر بعد اتفاق السلام، ولعبت دورًا كبيرًا في عودتها مرة أخرى للجامعة العربية.

 

وتحدث السفير العماني، عن استراتيجية الدولة 2040، ومشروعها الاقتصادي، حيث ركزت الخطة على التنوع، بعد اكتشاف أن النفط سلعة متذبذبة تتأثر بالأوضاع السياسية، وهو ما جعل مسقط تبحث عن مصادر أخرى للدخل، بحيث لا تكون رهينة مصدر دخل واحد قد ينضب مستقبلًا.

 

وأكد أن عمان تدرك أهمية التنوع الاقتصادي وتنويع مصادر الطاقة، خاصة وأن الطاقة الأحفورية تتجه للندرة وهو ما دعا سلطنة عمان للاتجاه للهيدروجين الأخضر، فخلال قمة المناخcop 27 التي أقيمت في شرم الشيخوقعت السلطنةعددًا من الاتفاقيات مع  مستثمرين وشركات في مجال الطاقة المتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر.

 

 

إلي نص الحوار..

 

تحتفل سلطنة عمان بعيدها الوطنى الـ 53.. فكيف ستكون مراسم الاحتفال؟

أولًا أود أن أتقدم لكم بالشكر والتقدير على زيارتكم لنا وإتاحة الفرصة لنا للتواصل مع القراء فى مجال المال والأعمال، ومؤسستكم الصحفية لما تنتجه من مطبوعات،وفي إطار ذلك أود أن أتقدم بالشكر والإعجاب للدور الذي تقومون به خاصة في إطار الإعلام الاقتصادي الذي نحن بحاجة إليه في هذه المرحلة.

 

فيما يتعلق باحتفالنا بالعيد الوطني الـ 53 هذا العام، فقد قررت السلطنة اقتصاره على فعاليات محددة نظرًا لظروف الحرب واستخدام القوة ضد المدنيين في فلسطين، وتجاوز الجانب الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني.

 

الإعلامي أيسر الحامدي وسفير عمان

الإعلامي أيسر الحامدي وسفير عمان

 

وبناءً على ذلك أقر جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، أن تقتصر الاحتفالية على إحياء ذكرى وطنية لما لها من دلالة رمزية، حيث أقيم الاستعراض العسكري بحضور جلالة السلطان والحكومة والدولة، وستحتفل سفارات سلطنة عمان في الخارج وفقًا لهذا التوجه.

 

وقبل ذلك بأسبوع افتتح جلالة السلطان مجلس عمان الذي يضم مجلس الشورى ومجلس الدولة، وكان للسلطان هيثم بن طارق كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا المجلس في الشورى والعملية الديمقراطية، وفقًا لنموذجنا العماني، حيث إن مجلس الشورى هو داعم للقرار الحكومي لتقديم المشورة ووجهات النظر من أجل تحقيق الرفاهية و الاستقرار، وأرى أن هذا الاحتفال يمثل محطة لتأمل ما تم إنجازه، والتطلع لإنجازات قادمة، والتي بها تشحذ الهمم ويوجه الشباب نحو العمل.

 

أهم ملامح التنمية الاقتصادية في سلطنة عمان؟

منذ عام 2020 أعدت سلطنة عمان استراتيجية 2040، والتي شارك في إعدادها جلالة السلطان هيثم بن طارق، حين كان وزيرًا للتراث والثقافة، تلك الخطة التي بدأ تنفيذها منذ تولي مقاليد الحكم، والتي ارتكزت على عناصر أساسية تحمل أعمدة الاقتصاد العماني بالتركيز على اللوجستيات والنقل، كون سلطنة عمان ذات تاريخ ملاحي، ونشاطها الرئيسي هو التجارة منذ قديم الأزل، فالبحر لدينا 3600 كم شواطئ من شمال عمان إلى جنوبها، وتطل السلطنة على بحر العرب والمحيط الهندي الذي يعد ممرًا متميزًا للتجارة العالمية بين الشرق والغرب.

 

وبدأت التجارة بين سلطنة عمان ومصر عبر البحر، حينما زارت الملكة حتشبسوت والفراعنة جنوب عمان، كما راجت تجارة النفط والطاقة عبر مضيق هرمز والخليج العربى، وعليه تكون التجارة والملاحة أحد العناصر والأعمدة الأساسية في الاقتصاد العماني، وهو ما يعكس التنوع الثقافي في سلطنة عمان، كما في الحال في جمهورية مصر العربية.

سفير عمان
سفير عمان

ومع مرور الوقت أصبحت السياحة واحدة من أهم أعمدة الاقتصاد العماني، فمن لم يزر عمان سيعتقد أنها صحراء جرداء، تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، بينما العكس هو الصحيح، فسلطنة عمان تشهد في الصيف أكثر من طقس، ففي جنوب عمان تهب الرياح الموسمية القادمة من الهند ومن قارة آسيا، والتي تسبب انخفاضًا في درجة الحرارة، بما لا يتجاوز الـ 22 درجة مئوية، في حين تكون درجة الحرارة بمنطقة الخليج مرتفعة بشكل ملحوظ، وهو ما يجذب السياحة من منطقة الخليج إلى السلطنة، لما تتمتع به من مناخ جيد وأمطار وجبال خضراء، فالكثير من الأوروبيين يأتون للسياحة في هذه الفترة عند منطقة الجبل الأخضر بارتفاع 10 آلاف قدم، والتي تقع في محافظة داخلية من سلطنة عمان، وتصل فيها درجة الحرارة في فصل الصيف إلى 19 و20 درجة مئوية، وفي الشتاء تتراجع درجة الحرارة إلى -5، ومن ثم فقد شجع هذا التنوع والتضاريس على جعل سلطنة عمان قبلة للسياحة.

 

والآن هناك العديد من المشروعات الكبرى السياحية التي سترى النور خلال عام 2025، حتى أن هناك عددًا من المستثمرين من مصر بينهم رجل الأعمال المصري سميح ساويرس الذي أقام فيها منتجعًا سياحيًا، ذلك بخلاف جاذبية السلطنة للعديد من المستثمرين من منطقة الخليج.

 

الجانب الآخر يتعلق بالأمن الغذائي، فسلطنة عمان لها تاريخ اقتصادي طويل من العمل بالزراعة وصيد الأسماك بما يشكل نسبة 85%، وذلك في فترة ما قبل ظهور النفط، وقد ركزت الخطة على التنوع الاقتصادي؛ لأنه بعد اكتشاف أن النفط سلعة متذبذبة تتأثر بالأوضاع السياسية وما يحدث فى المنطقة بأثرها، تجد أن سعر النفط قد يرتفع إلى أعلى مستوى، وقد ينخفض أيضاً بشكل ملحوظ، وهو ما يجعل بلدنا في العالم الحديث تبحث عن مصادر أخرى للدخل، بحيث لا تكون رهينة مصدر دخل واحد قد ينضب مستقبلًا، الأمر الذي وضعه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان في عين الاعتبار ضمن استراتيجية 2040.

 

ماهي ملامح استراتيجية عمان 2040؟

انطلقت استراتيجية عمان 2040 مع بشائر طيبة، بالرغم من التحديات التي يشهدها العالم مع الدول الأخرى من كورونا لمدة عامين، ولا نزال نعاني من آثاره حتى اللحظة، بالإضافة إلى الحروب في المنطقة والحرب الروسية الأوكرانية التي نشبت وأثرت على الاقتصاد العالمي أجمع، ومع كل ذلك استطاعت عمان بتوجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق أن يصاحب هذه الخطة عدد من الإجراءات الحكومية الصارمة فيما يسمى بإدارة الاقتصاد بشكل يٌستفاد منه بعائدات يمكن توجيهها في تخفيض الدين العام، والذي انخفض بالفعل من 21 مليار ريال عماني إلى 16 مليار ريال في موازنة العام الماضي، كما ارتفعت أيضًا نسبة الاستثمارات الأجنبية إلى أكثر من 21 مليار ريال خلال العام الجاري بنمو 23.6% ، وفيما يتعلق بالصادرات العمانية، فهي تشهد رواجًا كبيرًا وإقبالًا من دول المنطقة، نظرًا لجودة المنتج العماني، ويصل الكثير من تلك المنتجات إلى جمهورية مصر العربية.

سفير عمان
سفير عمان

تلك العناصر كافة أسهمت بشكل كبير في إعادة هندسة الجهاز الإداري للدولة، بدمج عدد من مؤسسات الدولة والوزارات التي تعمل في شأن متشابه، ما ساهم في سرعة اتخاذ القرارات الصائبة، بالإضافة إلى تقسيم الحكم المحلي إلى ولايات ومحافظات، وعدد من الصلاحيات، بحيث يستطيع المسؤول أن يمارس عمله بلا مركزية ولها موازناتها، وهذا من ضمن إنجازات سعادة السلطان هيثم حفظه الله ورعاه، والذي نستبشر به خيرا.

 

كيف ترى سلطنة عمان أهمية دمج المرأة في مجالات العمل المختلفة؟

تعد سلطنة عمان من أوائل الدول التي عظمت دور المرأة في التنمية، فقد أفسحت رؤية سلطنة عمان 2040  المجال للمزيد من مشاركة المرأة في تحقيق التنمية، كونها مشاركًا أساسيًا في التطور الذي تشهده السلطنة، وكان للسلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله – مقولة شهيرة مفادها بأن المجتمع ذو جناحين “جناح المرأة وجناح الرجل”، فالمرأة في عمان منذ زمن بعيد كانت ولازالت مهندسة وطبيبة ومعلمة وحاكمة لفترات تاريخية، أتذكر أنه حين كنت رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة عمان للصحافة، أصدرنا كتابًا عن المرأة في عمان، واكتشفنا بالبحث أنها كانت ذات مناصب مرموقة، حتى أنها عملت في مجال القضاء، وغيرها من مناصب وزارية ودبلوماسية، وعليه فليس غريبًا علينا مشاركة المرأة حيث إن لها تمثيلًا واضحًا في مجلس الدولة.

كما أن هناك اهتمامًا بالشباب الذين يشكلون 65% من الشعب العماني، فهم عماد الأمة ومستقبلها، حيث تعتني السلطنة بتهيئتهم بما يتناسب مع معطيات العصر، من حيث التعليم، سواء داخل أو خارج البلاد، وتم إنشاء صندوق أجيال بأكثر من 10 مليارات ريال، فضلًا عن  التركيز على العائدات الاقتصادية للبلاد وتوجيهها لتحقيق رفاهية المواطن العماني والاهتمام الأكبر بالصحة واستخدام التقنيات الحديثة في كافة أعمال الحكومة.

 

اهتمام كبير أولته سلطنة عمان بالطاقة الجديدة والمتجددة.. فما ملامح هذا التوجه؟

سلطنة عمان تدرك أهمية التنوع الاقتصادي وتنويع مصادر الطاقة، خاصة وأن الطاقة الأحفورية تتجه للندرة وهو ما دعا سلطنة عمان لأن تتجه للهيدروجين الأخضر، فخلال قمة المناخcop 27 التي أقيمت في شرم الشيخوقعت السلطنةعددًا من الاتفاقات مع مستثمرين وشركات في مجال الطاقة المتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر.

وتعد سلطنة عمان سباقة في هذا الإطار، فقد أعلنت في قمة المناخ استهدافها الوصول للحياد الصفري بحلول 2050، كما أنها تأتي في مقدمة الدول التي أنشأت وزارة متخصصة في البيئة، والآن لدينا هيئة تقوم بتلك المهام .

 

ماهي ملامح العلاقات الثنائية بين مصر والسلطنة اقتصاديًا؟

العلاقة بين مصر وعمان متينة وتاريخية، نمت عبر التاريخ، وإذا تحدثنا عن التاريخ الحديث فهي علاقة نمت على مدار 53 عامًا، ظلت مستمرة دون أي تصدع، وقد مرت تلك العلاقات بـ 3 مراحل، المرحلة الأولى، أشارت لها الوثائق التاريخية المصرية العمانية، والتي ذكرت أن التواصل بين مصر وعمان بدأ منذ عهد الفراعنة، حيث كانوا يجلبون من عمان “سلعة اللبان”، المتوافر بها بجودة عالية ليحرقونه في المعابد ضمن شعائرهم الدينية آنذاك وهو ما دلت عليه بعض الرسوم بمعابد الأقصر، المرحلة الثانية، خلال فتح مصر فى العصر الإسلامي، حيث أتت بعض القبائل من عمان لتستوطن مصر، وكانت عمان حينها تضم  اليمن والحجاز، وقد دلت بعض المصادر التاريخ أنه في العصر الإسلامي جاء أحد قوات الجيش المهلبي إلى مصر وأصبح واليًا عليها، وهذه واحدة من المصادر التاريخية التي أكدها الدكتور إبراهيم سلامة، رئيس قسم التاريخ في جامعة الإسكندرية.

 

محطة أخرى تاريخية مرت بها العلاقات المصرية العمانية، تؤكد أن السيد برغش أحد سلاطين عمان الذين كانوا يحكمون “زنجبار” جاء لزيارة مصر في زمن الخديوي إسماعيل، وهو في طريقه للذهاب إلى أوروبا، حيث نزل إلى مصر وأصبح ضيفًا عليها لفترة طويلة، وبعد عودته من أوروبا جاء مرة أخرى إلى مصر وذهب إلى الإسكندرية، لحضور جنازة شقيقة الخديوي ثم عاد إلى زنجبار، وفي تلك الفترة كان هناك مشروع مفاوضات بين عمان والفرنسيين على الطريق التجاري البحري بين الشرق والغرب، وكان هناك تنافس بين الجانب البريطانى والجانب الفرنسي على هذا الطريق، حيث كانت عمان في حينها قوة بحرية مهمة لا يستهان بها.

الاعلامي أيسر الحامدي وسفير عمان
الاعلامي أيسر الحامدي وسفير عمان

وفى أثناء تلك الفترة كان هناك مشروع اتفاقية بين الفرنسيين وعمان، وحين جاءت الحملة الفرنسية، واحتج سلطان عمان في ذلك الوقت على هذا بسبب الاحتلال وأوقفت الاتفاقية، وهي وقائع وثقتها بعض المصادر التاريخية والعمانية.

 

وفى عام 1970 توجه جلالة السلطان العماني إلى مصر، حيث دعمت مصر دخول عمان للجامعة العربية مع بعض الدول، وظلت سلطنة عمان ممتنة لهذا القرار.

 

وحين حدثت حرب 73 كانت سلطنة عمان من أوائل الدول العربية التي دعمت مصر سواء بالمال أو بالقرار السياسي، حيث زار جلالة السلطان مصر واستقبله المغفور له الرئيس الراحل محمد أنور السادات وارتدوا جميعًا الزي العسكري تعبيرًا عن التضامن.

وحال تم الإعلان عن عملية السلام كانت سلطنة عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي طالبت العرب بالوقوف مع مصر، وعند المقاطعة كان لجلالة السلطان مقولة مفادها أنه لا يمكن مقاطعة مصر، ولعب دورًا كبيرًا في عودتها مرة أخرى وعودة دور الجامعة العربية.

 

كما أن جلالة السلطان هيثم بن طارق حرص على أن تكون مصر هى أول دولة عربية يزورها بعد دول مجلس التعاون الخليجي في زيارته الأخيرة في مايو الماضي، ومع بداية الأزمة فى غزة هاتف السلطان هيثم بن طارق أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسى ودار حوار بينهما، وتنسيق المواقف بين الجانبين منذ بداية الأزمة.

 

نحن نؤمن بأن مصر لم تتوان يومًا ما في خدمة أي قضية من القضايا العربية، وهو ما كان دومًا يؤكده جلالة المغفور له السلطان قابوس، ونري أن العلاقة الرسمية والشعبية بين مصر وسلطنة عمان بأفضل ما يكون، ونعتبر أنفسنا “أهل دار”، ونسعى للاستفادة من هذا في تعظيم العلاقات الاقتصادية.

 

 كيف تقيمون مستقبل العلاقات الاستثمارية بين مصر وسلطنة عمان؟

بدأنا منذ 3 سنوات رسم خارطة الطريق بدعوة المصريين للاستثمار في عمان وعرض الفرص الاستثمارية وفرص إتاحة الصادرات العمانية لمصر، فضلًا عن دعوة العمانيين للاستثمار في مصر باعتبارها سوقًا مهمة والاستفادة من اتفاقية الكوميسا الأفريقية، واستفادة المصريين من اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا.

قد لاحظنا تحسنًا فى مؤشرات التعاون بين الجانبين وزيادة الاتصالات مع مجتمع الأعمال في كافة المجالات من قطاع سياحي، وإنشائي، وصناعي، وكذلك الأمن الغذائي .

 

ونرى أن هناك حراكًا حقيقيًا في هذا الإطار مع جمهورية مصر العربية والدول الشقيقة، ما انعكس في  تحسن أداء الميزان التجاري بين مصر وعمان ، ونطمح في تحقيق المزيد.

وشهدنا المؤتمر الخليجي المصري الأول الذي عقد قبل أيام، وشهد عددًا من اللقاءات فى سفارة عمان بين الجانب العماني، وجمعية رجال الأعمال المصرية، للاطلاع على الفرص الاستثمارية والتسهيلات المتاحة بين الجانبين، كما أن هناك  وفًا موجودًا حاليًا من رجال الأعمال المصريين في عمان للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة بها، ونطمح في أن تفضي تلك الجهود لنتائج إيجابية تكون لمصلحة الشعبين والبلدين.

 

ما هي رؤيتكم لتطورات الوضع في غزة بصفتكم سفيرًا لسلطنة عمان؟

نرى أن الحرب التي تمارسها إسرائيل على إخواننا في غزة لم تبدأ يوم 7 أكتوبر، بل دارت قبل 75 عامًا من التعذيب والتنكيل، فهي تتصاعد وتهدأ أحيانًا، وما لبثت أن تصاعدت في الآونة الأخيرة نتيجة قيادة إسرائيل بحزب متطرف، فقد لاحظنا قبل الانفجار الذي حدث يوم 7 أكتوبر كيف كان تدنيس المسجد الأقصى ذلك الرمز الديني الجليل، وهو أمر لا يقبله أى دين، ذلك بخلاف الانتهاكات من مجازر قتل أطفال ونساء نراها على الهواء مباشرة، واغتصابات تمارس ضد المرأة،فما كان من الفلسطينيين إلا أن ينفجروا غضبًا خاصة بعد ملاحظة أن القضية الفلسطينية باتت طي النسيان.

نعتقد أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم ويرفض، خاصة في ظل تخاذل المجتمع الدولي، وهو لا يدرك أن هذه الشعوب ستقاوم، فلم يكن لأي بلد في العالم التخلص من الاحتلال إلا بالمقاومة (فيتنام – جنوب أفريقيا  – مصر وغيرها الكثير)، وهو حق مشروع للشعوب.

 

فما حدث كان نتيجة تراكمات، كما أن إسرائيل لم تنصاع لقرارات الأمم المتحدة ولا للمبادرات العربية، رغم عمليات السلام التي تمت مع مصر، فالأصوات التي تدعو للتهجير القسري لا تتناسب مع ما تُمليه عملية السلام مطلقًا، ومن هنا يتضح للجميع أنها حرب إبادة.. فإذا “فلتت” إسرائيل من العقاب وهو ما يجعلها تتمادى في ممارساتها، فمن حق الشعب الفلسطينى أن تكون له دولة وفقًا للقرارات الشرعية الدولية وتكوين دولة إسرائيلية قائمة على حدود 67.

حوار سفير عمان مع "عالم المال"
حوار سفير عمان مع “عالم المال”

وأود أن أشير إلى أن الحديث عن السلام مع إسرائيل هو واقع موجود ولدى الدول العربية علاقات معها،  إلا أنه ما يحدث الآن من قتل أطفال ومنع مستلزمات الحياة الأساسية باستخدام القوة المفرطة بدعم من بعض الدول سيجعل المنطقة لا تنعم بالسلام المنشود، وهو ما تؤمن عليه سلطنة عمان فى حديثها مع تلك الدول الداعمة لإسرائيل، فلا يمكن إبادة بشر بهذه الطريقة، ولا يمكن أن تتحدث إسرائيل عن الخلاص من  المقاومة بهذه السهولة، فستأتي غدا مقاومة أخرى، وخير دليل على ذلك الصلابة التي أثبتتها التجربة للشعب الفلسطينى بخروج  طفل للحديث أمام وسائل الإعلام ليؤكد استعدادهم للموت على أرض فلسطين، وسيأتي آخرون صامدون على أرضهم ليواصلوا المقاومة.

 

ونؤكد أن الممارسات الإسرائيلية الهدف منها هو التهجير القسري لتكون النكبة الثانية في محاولة لتهجيرهم إلى دول الجوار، وهذا أمر مرفوض، فموقف عمان ثابت وواضح أكدته خلال اجتماع قمة السلام والاجتماع الوزاري الطارئ، فلا سلام ولا استقرار دون حل الدولتين.

 

ما هي رسالتكم للعالم والدول الشقيقة في ظل ما نمر به من تحديات راهنة؟

نحن نؤمن بأننا جزء من هذا العالم، فالتوترات والحروب تؤثر على كافة بلدان العالم وسلطنة عمان واحدة منها، نقوم بواجبنا قدرالإمكان، ونعتمد سياسة الحوار لأنه دون ذلك لن نصل إلى سلام، التسامح مهم.. والتجاوز عن بعض الأمور ضروري من أجل أجيال لا يخلف لها الحروب، كما نقوم بدورنا الإنساني ودورنا في تخفيف التوترات في عالمنا، وهو ما تسعى إليه كافة بلدان العالم لإحلال السلام.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار